قصة صفقة.. إنريكي والانتقام من الريال بقميص برشلونة
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، إحدى أغرب الصفقات التي حدثت، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن لويس إنريكي وانتقاله إلى برشلونة الإسباني في صيف 1996 من الغريم الأزلي ريال مدريد.
عدم تقدير
بدأ لويس إنريكي مسيرته الكروية الاحترافية بنادي سبورتنج خيخون، وذلك عام 1989، وقد تألق اللاعب الشاب بصورة كبيرة خلال سنتين مع الفريق، إذ سجل 14 هدفا في 38 مباراة مع الفريق بكل المسابقات المحلية.
هذا التألق، دفع العملاق ريال مدريد لشراء إنريكي، الذي بلغ من العمر حينها 20 عاما في صيف 1991، مقابل 1.5 مليون يورو، وبعقد مدته 5 سنوات، ليبدأ اللاعب مرحلة أعتقد أنها ستكون مفصلية في مسيرته الكروية.
المدربون الذين تعاقبوا على ريال مدريد طوال فترة وجود إنريكي مع النادي، كانوا يرونه مثل اللاعب "الجوكر" الذي يستطيع اللعب في أكثر من مركز، حيث تم وضعه كمهاجم ولاعب وسط وجناح وأيضا كظهير، وهو الأمر الذي كان ينتظر إنريكي أن يحدث معه تقدير واحترام من جانب أنصار الفريق الملكي، إذ رأى نفسه كما لو أنه لعب في جميع المراكز باستثناء حراسة المرمى.
تلك الوضعية أصابت إنريكي بإحباط شديد، لدرجة أنه حاول كسب تعاطف الجماهير من خلال احتفاله الشهير بإظهار الولاء لقميص الريال عقب تسجيله هدفا في الانتصار الكاسح على الغريم برشلونة بنتيجة 5-0 في مباراة أقيمت على ملعب "سانتياجو برنابيو" بتاريخ 7 يناير/كانون الثاني 1995، لكن يبدو أن ذلك أيضا لم يفلح في دخول اللاعب قلوب عشاق الملكي، والتغني باسمه.
وفي الموسم الأخير لإنريكي مع الريال، وهو 1995-1996، شعر اللاعب بأن وقته قد حان لمغادرة النادي الملكي، بعدما تم استبعاده من التشكيلة الأساسية، ولم يعد هناك اعتماد كبير عليه، ليخرج في تصريحات غاضبة حينها، قائلا: "أنا لا ألعب كثيرا في النادي، هذا يوضح مستقبلي وسأتحدث إلى وكيل أعمالي، وما يقال إن ذلك هدفه إراحتي وحدوث عملية مداورة، أراه غريبا للغاية، لأنني لو استمررت على هذا المعدل، سأحصل على راحة لفترة طويلة، بحيث أبدأ اللعب من جديد في سن الـ60 أو الـ70 عاما".
الانتقام
استقر إنريكي على الرحيل عن ريال مدريد في صيف 1996، بعد نهاية عقده، وهو الذي لعب للفريق في 202 مباراة، سجل خلالها 16 هدفا وحقق معه 3 ألقاب وهي الدوري الإسباني وكأس الملك والسوبر المحلي.
قرر إنريكي الانتقام مما حدث له في ريال مدريد، وذلك عبر الانتقال إلى الغريم الأزلي برشلونة بصفقة انتقال حر، وفي أول مؤتمر صحفي عقب إتمام الصفقة، حاول اللاعب كسب ود أنصار البارسا من خلال تصريحات عدائية للريال، حيث قال: "طوال الفترة السابقة، لم أرَ نفسي في القميص الأبيض، ولكن حاليا الوضع مختلف مع برشلونة، الذي أشعر بسعادة كبيرة للانتقال إلى صفوفه".
لم يقتصر انتقام إنريكي على التصريحات، بل إنه على مدار 19 مواجهة محلية وقارية جمعت برشلونة بريال مدريد، كان إنريكي يظهر عدوانية شديدة وهو يلعب، وظهر ذلك بوضوح في طريقة الاحتفال بكل هدف من الأهداف الخمسة، التي سجلها في شباك الملكي.
تلك العدوانية، خاصة في الاحتفال، وإمساك اللاعب كثيرا بقميص برشلونة وتقبيله خلال مواجهات الريال، جعلت إنريكي يسكن قلوب وعقول جماهير "البلوجرانا"، على عكس الحال، حينما كان في النادي الملكي.
أصبح إنريكي من رموز برشلونة، حيث استمر معه حتى الاعتزال عام 2004، بعدما لعب له في 301 مباراة، سجل خلالها 109 أهداف، وحقق معه 7 بطولات وهي الدوري الإسباني مرتين ومثلهما كأس الملك، بالإضافة إلى لقب السوبر المحلي وكأس الكؤوس الأوروبية والسوبر الأوروبي.
ولاء إنريكي لبرشلونة جعله، عقب الاتجاه للتدريب، يتولى تدريب الفريق في الفترة من 2014 إلى 2017، ويقوده للظفر بتسعة ألقاب محلية وقارية ودولية منها ثلاثية الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا في موسم 2014-2015.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز