تاريخ دوري أبطال أوروبا.. قصة مباراة دورتموند التي أعادت الحياة لريال مدريد
ساعات قليلة تفصلنا عن واحدة من أقوى مباريات الموسم الكروي، التي ينتظرها عشاق كرة القدم حول العالم كل عام، وهي دوري أبطال أوروبا.
ويلتقي ريال مدريد الإسباني مع بروسيا دورتموند الألماني، غدا السبت، في نهائي دوري أبطال أوروبا 2023-2024 على ملعب "ويمبلي" في العاصمة الإنجليزية لندن.
ويتطلع الريال لحصد لقبه الـ15 في دوري أبطال أوروبا، وتعزيز موقعه في صدارة أكثر الأندية تتويجا، بينما يأمل دورتموند في اعتلاء منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه.
وعلى الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها ريال مدريد وبروسيا دورتموند في النهائي، فإن مواجهة الفريقين تعد واحدة من المواجهات الكلاسيكية في البطولة، حيث سبق لهما أن التقيا 14 مرة.
وفي السطور التالية تلقي "العين الرياضية" الضوء على أبرز مباراة جمعت بين الريال ودورتموند في دوري أبطال أوروبا، التي مر عليها ما يزيد على ربع قرن.
قصة مباراة دورتموند التي أعادت الحياة لريال مدريد
في مطلع أبريل/نيسان عام 1998، حل دورتموند ضيفا على ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (1997-1998)، وشهد ملعب "سانتياغو برنابيو" معقل الفريق المدريدي حضورا جماهيريا كثيفا، تجاوز 85 ألف مشجع.
الجماهير المدريدية زحفت إلى البرنابيو لمساعدة فريقها على التأهل لنهائي دوري الأبطال، الذي غاب عنه الريال منذ خسارته في عام 1981 ضد ليفربول، علما بأن الفريق الملكي في ذلك الوقت لم يكن قد حقق اللقب منذ عام 1966.
زيادة عدد المشجعين عن سعة الملعب، ووجود روابط "الأولتراس" وقتها، تسببا في ضغط هائل على دعامات المرمى التي انهارت تحت هذا الضغط قبل دقائق من موعد انطلاق المباراة، ليجد ريال مدريد نفسه في موقف حرج لم يكن في الحسبان.
في ذلك الوقت لم يكن ملعب ريال مدريد يتضمن مرمى احتياطيا، وهو أمر مخالف للوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
وبسبب هذه المخالفة، فإن تأخير انطلاق المباراة عن موعدها المحدد قد يتسبب في إلغائها واعتبار دورتموند فائزا 3-0، ما يجعل مهمة الفريق الملكي شبه مستحيلة في مباراة العودة بألمانيا.
وبالفعل بدأ الفريق الزائر في الضغط على حكم اللقاء من أجل معاقبة ريال مدريد بإلغاء المباراة، لكن أوغستين هيريرين، أحد العمال في ملعب النادي الملكي لجأ إلى حل سريع بإحضار مرمى آخر من المدينة الرياضية "فالديبياس"، القريبة من ملعب "سانتياغو برنابيو".
حتى طريق هيريرين إلى المدينة الرياضية كان معقدا، وواجه عقبة أولى تمثلت في غياب حراس مجمع الملاعب الذي يوجد بداخله المرمى الاحتياطي، وعلى الأرجح انصرفوا من أجل مشاهدة المباراة.
واضطر هيريرين للقفز من فوق السور، ثم قام بكسر باب المخزن من أجل الحصول على المرمى، بعد ذلك بحث عن سائق شاحنة لنقله، وبالفعل وجد واحدا في مطعم قريب من المدينة الرياضية، ولحسن حظه كان مشجعا للريال، ولم يكن من الصعب إقناعه بالمشاركة في المهمة الانتحارية.
ووصل هيريرين بالمرمى في الوقت المناسب، حيث كان الحكم الهولندي ماريو فان دي إيندي على بعد خطوة من الرضوخ للضغوط الألمانية بإلغاء المباراة، التي لُعبت بفضل الدور البطولة لمسؤول الملعب.
انتهت هذه المباراة بفوز ريال مدريد 2-0، ثم اكتملت المهمة بانتهاء الإياب في ألمانيا بالتعادل السلبي، ليتأهل الريال إلى المباراة النهائية التي فاز بها 1-0 على يوفنتوس الإيطالي، محققا لقبه السابع في البطولة.
وبهذا أصبح ريال مدريد هو الفريق الذي جرد دورتموند من اللقب الوحيد الذي حققه في النسخة السابقة (1996-1997).