تحليل.. القدر يكافئ زيدان على الاعتراف بأخطائه
فوز ريال مدريد على ريال بيتيس 3-2 في الدوري الإسباني يعد بمثابة مكافأة للمدرب زيدان على تصحيح أخطاؤه بشكل سريع.
خرج ريال مدريد من ملعب مضيفه ريال بيتيس بفوز صعب وثمين بنتيجة 3-2، في الجولة الثالثة من منافسات الدوري الإسباني، ليجني الفريق المدريدي ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان ثمار الاعتراف بالأخطاء والعمل بسرعة على تصويبها.
"العين الرياضية" تستعرض في السطور التالية تحليلا فنيا لمباراة ريال بيتيس ضد ريال مدريد، التي انتهت بتحقيق حامل اللقب انتصاره الأول هذا الموسم، بعد تعادله سلبيا في الجولة الماضية أمام ريال سوسيداد.
حضور قوي للهجوم الغائب
صحيح أن المباراة شهدت تسجيل 5 أهداف، إلا أن أي منها لم يسجله مهاجم، حيث جاءت 3 أهداف بأقدام مدافعين (سيرخيو راموس من ركلة جزاء، وعيسى ماندي، وإيمرسون بالخطأ في مرماه)، بجانب هدفين للاعبي وسط (فيدريكو فالفيردي وويليام كارفاليو).
غياب هجوم الفريقين عن التسجيل لا يعني أنه كان سيئا، بل على العكس، فإن هجوم ريال مدريد ظهر بشكل أفضل من المتوقع، كما أن الخط الأمامي للفريق الأندلسي واصل توهجه والمستوى الممتاز الذي ظهر به منذ بداية الموسم.
هجوم ريال مدريد ضغط بشكل قوي من البداية، وبفضل الكثافة العددية في الخط الأمامي، بدا الفريق الملكي أكثر شراسة مما ظهر عليه في المباراة الماضية أمام سوسيداد، وتخلص من "قلة الحيلة" التي عانى منها.
كذلك لاحت عدة فرص خطيرة لريال بيتيس الذي أحسن استغل الارتباك غير المبرر في دفاع "الميرينجي"، لكن تألق الحارس تيبو كورتوا منعه من التسجيل مبكرا في مرمى الضيوف.
الهدف الأول للريال من توقيع فالفيردي كان ثمرة الضغط المكثف لريال مدريد، بعدما تلقى عرضية من كريم بنزيمة الذي حصل على حرية أكبر للتحرك بوجود مهاجم آخر بجانبه.
قوة هجوم ريال مدريد برزت أكثر مع القلة العددية في صفوف بيتيس بعد طرد إيمرسون في الدقيقة 67، وخاصة أن الظهيرين داني كارباخال وفيرلاند ميندي لم يبخلا بجهديهما وقدما دعما قويا من الأطراف سواء قبل الطرد أو بعده.
زيدان يصحح الأخطاء
زين الدين زيدان اعتمد على خطة 4-3-1-2، بوجود إثنين في مركز رأس الحربة، هما كريم بنزيمة ولوكا يوفيتش، وهي الخطة التي قلما يعتمد عليها، رغم أنها نادرا ما تخذله، ويرجع لها الفضل في تحسن شكل وهجوم الكتيبة البيضاء.
كذلك فإن وجود يوفيتش في التشكيلة الأساسية أزاح عبء الانتقادات من على كاهل المدرب الفرنسي بسبب قلة الاعتماد على اللاعب الصربي الذي انضم إلى الفريق في صيف 2019 مقابل 60 مليون يورو.
من جانبه، فإن يوفيتش لم يقدم أداء خرافيا، وتم تبديله بمهاجم آخر هو بورخا مايورال في آخر 20 دقيقة، لكنه تمكن من تقديم بعض المساندة لبنزيمة في الضغط على دفاعات ريال بيتيس ومحاولة خلخلته، كما أظهر قدرة على التطور والتحسن بمزيد من المشاركة.
من بين الأخطاء التي تداركها زيدان في مباراة بيتيس، توقيت القيام بالتغييرات المطلوبة، حيث أنه بدأها بشكل اضطراري مع نهاية الشوط الأول بعدما أبدى توني كروس عدم قدرته على المواصلة، ودخل لوكا مودريتش بدلا منه.
كما استهل زيدان الشوط الثاني بإخراج مارتن أوديجارد الذي قدم أداء باهتا للمباراة الثانية على التوالي، ودفع بفرانشيسكو إيسكو بدلا منه في محاولة لزيادة تغذية خط الهجوم وربطه بشكل أفضل مع خط الوسط، بحثا عن قلب النتيجة في وقت كان فيه بيتيس متقدما 2-1.
ولولا تدخلات تقنية حكم الفيديو في أكثر من مناسبة، كان من المرجح أن يخسر ريال مدريد نقاطا في المباراة، الأمر الذي كان سيبدو مجحفا في حق الفريق المدريدي وبالأخص مدربه زيدان الذي كان يستحق الخروج منتصرا.
معضلة الدفاع
سيرخيو راموس ورافائيل فاران وكارباخال وميندي، رباعي دفاع ريال مدريد، الذي يعاني من أزمة واضحة تتلخص في غياب التركيز، وأيضا مشاكل تتعلق بالتمركز الصحيح في بعض الأحيان، وهي المشكلة التي ظهرت في مواجهة سوسيداد وأيضا أمام بيتيس.
راموس ظهر في أكثر من مناسبة متقدما بشكل مبالغ فيه وغير مبرر، كما أن فاران يفشل أحيانا في القيام بأبسط أدواره كقلب دفاع، مثل الالتحامات الهوائية ومراقبة المهاجمين.
ورغم أن أداء دفاع ريال مدريد لا يمكن وصفه -على الأقل حاليا- بالأداء الكارثي، إلا أنه ليس بعيدا عن إفساد الأمور تماما على زيدان.