بين الواقع والأسطورة.. جمجمة «مخلوق خرافي» تثير الجدل

في مشهد أشبه بأساطير العصور الوسطى، عُثر على جمجمة غامضة، بالقرب من قلعة تينتاجل الأسطورية، التي يُقال إنها مسقط رأس الملك آرثر.
السائح الكندي جون غودوين هو من اكتشف الجمجمة خلال نزهة عائلية في وادي "سانت نكتان"، أحد المواقع الطبيعية الساحرة والمقدسة لدى البعض، حيث لفت انتباهه قرن طويل يبرز من بين الطحالب عند حافة منحدر صخري.
وبحسب روايته، ظن في البداية أنه جذع شجرة، لكنه سرعان ما انتشل ما تبيّن أنه جمجمة حقيقية ذات قرن واحد ضخم.
غودوين أكد في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أنه لم يزرع الجمجمة هناك ولم يكن يسعى لخداع أحد، قائلاً: "أدرك أن البعض قد يشككون، لكنني أؤكد أن القصة حقيقية. وجدنا الجمجمة فعلاً تحت حاجز مغطى بالطحالب أثناء التنزه".
المثير في القصة أن الموقع قريب من قلعة تينتاجل، التي ترتبط بأسطورة الملك آرثر، الزعيم البريطاني الشهير في القرنَين الخامس والسادس، والذي تُشير بعض الحكايات إلى أنه قتل مخلوقاً أسطورياً يُعتقد أنه "وحيد قرن"، ما جلب لعنة أبدية على مملكته.
رغم أن الجمجمة أثارت حماس عائلة غودوين، فإن جدته أعربت عن شعور بعدم الارتياح منذ اللحظة الأولى، وقالت إنها شعرت بأن "الشيء لا يجب أخذه من مكانه"، كما لو أنهم أزعجوا شيئاً كان يجب أن يُترك بسلام.
غودوين، وهو سباك كندي، حاول تسليم الجمجمة إلى متحف السحر والشعوذة في مدينة بوسكاسل، لكن المتحف رفض استقبالها.
وسمّى غودوين الجمجمة باسم "جمجمة سادي-جيمس"، تكريماً لجديه اللذين احتفلا بذكرى زواجهما الخمسين مؤخرا.
لكن القصة لم تمر دون تشكيك علمي. فقد صرّح البروفيسور ديفيد نورمان، أستاذ علم الحفريات في جامعة كامبريدج، أن الجمجمة على الأرجح تعود إلى مهر صغير، وقد يكون شخص ما قد ألصق قرن بقرة على مقدمتها.
ورغم أن مخلوق "وحيد القرن" لم يُثبت وجوده علميًا قط، إلا أنه لا يزال رمزًا وطنيًا في اسكتلندا، ويحتل مكانة بارزة في الأساطير البريطانية القديمة، خاصة تلك التي تدور حول الملك آرثر ومرشده الساحر ميرلين، الذي حذّره ذات مرة من قتل مخلوق أسطوري في الغابة، متنبئًا بلعنة ستضرب المملكة ،وهو ما حدث، حسب الأسطورة، حين جفّت المياه وفسدت المحاصيل.
وبين الحقيقة والأسطورة، تبقى "جمجمة وحيد القرن" الجديدة لغزا يثير الخيال، ويعيد إلى الأذهان حكايات قديمة لا تزال تسكن الذاكرة الجماعية للبريطانيين حتى اليوم.