تحليل.. 5 أسباب قادت بايرن ميونيخ لحصد الثلاثية التاريخية
5 عوامل أساسية وقفت خلف تتويج بايرن ميونيخ بالثلاثية التاريخية هذا الموسم والتي اختتمها الفريق بحصد لقب دوري أبطال أوروبا.. تعرف عليها
توج بايرن ميونيخ الألماني بلقب دوري أبطال أوروبا بعد فوزه على باريس سان جيرمان الفرنسي بهدف دون رد، خلال المباراة التي جمعتهما (الأحد) على ملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
وأثبت الفريق البافاري جدارته بحصد اللقب السادس في تاريخه في دوري الأبطال، دون وجود أي شك في ذلك، بعد المستوى المبهر الذي قدمه طوال مشواره في البطولة، منذ أول مباراة في دور المجموعات وحتى النهائي، محققا إنجازا غير مسبوق في تاريخ البطولة بالفوز في كل مبارياته.
ورغم أن البايرن لم يكن دائما في أفضل حالاته خلال مبارياته، فإنه تمكن من الفوز بكل المباريات، والخروج منها بالهدف المطلوب، وهو ما تجلى بوضوح في المباراة النهائية أمام سان جيرمان.
ولم يقدم فريق المدرب الألماني هانز فليك قوته الهجومية المذهلة مثلما فعل في الفوز الساحق 8-2 على برشلونة الإسباني في ربع النهائي، أو يفرض سيطرته التي أظهرها في أغلب فترات مواجهته أمام ليون الفرنسي في قبل النهائي، لكنه فعل ما أراد بعدما سجل له الفرنسي كينجسلي كومان هدف التقدم في النهائي.
فبمجرد أن انتزع المبادرة في الدقيقة 59 عبر كومان المولود لم يظهر أن بايرن ميونيخ سيرخي قبضته الحديدية، حيث اعتاد دائما التأكد من الفوز، وتأمين أسبابه، وهذا ما أظهره خلال اللقاء.
لكن هناك عدة أسباب يمكن اعتبارها عوامل رئيسية تقف وراء إنجاز بايرن ميونيخ هذا الموسم وحصده للثلاثية التاريخية بالفوز بالدوري والكأس الألمانيين ثم دوري أبطال أوروبا.
أداء جماعي
ربما لا يملك بايرن ميونيخ نجوما بارزين يخطفون الأضواء مثلما يفعل الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة الإسباني أو البرتغالي كريستيانو رونالدو في يوفنتوس الإيطالي، أو نيمار في سان جيرمان، لكنه فريق يملك كل شيء عبر الأداء الجماعي الذي يقدمه لاعبوه المميزين في كل الخطوط.
وتمكن الألماني هانز فليك مدرب الفريق من فرض التناغم المطلوب بين هؤلاء النجوم، واستخراج الأفضل من كل واحد منهم، لما يخدم الفريق ويحقق الأهداف المنشودة.
حارس عملاق
يملك بايرن ميونيخ حارسا عملاقا لا يزال يذهل الجميع رغم الأقاويل التي تشير لتقدمه في السن، وهو الدولي الألماني مانويل نوير، الذي أحبط نجوما بحجم ميسي، وكذلك نيمار وزميله الفرنسي كيليان مبابي عندما أتيحت لهما الفرص في الشوط الأول للمباراة النهائية.
ومثل نوير حائط سد صلبا أمام كل منافسي البايرن في البطولة، وبدا أنه صمام الأمان الذي يتيح لفريقه الانقضاض هجوميا على خصومه بلا رحمة ولا هوادة ولا خوف من إمكانية تلقي أهداف في لحظة غفلة.
دفاع قوي
رغم وجود بعض الانتقادات التي وجهت لدفاع بايرن ميونيخ بالبطء وإمكانية تلقي أهداف بسهولة حال مواجهة مهاجمين يتمتعون بالسرعة ولا يهدرون الفرص السهلة، فإن الفريق أثبت ضعف تلك المقولة، وأنه رغم وجود بعض العيوب فإنه يمتلك دفاعا قويا قادر على التعامل مع أفضل مهاجمي العالم.
وبعدما ظهر ذلك جليا في مواجهة ميسي، الذي بدا لا حول له ولا قوة في موقعة ربع النهائي، فإن دفاع البايرن أثبت في النهائي مجددا قوته بعدما نجح في السيطرة على مهاجمين مميزين بحجم نيمار ومبابي، رغم تلقي البافاري ضربة قوية مبكرة بخروج مدافعه جيروم بواتينج مصابا في منتصف الشوط الأول.
وعوض وجود ظهيرين سريعين في البايرن الهفوات التي كان واردا حدوثها من قلبي الدفاع، حيث إن العامل الأساسي في الفرق الكبيرة في كرة القدم الحديثة بات يكمن في تميز الأظهرة، وهو ما فعله ألفونسو ديفيز المتألق طيلة أدوار خروج المغلوب بدوري الأبطال، وكذلك جوشوا كيميش الذي صنع هدف الفوز في النهائي.
كما أن مساندات لاعبي الوسط مثل تياجو ألكانتارا وليون جوريتسكا كانت تكمل العمل دفاعيا وهجوميا، مما يضفي المزيد من الهدوء والتركيز على كل الخطوط.
مهاجم قناص
لا يكتمل أي بطل سوى بوجود مهاجم هداف، وهو ما يتمثل في البايرن في الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي تصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 15 هدفا في 11 مباراة، ليرفع رصيده إلى 55 هدفا بجميع المسابقات هذا الموسم.
وكان ليفاندوفسكي أحد أبرز أسباب تتويج بايرن ميونيخ بالثلاثية التاريخية هذا الموسم، حيث كان ماكينة أهداف لا تكل ولا تمل، وتوج هدافا للبطولات الثلاث، وقدما مستوى مذهلا دفع الكثير من الخبراء للتأكيد على أنه الأحق بلقب أفضل لاعب في العالم خلال العام الحالي.
مدرب محنك
لم يكن يواخيم لوف يتكلم من فراغ حينما أكد مؤخرا أنه من المنطقي أن يتوج مساعده السابق هانز فليك، المدير الفني الحالي للبايرن، بلقب دوري أبطال أوروبا مع البافاري، بعد المستوى الذي أظهره مع الفريق منذ تولى قيادته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأورد لوف 5 عوامل ترجح تتويج فليك مع البايرن، تمثلت في كونه مدربا ذا فكر جيد، يتمتع بدرجة مذهلة من القبول بين اللاعبين ويجيد التعامل معهم نفسيا، ويمكنه تأسيس وقيادة وتطوير أي فريق، وقوي ومنضبط في عمله، ويدافع عن قناعاته".
ولعل كل تلك العوامل تجلت في مشوار فليك مع بايرن ميونيخ، خاصة قدرته على التعامل نفسيا مع لاعبيه، وهو ما ظهر واضحا في قدرته على إحياء مسيرة نجم بحجم توماس مولر، بعدما ظن الكثيرون أنه بات قريبا من خط لنهاية.
ولم يرتكب المدرب أي خطأ يذكر طوال مسيرته، وكان يحسن التعامل مع كل مباراة على حدة، ويتعامل معها بما تتطلبه من خطط وتغييرات، وتجلت لمسته الساحرة في قراره بإشراك كينجسلي كومان أساسيا في النهائي بدلا من الكرواتي إيفان بريشيتش الذي بدأ مباراتي دور الثمانية ثم قبل النهائي.
ووفقا لكل تلك العوامل فإن المحصلة كانت خوض بايرن ميونيخ 26 مباراة في عام 2020، حقق الفوز في 25 منها، مقابل تعادل وحيد كان مع لايبزيج في الدوري الألماني، وسجلت ترسانة الفريق الهجومية 84 هدفا بمعدل يفوق الـ3 أهداف في اللقاء، ولم تستقبل سوى 19 هدفا فقط.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز