"العين الإخبارية" تكشف أسباب الإقبال على لعبة جماعية ورفض العمل الجماعي
يميل الكثير من الناس للعمل الفردي، ويفشلون في العمل الجماعي في كثير من البلدان، إلا أنهم يشجعون كرة القدم.
الأمر الذي يطرح سؤالا عن سبب تفضيل الشخص الذي يميل للانفرادية والانعزال تشجيع رياضة جماعية، بدلا من تشجيع رياضة فردية تناسب طبيعته البشرية.
"العين الإخبارية" تواصلت مع العديد من الخبراء للإجابة على هذا السؤال.
موروثات قديمة
في البداية، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في مصر، إن السبب يعود للموروثات الاجتماعية منذ أكثر من نصف قرن، حيث نبتت الأجيال الحالية والسابقة لتجد أن الشعب منقسم في التشجيع بين ناديين كبار هما "الأهلي والزمالك".
وأضاف فرويز، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن سبب الانجذاب لكرة القدم هو عدم وجود متنفس آخر للشباب لتفريغ طاقاتهم.
واستشهد فرويز بأنه في فترة الستينيات كان التحاق الشباب بالاتحاد الاشتراكي تفريغًا لطاقاتهم، ولذلك في هذه الفترة لم يكن لتشجيع كرة القدم الشعبية الكبيرة، وكذلك مع فترة إنشاء الأحزاب والجماعات الإسلامية في السبعينيات والثمانينيات، لكن بعد ثورة 25 يناير لم يكن أمام الشباب أي شيء لتفريغ طاقاتهم سوى طاقة كرة القدم.
الاهتمام الإعلامي السبب
وترى الباحثة في الشؤون الاجتماعية، إسراء رفعت، أن السبب يرجع لاهتمام وسائل الإعلام الكثيف بكرة القدم، وتدفق الإعلانات والرعاة على المباريات والأندية، فهي أصبحت تجارة أكثر منها رياضة.
وأضافت رفعت، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن اهتمام وسائل الإعلام بكرة القدم ربط الجماهير بها، بغض النظر عن طابعهم الاجتماعي أو أفكارهم وميولهم.
وتضيف الباحثة في الشؤون الاجتماعية، أن كرة القدم قديمة ولها جمهور راسخ على مدار أجيال، وبسبب طابعها العالمي، أصبحت الرياضة المفضلة في الكرة الأرضية.
اتحاد الأدوار
من جانبه، يقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إن كرة القدم لعبة شعبية جماهيرية جذابة في جميع دول العالم، ويعشقها الناس حيث يعيشون فيها حالة فريدة من المنافسة التي ترفع حالة الاستثارة النفسية لديهم بفعل تزايد هرمون الأدرينالين، ويعيشون لحظات من المتعة خاصة حينما ينتهي الأمر بفوز فريق على الآخر.
ويضيف الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أنها لعبة جماعية تتحدد خلالها الأدوار ووظائف اللاعبين وكذلك خطط اللعب، وكذلك يتحدد الهدف الواضح وهو الفوز بالمباراة أو البطولة، وما يترتب على هذا الأمر من مشاعر الفرح والابتهاج والزهو، والثقة في النفس والقدرة، ومشاعر الارتياح والنجاح.
ويقول الباسوسي: "باختصار مباريات كرة القدم تعتبر تلخيصا للواقع المفترض أن نعيشه، من التخطيط والتعاون والعمل الجماعي، وبذل الجهود من أجل إنجاز الهدف، والفوز والفرحة والثقة، وحتى الهزيمة يتعلم منها المرء عدم اليأس والتركيز على الهدف والاستمرار والمثابرة حتى يصل إلى الهدف في النهاية".
وعن رفض ثقافة العمل الجماعي رغم تشجيع كرة القدم الجماعية، يقول الباسوسي، إن "تلك قضية أخرى تتعلق بثقافة مجتمعية تغذي الروح والأعمال الفردية رغبة في التمايز، بسبب القلق من المنافسة والقلق على المستقبل والحاجة إلى الأمان الذي يفتقده جموع المصريين بسبب ظروف تاريخية تتعلق بالفقر والقهر والخوف من وعلى المستقبل".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز