بالصور.. شبح أمريكي يحوم في سماء ليبيا منذ 6 أعوام
فوق شمال ليبيا وعلى بعد 46 ألف قدم من سطح الأرض، تحوم طائرات أمريكية بدون طيار في عمليات استطلاعية بالغة السرية.
في سماء شمال ليبيا وعلى بعد 46 ألف قدم من سطح الأرض، تحوم طائرات أمريكية بدون طيار متطورة للغاية في عمليات استطلاعية تستغلها الولايات المتحدة أحيانا، بعيدا عن جمع معلومات حيوية، في إرسال تحذيرات رادعة للإرهابيين، بأنها تتابع كل ما يجري عن كثب.
واستخدمت الولايات المتحدة الطائرة المسيرة "RQ-4" في ليبيا منذ بداية الثورة التي أطاحت بالرئيس معمر القذافي في 2011، لكن خطأ يعتقد أنه متعمد من قبل سلاح الجو الأمريكي، جعل موقع "فلايت رادار 24" -المتخصص في رصد حركة الطيران العالمية- يكشف عن رحلة كاملة للطائرة السرية وهي تستطلع الأوضاع في شمال ليبيا.
ولا تخفي الولايات المتحدة استخدامها طائرات استطلاعية متطورة لرصد تحركات الإرهابيين في مناطق النزاع حول العالم منذ 2011 وبينها ليبيا، إلا أن السرية التامة وتطور تلك الطائرات يجعل من المستحيل على أي شخص معرفة أين ومتى تحوم تلك الطائرات فوق رأسه.
وتحدث الموقع الأمريكي المتخصص عن سرية تلك الطلعات الاستطلاعية، حيث يتم خلالها توقف كل أجهزة الاتصال والربط بين الطائرة والقاعدة وبث موجات الراديو، ويكون المسيطر الوحيد عن مسار الطائرة هو الشخص الذي يتحكم فيها من على الأرض، ويعمل على تفادي أية اعتراضات يواجهها في الجو واختيار مسارات التحليق.
لكن في 4 فبراير/شباط 2017 عند بداية رحلة استطلاعية للطائرة "RQ-4" مدتها 21 ساعة فوق شمال ليبيا، التقطت ردارات موقع "فلايت رادار 24" موجات راديو من الطائرة في تمام الساعة 1:30 صباحا بتوقيت جرينتش أثناء إقلاعها من قاعدة "سيجونيلا" الإيطالية.
وحلقت الطائرة إلى ارتفاع 46 ألف قدم فوق البحر، ثم توجهت إلى شمال ليبيا مباشرة وحلقت هناك لعدة ساعات، قبل أن تعود إلى القاعدة الإيطالية مجددا في تمام الساعة 10:30 مساء بتوقيت جرينتش، وحسب الموقع، فإنه في اليوم ذاته حلقت طائرة أخرى "RQ-4" فوق أوكرانيا.
ورأى خبراء أن خروج موجات بث عن تلك الطائرة والذي جعل بدوره موقع "فلايت رادار 24" يلتقط الرحلة كاملة التي استكشفت حزام الهلال النفطي ضمن مناطق أخرى في شمال ليبيا، ربما يكون مقصودا لتحذير التنظيمات الإرهابية التي تسعى للسيطرة على تلك المنطقة الحيوية.
وأعلن الجيش الوطني الليبي، الثلاثاء، استعادة سيطرته الكاملة على منطقة الهلال النفطي، التي تشكل جزءا كبيرا من اقتصاد الدولة التي تعاني النزاعات والانقسام منذ 6 سنوات، وذلك بعد نحو أسبوعين من دخول فصيل إرهابي يدعى "سرايا الدفاع عن بنغازي" المنطقة.
وخلال تلك الفترة التي فقد فيها الجيش الليبي سيطرته على الهلال النفطي، قال موقع "فلايت رادار 24" إن عدد الطلعات الاستطلاعية للطائرات الأمريكية ازداد بشكل كبير، حيث تخرج من قاعدة "سيجونيلا" في إيطاليا.
وكانت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية نقلت عن "مصدر ليبي بارز" لم تسمه، أن طائرات أمريكية دون طيار تقوم "بطلعات استكشافية فوق معسكرات مشتبهة لإرهابيين في شرق ليبيا"، وكانت مصادر عسكرية أمريكية كشفت في وقت سابق للشبكة استخدام الولايات المتحدة للطائرات دون طيار في ليبيا إبان التدخل العسكري لحلف الناتو بغرض ما وصفته بـ"مراقبة الترسانة الكيماوية والبيولوجية"، إلا أنها رفضت الإفصاح إذا ما كان البرنامج لا يزال متواصلا.
أما عن الطائرة "RQ-4"، يقول موقع سلاح الجو الأمريكي إنها طائرة بدون طيار، تنتمي إلى عائلة الطائرات طويلة المدى في التحليق "High Altitude Platforms"، وهي من إنتاج شركة "نورثروب جرومان" الأمريكية، ويستخدمها الجيش الأمريكي في عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية.
وتحمل الطائرة منظومة رادار متطورة من طراز (SAR)، والتي تكفي لكشف أدق الأهداف على الأرض حتى وسط الغيوم والسحب الكثيفة والدخان، كما أنها تستطيع رصد أجسام متحركة بالغة الدقة بتقنية (GMTI)، ومزودة أيضا بمنظومات كهروبصرية (أشعة حمراء)، وتستطيع كذلك الملاحة عبر آلية القصور الذاتي، وهي عبارة عن وسيلة مساعدة للملاحة، تستخدم الحاسوب وأجهزة استشعار الحركة وأجهزة استشعار الدوران، إضافة إلى منظومة ملاحة "GPS"، وترسل الطائرة المعلومات التي تحصل عليها مباشرة إلى محطة أرضية عبر الاتصال بالأقمار الاصطناعية.
وتضاهي تلك الطائرة نظيرتها التي يجرى بناؤها حاليا، المعروفة باسم "U-2"، وتعد "RQ-4" هي الطراز الأول الذي جرى اعتماده من قبل هيئة الطيران الفيدرالية (FAA)، ويمكنها التحليق من دون إذن مسبق في مسارات الطيران المدني الأمريكية، ولعب هذا الطراز من الطائرات دورا كبيرا خلال حربي أفغانستان والعراق.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA=
جزيرة ام اند امز