«مصدر» و«إيبردرولا» تستثمران 6 مليارات دولار ببريطانيا.. أضخم صفقة طاقة رياح في العقد

أعلنت شركتا "مصدر" الإماراتية و"إيبردرولا" الإسبانية عن صفقة بقيمة 5.2 مليار يورو (6.10 مليار دولار) لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة.
وهذه هي أكبر صفقة لطاقة الرياح البحرية خلال هذا العقد، حيث ستستثمر مصدر وإيبردرولا 5.2 مليار يورو (6.10 مليار دولار) في محطة "إيست إنجليا 3"، بقدرة 1.4 غيغاواط، حيث تمتلك كل منهما 50% من المشروع، مع إدارة مشتركة.
وفي الوقت ذاته، أعلنت الشركتان عن التشغيل الكامل لمحطة "إيغل بحر البلطيق" لطاقة الرياح البحرية في ألمانيا بقدرة 476 ميغاواط، وهو أول مشروع مشترك يدخل الخدمة الكاملة منذ إنشاء تحالف طموح بين الشركتين.
تحالف يعزز ازدهار الطاقة عالميا
وتسهم هاتان المحطتان في دعم تحقيق أهداف أوروبا والمملكة المتحدة في قطاع طاقة الرياح البحرية، كما تندرجان في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعتها "مصدر" و"إيبردرولا" بقيمة 59.9 مليار درهم (15 مليار يورو) والتي تهدف إلى تطوير مشترك لمشروعات طاقة نظيفة في أسواق رئيسية تشمل ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وتمثل الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها بين "مصدر" و"إيبردرولا" في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023، واحدة من أبرز وأكبر الشراكات الثنائية في قطاع الطاقة النظيفة عالمياً.
وسوف تسهم هذه المشروعات في تسريع وتيرة تطوير قطاع طاقة الرياح البحرية في أوروبا، كما أنها تعكس التزام الشركتين بدعم جهود مضاعفة الإنتاج العالمي من الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
اتفاقية استثمار مشترك
واتفقت "مصدر" و"إيبردرولا" على استثمار مشترك في محطة "إيست إنجليا 3" لطاقة الرياح البحرية بقدرة 1.4 غيغاواط في المملكة المتحدة، وذلك في صفقة تعد إحدى الصفقات الأكبر من نوعها في قطاع طاقة الرياح البحرية خلال السنوات العشر الماضية.
وبموجب الاتفاقية، ستحصل كل شركة على حصة 50% في المشروع والإدارة المشتركة للمحطة، بما يسهم بدور مهم في تحقيق الأهداف الطموحة لمشروعات طاقة الرياح البحرية في أوروبا. وتم استيفاء جميع الشروط المُسبقة، ومن المتوقع إتمام الصفقة قريباً.
وتم في 9 يوليو توقيع اتفاقية التمويل لمشروع "إيست إنجليا 3" بقيمة تقارب 15.9 مليار درهم (3.5 مليار جنيه إسترليني/4.1 مليار يورو) بمشاركة 24 بنكاً دولياً. وقد تجاوز مجموع التمويل نسبة 40%، ما يجعلها من بين أكبر الصفقات من نوعها على الإطلاق. وسيسهم هذا التمويل في تغطية جزء كبير من التكلفة الإجمالية للمشروع، التي تُقدّر بنحو 20.2 مليار درهم (5.2 مليار يورو)، من دون توحيد القروض في القوائم المالية لأي من الشركاء.
واحدة من أكبر محطتين في العالم
وعند بدء مرحلة التشغيل في الربع الأخير من عام 2026، ستكون محطة "إيست أنجليا 3" الواقعة قبالة ساحل "سوفولك" في المملكة المتحدة، واحدة من أكبر محطتين لطاقة رياح بحرية على مستوى العالم، وستسهم عند تشغيلها بتزويد 1.3 مليون منزل بالكهرباء في بريطانيا.
ويستفيد المشروع من ضمان الإيرادات على المدى الطويل من خلال عقد فروقات مرتبط بمؤشر أسعار المستهلك لمدة 15 عاماً، تم منحه ضمن جولتي المزاد الرابعة والسادسة لحكومة المملكة المتحدة.
كما تم توقيع اتفاقية لشراء الطاقة مع شركة أمازون في عام 2024. ومن المتوقع أن يسهم المشروع في توفير أكثر من 2,300 فرصة عمل خلال مرحلة الإنشاء، إلى جانب دعم نحو 100 وظيفة دائمة طوال فترة التشغيل.
- مصر تشغل أكبر محطة طاقة رياح في الشرق الأوسط.. 650 ميغاوات كهرباء
- طاقة نظيفة من الإمارات إلى مدغشقر.. تطوير محطة شمسية بقدرة 50 ميغاواط
التشغيل الكامل لمحطة "إيغل بحر البلطيق"
وأعلنت شركتا "مصدر" و"إيبردرولا" أيضاً اكتمال تشغيل محطة "إيغل بحر البلطيق" لطاقة الرياح البحرية بألمانيا.
وباعتبارها أول مشروع يُنجز في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، يمثل تشغيل هذه المحطة لطاقة الرياح بقدرة 476 ميغاواط خطوةً مهمة تسهم في دعم طموحات ألمانيا في مجال الطاقة النظيفة، وترسيخ ريادة الشركتين في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة.
وستسهم المحطة في تزويد نحو 475 ألف منزل بالطاقة المتجددة وتفادي انبعاث حوالي 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
ويعتبر مشروع محطة "إيغل بحر البلطيق" الثاني من بين ثلاثة مشروعات رئيسية لشركة "ايبردرولا" في مجال طاقة الرياح في ألمانيا، إلى جانب مشروع "ويكنجر" بقدرة 350 ميغاواط وهو قيد التشغيل حالياً، ومشروع "ويندانكر" بقدرة 315 ميغاواط، المخطط إنجازه لاحقاً. وتشكل هذه المحطات مجتمعة منصة شركة "إيبردرولا" لطاقة الرياح البحرية في بحر البلطيق.
ويعد مشروع محطة "إيغل بحر البلطيق" الأول لشركة "مصدر" في ألمانيا وأول تعاون مع "ايبردرولا"، ويعتبر أكبر صفقة تمويل باليورو تجريها الشركة على الإطلاق.
إغناسيو غالان: محطة بارزة
من جانبه، قال إغناسيو غالان، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي في "إيبردرولا": "نشهد اليوم محطة بارزة في مسيرة شراكتنا العالمية مع 'مصدر'، حيث تسهم مثل هذه الشراكات بدور محوري في تسريع وتيرة تحقيق أمن الطاقة وتعزيز التنافسية، والمضي قدماً نحو بلوغ الأهداف المناخية الطموحة. ونحن نتشارك مع 'مصدر' ذات الرؤية والالتزام".
وأضاف: "سوف يتيح استثمارنا المشترك مع شركة 'مصدر' في مشروع 'إيست إنجليا 3' لطاقة الرياح البحرية، تسريع وتيرة تنفيذ خطط شركة 'إيبردرولا' الاستراتيجية في المملكة المتحدة التي تستثمر فيها 24 مليار يورو حتى عام 2028، وذلك في عدد من المجالات التي تشمل شبكات نقل وتوزيع الطاقة والطاقة المتجددة، بما يسهم في دعم تنفيذ خطط الحكومة البريطانية الطموحة الخاصة بقطاع الكهرباء. ويمثّل استكمال تطوير محطة 'إيغل بحر البلطيق' إنجازاً جديداً في إطار هذه الشراكة، فضلاً عن أنه يعكس التزام 'إيبردرولا' المتواصل بتعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية وتوسيع نطاق أنشطتنا في منطقة بحر البلطيق".
محمد جميل الرمحي: نقلة نوعية في قطاع الطاقة الأوروبي
من جهته، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر": "تجسد هذه الشراكة الاستراتيجية التزامنا الراسخ بدعم الجهود الهادفة إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة الأوروبي، والإسهام في تحقيق الأهداف المناخية العالمية. وتؤكد استثماراتنا الاستراتيجية المشتركة مع 'إيبردرولا' في مشروعي 'إيغل بحر البلطيق' و'إيست إنجليا 3' أهمية التعاون العابر للحدود ودوره المحوري في إحداث تأثير نوعي واسع النطاق. وتُرسي هذه الشراكة معايير جديدة للتعاون في مجال طاقة الرياح البحرية، ونتطلع إلى توسيع نطاقها تماشياً مع تسارع وتيرة اعتماد الطاقة المتجددة في أوروبا."
وأضاف: "تشكل هذه الشراكة امتداداً لالتزام 'مصدر' طويل الأمد بدعم إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة الأوروبي، بدءاً من حضورنا المبكر في المملكة المتحدة منذ عام 2008، ووصولاً إلى توسعنا المتنامي في ألمانيا. ونفخر بأن نكون جزءاً من تطوير عدد من أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في القارة، بما في ذلك محطتا 'إيغل بحر البلطيق' و'إيست إنجليا 3'، واللتان تمثلان نموذجاً يُحتذى به للتعاون الدولي الذي يسهم في تسريع وتيرة التحوّل نحو مستقبل أكثر استدامة."
وستواصل "مصدر" و"إيبردرولا" استثماراتهما المشتركة في مشروعات للطاقة النظيفة في أوروبا وأسواق أخرى، ويجري حالياً العمل على استكشاف المزيد من فرص الاستثمار الجديدة، مع توقعات بأن تصل القيمة الإجمالية للاستثمارات المشتركة في مشروعات طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر في إطار هذه الشراكة إلى 59.9 مليار درهم (15 مليار يورو).
وفي إطار مساعيها لرفع القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشروعاتها للطاقة النظيفة إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، تواصل شركة "مصدر" تعزيز حضورها وتنمية مشروعاتها في عموم القارة الأوروبية، حيث قامت بصفقات استحواذ بارزة في عام 2024، شملت الاستحواذ على شركة "سايتا ييلد" بإسبانيا و"تيرنا إنرجي" باليونان، ومن المتوقع أن أن يصل إجمالي القدرة الإنتاجية لمشروعات "مصدر" في أوروبا إلى 30 غيغاواط بما يسهم في دعم تحقيق أهداف الطاقة النظيفة في المنطقة.
وبالإضافة إلى شراكتها مع "إيبردرولا"، استثمرت "مصدر" في مشروعات لطاقة الرياح والطاقة الشمسية في أسواق أوروبية رئيسية، مما يعزز دورها كشريك موثوق لدول المنطقة على المدى البعيد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU2IA==
جزيرة ام اند امز