هذه هي تنبؤات علماء المناخ لما ينتظر العالم في 2024
بعد ما شهده عام 2023 من ارتفاع لدرجات الاحترار العالمي بشكل غير مسبوق، كشف عدد من علماء المناخ عن تنبؤاتهم لما ينتظر العالم في 2024.
وحسب تقرير جديد لـ "واشنطن بوست"، قالت به إن علماء المناخ يتنبؤون بأن يكون عام 2024 أكثر سخونة فيما يخص معدلات الاحترار العالمي، ذلك بعد أن رصُدت مساحات شاسعة من محيطات العالم، كانت قد تعرضت لدرجات ارتفاع حرارة بشكل قياسي خلال معظم أشهر العام 2023.
ومن المتوقع أن تستغرق هذه المسطحات المائية الشاسعة عدة أشهر خلال 2024 حتى تتمكن من التخلص من هذه الحرارة، في الوقت الذي تقترب به ظاهرة النينيو المناخية المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب من ذروتها وفق تنبؤات العلماء، هذه الظاهرة حينما حدثت في المرة الأخيرة لها دفعت الكوكب إلى تسجيل درجة احترار عالمي قياسية في عام 2016.
هذه المؤشرات، تفيد بأنه لن يكون هناك تراجع وشيك لدرجات الحرارة العالمية، التي ارتبطت على مدار عقود بارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الوقود التقليدي.
وتقول "واشنطن بوست"، إن العالم قد يشهد أكثر مخاوفه في أزمة المناخ خلال عام 2024، كون هذه المؤشرات كافية لدفع درجة الاحترار العالمي لما يتجاوز حاجز الـ 1.5 درجة، بحسب تنبؤات لـ "مكتب الأرصاد الجوية البريطاني".
الذي أكد أن كوكب الأرض أصبح قريبا أكثر من أي وقت من تجاوز هذا الحاجز من درجة الاحترار المئوية في الشهور الماضية، بما يدفع العلماء للتنبؤ بظواهر جوية متطرفة جديدة قادمة في المستقبل.
في الوقت نفسه، مثل هذه التكهنات المناخية، قد يكون من الصعب الجزم بصحتها والتأكيد على مدى دقتها، إذا ما وضعنا بالاعتبار أنه مع بداية عام 2023، توقع العلماء أن العام سينتهي كواحد من أكثر الأعوام حرارة في تاريخ الكوكب، ولم تكن هناك توقعات بهذا العدد الكبير من السوابق المناخية.
وضمن العلماء الذين استعانت بهم "واشنطن بوست" في هذا التقرير، "كارلو بونتيمبو"، مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي الذي قال "حقيقة إننا في منطقة مجهولة، لا نعرف في الواقع ما سيحدث بعد ذلك".
ظاهرة "النينيو"
ومن المعروف أن ظاهرة النينيو، هي توصيف لرفع درجات حرارة الكوكب بما يصل إلى بضعة أعشار من الدرجة المئوية، وهو هامش لائق لمتوسط إحصائي عالمي بحسب ما أفادت "واشنطن بوست".
وذلك لأن الظاهرة ترتبط بدرجات حرارة سطحية أكثر دفئا من المتوسط عبر وسط وشرق المحيط الهادئ، في هذه المنطقة، تطلق المياه الحرارة والبخار في الغلاف الجوي.
وعادة تستمر ظاهرة النينيو لمدة عام أو أقل، وتصل إلى ذروتها خلال أشهر الشتاء ثم تتلاشى في الربيع.
في هذا الصدد يقول العلماء إن ظاهرة النينيو لا تتكرر في مؤشراتها والدرجات التي ترصد بها على مدار العام، ففي حالة تكرارها، يكون حدوثها فريدا في كل مرة، ويمنح بعد المساعدة على التنبؤ بأنماط المناخ العالمي مثل عدد قليل من الظواهر الكوكبية الأخرى.
ويجب أن نعلم أن ظاهرة النينيو الحالية التي بدأت منذ شهر يونيو/حزيران من عام 2023 الماضي، اعتبرها العلماء من أقوى الحالات التي شهدتها هذه الظاهرة، وحتى الآن لم تصل لذروتها، حيث من الممكن أن تصل لهذه الذروة خلال الأسابيع أو الشهور القادمة على أقصى تقدير.
ومن المحتمل أن تضاهي الظاهرة في هذه المرة، قوة ظاهرة النينيو التي بدأت في بداية عام 2015 ووصلت لذروتها في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وبدأت بالتلاشي مع حلول يونيو/حزيران من عام 2016، حين سجل كوكب الأرض أقصى درجات الاحترار العالمي.
وإذا صح هذا النمط هذه المرة، فقد يعني ذلك أن درجة الدفء القياسي الذي استمر خلال الأشهر الستة الماضية سيرتفع بشكل أكبر في النصف الأول من عام 2024.