"السجادة الحمراء".. مهرجان للفن السابع يتحدى حصار غزة
المهرجان يأتي تحت عنوان "أنا إنسان" ليقول للعالم إن هناك أكثر من 2 مليون إنسان (عدد سكان قطاع غزة) يعيشون تحت الحصار منذ 13 عاما
أضاءت شاشة كبيرة عتمة غزة، مساء الأربعاء، لتعرض فيلما يحمل اسم المدينة، إيذانا بانطلاق مهرجان السجادة الحمراء في نسخته الـ5، مجسدا تحدي الحصار بالفن السابع.
ووسط حضور شبابي وثقافي انطلقت فعاليات المهرجان، بالقرب من سينما عامر المغلقة منذ 30 عاما وسط مدينة غزة، بالتزامن مع فعالية مماثلة في مركز خليل السكاكيني برام الله في الضفة الغربية.
وقال سعود أبورمضان، عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان لـ"العين الإخبارية"، إن "مهرجان السجادة الحمراء نال الاعتراف الدولي، وشق طريقه نحو ترسيخ الهوية الوطنية في الوقت الذي يسعى كثيرون لحرمانها من هويتها ووجودها".
وأوضح أن المهرجان انطلق عام 2015، أي بعد عام من حرب 2014 على غزة، وحينها جرت مراسم المهرجان بفرش السجادة الحمراء وسط المنازل المدمرة في حي الشجاعية بغزة، لافتا إلى أن السجادة بسطت عام 2017 في ميناء غزة بطول 100 متر، في ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور، وكتب نص الوعد على السجادة لتمر عليه أقدام أبناء الشعب الفلسطيني من ذوي الشهداء والأسرى والجرحى.
وأكد أنهم في كل مرة يختارون مكانا مع رسالة معينة، وهذا العام اختاروا انطلاق المهرجان من خارج إحدى دور السينما بغزة، وهي سينما عامر، "لإيصال رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني ليس كما يصوره الاحتلال.. قاتل ومجرم ويعشق الدم، بل شعب مناضل مكافح".
وأضاف "مع أهمية البندقية والمقاومة المسلحة فإن المقاومة السلمية لا تقل عن ذلك من خلال الفيلم اللوحة الأغنية الرسمة، لأن جميع أبناء الشعب الفلسطيني يكافحون، وهذا المهرجان جزء من المقاومة السلمية".
وأشار إلى أن المهرجان يأتي هذا العام تحت عنوان "أنا إنسان"، ليقول للعالم إن هناك أكثر من 2 مليون إنسان (عدد سكان قطاع غزة) يعيشون تحت الحصار منذ 13 عاما، مضيفا "نريد أن نقول للعالم إن شعبنا تواق للحرية ويريد أن يعيش بكرامة".
أداة نضال
من جهته، قال الكاتب يسري الغول الذي شارك بصوته في فيلم غزة "مهرجان السجادة الحمراء يعد إحدى أدوات النضال الفلسطيني، وهو إنجاز لفلسطين أن تكون بين 42 دولة تقدم أفلاما للعالم".
وشدد درويش لـ"العين الإخبارية" على أن انطلاق المهرجان من أمام سينما مغلقة منذ 30 عاما ووسط هذا الجمهور الكبير، دليل على أن الشعب الفلسطيني يتوق للحياة، وهي رسالة للقائمين على غزة بفتح دور سينما ومسارح ودور ثقافة.
وقال "بالسينما نعلن للعالم ونقول إننا متمسكون بأرضنا وحقوقنا ومن يسرق تاريخنا".
45 فيما ورسالة غزة
وأعلن سائد السويركي، الناطق الإعلامي باسم مهرجان السجادة الحمراء، انطلاق مهرجان السجادة الحمراء بتمويل من مؤسسة عبدالمحسن القطان، وبالشراكة المحلية مع مجموعة من الشركات والمؤسسات الأهلية.
وأشار السويركي إلى أن عدد الأفلام المشاركة في المهرجان لهذا العام 45 فيلما، وتستمر عروض الأفلام بدءا من الأربعاء وحتى 11 من الشهر الجاري، في جميع محافظات قطاع غزة والقدس ورام الله وبيت لحم.
وبدأ المهرجان بعرض فيلم "غزة" عبر شاشة كبيرة في مدينة غزة، وعرض أيضا بشكل متزامن في مركز خليل السكاكيني في رام الله.
وأوضح السويركي أن الأحداث الكارثية التي تحيط بقطاع غزة كان من الممكن أن تدفعه للانهيار الكامل، بعيدا عن أي إسهام إنساني على المستوى الإبداعي، لكن هذا لم يحدث، مضيفا "سيكون سؤالا منطقيا، إذ كيف للجوعى المحاصرين أن يمتلكوا كل هذه الإرادة لانتزاع اعتراف دولي بامتلاكهم مشهدا سينمائيا نشطا في زمن حصار مشدد".
وقال "قبل 5 أعوام من الآن كانت غزة تخرج مجروحة ومحطمة من حرب طاحنة، لتعلن من بين الأنقاض مهرجان السجادة الحمراء، ولأعوام متتالية وعبر المهرجان كانت تقدم قضاياها الوطنية ومظلمتها التاريخية، محمولة على ثوابتها الإنسانية الوطنية".
وأضاف "رسالة غزة للمتعاطفين معها وللذين يستهدفون روحها أنها ستظل صامدة وواقفة ولن تركع، وستظل تقدم موروثها الإنساني الجميل عبر شاشة سينما، وهذا ما يبرع فيه فقراء غزة".
وتابع "الصورة هي لغة عالمية، ومن خلال التشكيل والرواية والشعر يعيش المحروم من كل مقومات الحياة على قيد الحصار والجوع والفقر، ولكن مع الكثير من الإبداع".
وأشار إلى أن مهرجان السجادة الحمراء السنوي نال اعترافا دوليا، وهو شرف لم تنله كثير من الدول المستقرة سياسيا واقتصاديا، غير أن غزة قررت أن تقدم إضافة نوعية لم يشهدها العالم من قبل.