التقشف يضرب "دولة عظمى".. خفض الدعم لأدنى مستوى في نصف قرن
خفضت بريطانيا الدعم الحقيقي الموجه للعاطلين عن العمل لأدنى مستوى منذ نصف قرن، في مؤشر على حقبة تقشف أرغمت عليها الدولة العظمي.
ويُظهر تحليل أجرته مؤسسة جوزيف راونتري أن الانخفاض يأتي مع تراجع حقيقي للمزايا التي يحصل عليها العاطلون عن العمل إلى مستويات منخفضة تاريخياً.
- أمريكا وبريطانيا.. مباحثات تجارية جديدة لكن الصفقة الكبرى مؤجلة
- بريطانيا تتبع أمريكا وتحظر واردات النفط الروسية
وكانت وزارة الخزانة البريطانية قد جمدت المدفوعات أو زادتها بنسبة أقل من معدل التضخم لمعظم العقد الماضي.
المزيد من الضغوط
وستزيد النتائج المنشورة اليوم الأحد من الضغط على وزير المالية ريشي سوناك، الذي قرر استبعاد السكان العاطلين عن العمل من حزمة المساعدات التي قدمها مؤخراً لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أزمة تكاليف المعيشة، وفقاً لما ذكرته "بلومبرج".
وتستند الزيادة بنسبة 3.1% في إعانات البطالة التي تدخل حيز التنفيذ غداً إلى أرقام التضخم في سبتمبر من العام الماضي.
وهذا أقل بكثير من نسبة 7.7% التي من المحتمل أن ترتفع فيها الأسعار هذا الشهر - مع خطر زيادة التضخم بشكل أكبر هذا العام.
انخفاض حقيقي كبير
وقالت جماعة مكافحة الفقر إن الانخفاض بالقيمة الحقيقية هذا العام هو الأكبر منذ عام 1972 ويخاطر بسحب 600 ألف شخص إلى هوة الفقر، ربعهم من الأطفال.
وسيتعين على المطالبين بإعانات البطالة، الانتظار لمدة عام آخر على الأقل للحصول على قيمة الفوائد لمواكبة الأسعار.
وقال نائب مدير الأدلة والتأثير في مؤسسة جوزيف راونتري، بيتر ماتيجيك، إنه من الصعب فهم قرار سوناك بعدم رفع المزايا بما يتماشى مع التضخم. واتهم الحكومة بضرب الأفقر في أسوأ لحظة ممكنة.
وأضاف: "عقداً من التخفيضات والتجميد في المزايا ترك العديد من الناس في بريطانيا في حالة يأس متزايد، إذ يكافحون من أجل توفير الغذاء والطاقة ومنتجات النظافة الأساسية".
وتابع: "بدون اتخاذ إجراءات عاجلة من الحكومة، فإن الحقيقة الصارخة هي أن الوضع يمكن أن يزداد سوءاً".
نهاية حقبة الرخاء
وفي وقت سابق، توقعت ألمانيا نهاية وشيكة لحقبة الرخاء في أوروبا إثر حرب روسيا وأوكرانيا.
ولطالما اقترنت القارة العجوز بمعاني الرخاء والرفاهية من حيث توفيرها أجورا مرتفعة وحزم حماية اجتماعية ورعاية صحية لمواطنيها٬ ورغم تأثر تلك الحزم بالأزمات المالية فإنها بقيت موجودة تؤدي الحد الأدنى من دورها.
لكن يبدو أن القادم في ظل الحرب سيكون أشد صعوبة، حيث صرح وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر بأنه يتوقع "خسارة الرخاء" بالنسبة للجميع في ألمانيا نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا.
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg
جزيرة ام اند امز