الفوضى مستمرة.. التحكيم أحدث أزمات كرة القدم التونسية
ظهرت أزمة جديدة على السطح تزيد من المشكلات التي تعاني منها كرة القدم التونسية خلال الموسم الحالي 2024-2025.
فجرت استقالة ناجي الجويني من رئاسة لجنة الحكام في الاتحاد التونسي لكرة القدم وباقي أعضاء اللجنة، وتعيين إدارة جديدة برئاسة الحكم السابق مراد الدعمي، ضجة قوية في الوسط الرياضي المحلي لتطفو على السطح قضية جديدة اعتبرها الكثيرون عقبة أخرى في طريق استقرار أوضاع اللعبة في البلاد.
وتولى الجويني رئاسة لجنة الحكام في يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن يتقدم باستقالة بعد شهور قليلة ليخلفه الدعمي في خطوة اعتبرها الكثيرون أنها لن تغير من واقع التحكيم طالما استمرت نفس الظروف.
أزمة التحكيم في الكرة التونسية
قال مراد بن حمزة عضو لجنة التحكيم المستقيلة والمسؤول عن تقنية حكم الفيديو المساعد في تصريحات لوكالة "رويترز" إن "قرار الاستقالة كان متوقعا نظرا لغياب أبسط مقومات ظروف العمل المطلوبة".
وأضاف "خيبة أمل كبيرة رافقت فترة عملنا لأن حجم التوقعات كان كبيرا إلا أن الاتحاد لم يف بوعوده وعلى رأسها دفع المستحقات المتأخرة للحكام التي تمتد منذ عامين تقريبا".
وأوضح بن حمزة أن اللجنة وجدت الكثير من الصعوبات في التوفيق بين عقلية الجويني الاحترافية، وما هو موجود على أرض الواقع، قائلا "طريقة عمل الجويني لا تتماشى مع الإمكانيات الموجودة بالفعل".
واعتبر الصحفي خليل بالحاج علي أن التحكيم موضوع شائك في ظل أزمة الثقة الموجودة بين الأندية والمشرفين على الحكام رغم التغييرات المتتالية.
وأكد بالحاج علي أن التوقعات كانت كبيرة لكن على أرض الواقع الإصلاح لا يبدو سهلا على الرغم من أن الموسم لا يزال في البداية.
وأوضح بالحاج علي أن التحكيم التونسي دخل في منعطف حاسم يستلزم صحة الاختيار وتفادي الأخطاء التي من شأنها إثارة الرأي العام في مناخ متوتر وغير مستقر.
انتقادات حادة للحكام
عيّن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي للعبة "كاف" لجنة تسوية أوضاع لحل أزمة الاتحاد التونسي تكون مهمتهم التسيير المؤقت لإدارة اللعبة وتنظيم المسابقات المحلية بجانب الإشراف على المنتخبات المختلفة خاصة المنتخب الأول.
ويواجه عدد من حكام الدوري موجة من الانتقادات بسبب أدائهم وتأثيرهم على نتائج المباريات، إذ تعالت الأصوات الغاضبة لبعض الأندية التي ترى نفسها ضحية لأخطاء تحكيمية بعد 4 جولات فقط من انطلاق الموسم.
وزادت حدة الجدل والاحتجاجات عقب إلغاء اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد خلال موسم 2024-2025 بعد ثلاث سنوات من العمل بها في قرار اعتبره الكثيرون خطوة للخلف وضربة موجعة لمصداقية المسابقة.
ويأمل المتابعون في أن يتمكن الدعمي من استغلال خبرته في إعادة التحكيم التونسي للطريق الصحيح وغلق هذا الملف شائك الذي طالما تسبب في مشاكل للقائمين على اللعبة في البلاد.
فوضى مستمرة
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت كرة القدم التونسية سلسلة من الأزمات بعد الفشل في إجراء انتخابات الاتحاد المحلي مرتين، الأولى في التاسع من مارس/آذار والثانية في 11 مايو/أيار من العام الحالي
وذلك بعد وجود مشاكل بالجملة في ملفات المرشحين مما أدى إلى إسقاط كافة القوائم وإعلان تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى.
وغاب التحكيم التونسي عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2024 في كوت ديفوار باستثناء المساعد خليل الحساني وحكم الفيديو هيثم قيراط مقابل غياب تام لحكام الساحة.
ومن جانبه أكد الدعمي الرئيس الجديد للجنة لرويترز أن المساعي حثيثة ومستمرة من الهيئة المكلفة بإدارة شؤون الاتحاد المحلي لتوفير الموارد المالية اللازمة وصرف مستحقات الحكام.
وهدد الحكام بالإضراب والامتناع عن إدارة المباريات المحلية المختلفة لحين الحصول على مستحقاتهم المتأخرة.
وأصبحت قضية المستحقات المتأخرة للحكام عن المواسم الثلاثة الأخيرة، والتي بلغت أكثر من 3 ملايين دينار (نحو مليون دولار أمريكي) ، خطرا يهدد الموسم الجديد للدوري الممتاز.
وفي محاولة لحل الأزمة، بحث وزير الرياضة مع الاتحاد ملف تطوير التحكيم بجانب إيجاد حلول لتغطية تكلفة تقنية حكم الفيديو خلال مباريات الدوري الموسم الحالي.
وشدد الدعمي على أنه يعمل على حل مشاكل الحكام، وضمان حقوقهم المالية والمعنوية، وأشار إلى ثقته في تفهم الحكام للوضع المالي الصعب الذي يعيشه الاتحاد المحلي حاليا.
وقال إن الوضع يتطلب التفافا وتعاونا بين الجميع لإنهاء الموسم بشكل طبيعي: "هذه مهمة وطنية بين الاتحاد الحالي والأندية والحكام مما سيساهم في مساعدة قطاع التحكيم للارتقاء للمستوى المتميز الذي يقدمونه في البطولات الدولية حين تتوفر لهم ظروف التحكيم العادل بعيدا عن كل أنواع الضغوط".