انطلاق فعاليات الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني في أبوظبي
انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني الذي ينظمه مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات.
وذلك بمشاركة 100 خبير ومتحدث من 70 دولة من بينها الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) إضافة إلى 10 منظمات دولية، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) والمركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني (ARCC).
ويناقش الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني الذي ينعقد تحت عنوان "المنظور العام للتطور السريع للتهديدات السيبرانية" ويستمر حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أفضل الاستراتيجيات والتجارب الدولية في مجال صناعة الأمن السيبراني.
وقال الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام": "دولة الإمارات تحتل المركز الخامس عالميا في الأمن السيبراني ونسعى للوصول إلى المركز الأول، حيث توجد سياسات متوافقة ممتثلة لكثير من السياسات العالمية"، مشيرا إلى التحول الرقمي الذي تشهده دولة الإمارات كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين والحوسبة السحابية، مما يتطلب ذلك حوكمة معينة في تأمين هذه التقنيات واستخدامها في البنى التحتية للدولة، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عنها بنهاية العام الجاري أو في بداية السنة القادمة.
ولفت إلى أهمية المؤتمر الذي يحمل في طياته الكثير من التمارين السيبرانية والمحاضرات لنشر المعرفة وثقافة الأمن السيبراني، مؤكدا هدف المؤتمر في التعاون مع جميع الدول الموجودة في المؤتمر، حيث سيتم الإعلان بنهاية الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني عن أهمية التعاون ونشر الثقافة وتمارين الأمن السيبراني.
- شهر التوعية بالأمن السيبراني.. الإمارات تشارك العالم تجاربها الرائدة
- الإمارات.. "الأمن السيبراني" يطلق حملة توعوية من مخاطر التصيد الرقمي
وأوضح أن أول يومين للمؤتمر ستكون عبارة عن تمارين سيبرانية لنقل ونشر ثقافة اليوم للأمن السيبراني في صد وردع هذه التمارين والهجمات السيبرانية، مشيراً إلى أهم النقاط التي سيتم محاكاتها في المؤتمر وهو مجسم دولة الإمارات لمحاكات أي هجوم قد يحدث في دولة الإمارات وكيفية عمل آليات صد هذا الهجوم والتعافي منه وبناء الجاهزية، مؤكدا أن جاهزية مراكز الأمن السيبراني هي من الأهداف المهمة للمؤتمر، وتتمثل جاهزيتها في صد وردع والتعافي لأي من هذه الهجمات السيبرانية.
وأضاف: "ومن هجمات المحاكاة التي سيتم التطرق إليها هو "فايروسات الفدية" وفايروسات التي تمس بالبنية التحتية "OT” والقطاعات الرئيسية، حيث تم وضع مجسمات لأهم القطاعات الرئيسية الحيوية كقطاع الطاقة والغاز والكهرباء والماء والطيران وغيرها من القطاعات الرئيسية، وانتقلنا من محاكات الإيميل او الرابط إلى أن تكون محاكاة أكثر تعقيدا، وذلك نظرا إلى الهجمات السيبرانية التي يشهدها العالم، ودورنا هو الاستفادة والأخذ بأفضل الممارسات، لذلك تم تطبيق أفضل الممارسات على أرض الواقع في هذه التمارين في المؤتمر".
وقال بأن يومي الأربعاء والخميس المقبلين عبارة عن محاضرات وذلك بحضور الاتحاد الدولي للاتصالات كونه ضمن الرعاة الرئيسيين للمؤتمر والمسؤولين عن تغطية العديد من سياسات الأمن السيبراني دوليا، وكيفية التعاون دوليا في صد وردع أي من الهجمات السيبرانية.
ومن جانبه، قال المهندس بدر بن علي الصالحي، رئيس المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني، رئيس مجلس إدارة المراكز الوطنية للأمن السيبراني لمنظمة التعاون السيبراني: "يأتي تنظيم الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني كأكبر حدث على مستوى أكثر من إقليم في المنطقة، حيث نظم هذا الأسبوع أكثر من أربع فعاليات تشمل اجتماع مراكز الأمن السيبراني لمنظمة التعاون الإسلامي، التمرين الإقليمي للدول العربية والإسلامية ودول شرق آسيا، بالإضافة إلى افتتاح المؤتمر الإقليمي الـ11 للدول العربية واجتماع ومؤتمر منظمة التعاون الإسلامي".
وأضاف "تكمن أهمية هذا الأسبوع في ظل ما يشهده العالم من زيادة في تأثير الهجمات الإلكترونية على الاقتصاد العالمي، ووفقا لمنتدى الاقتصاد العالمي تم تقدير أن حجم سوق الاقتصاد العالمي يبلغ قرابة 14.2 ترليون دولار إلا أن الخسائر الناجمة عن الجرائم الإلكترونية تكلف الاقتصاد العالمي قرابة 6 ترليونات دولار بما يشكل 40% من حجم هذا السوق".
وذكر أنهم سيركزون هذا الأسبوع على جانب الابتكار وصناعة الأمن السيبراني، معتبرا أنه على مدى السنوات الماضية كان النظر إلى الأمن السيبراني من الجانب المتعلق بالتهديدات والمخاطر، إلا أن هذه التهديدات كذلك أكدت الحاجة إلى وجود صناعات وطنية تخصصية في الأمن السيبراني، حيث قدر من خلالها حجم سوق الأمن السيبراني العالمي بنحو 270 مليار دولار، فيما يتوقع أن يصل إلى قرابة 600 مليار في عام 2030".
وأشار إلى التعاون الوثيق بين دولة الإمارات وسلطنة عمان، حيث يشترك كلا البلدين في تعزيز الجهود على المستوى الإقليمي والعالمي ليس فقط على مستوى دول الخليج.
وقال: “تترأس عمان مجلس إدارة مراكز الأمن السيبراني لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي تعد ثاني أكبر منظمة بعد الأمم المتحدة، معربا عن تشرفه بأن دولة الإمارات هي نائب لرئيس مجلس الإدارة، وتبذل الكثير من الجهود على مستوى المنطقة، واستضافة دولة الإمارات هذا الحدث التاريخي الذي يجمع أكثر من 12 منظمة عالمية وإقليمية وأكثر من 500 مشارك و70 دولة توجد في المؤتمر، ونحن والأشقاء في دولة الإمارات حريصون على الوجود ضمن المنظمة الإقليمية والدولية، وهناك مشاريع مشتركة يتم العمل عليها".
ومن جانبه، أضاف محمد عبدالعزيز بوعركي، رئيس المركز الوطني لدولة الكويت، أن المركز يتطلع للتعاون مع دولة الإمارات، حيث سيشهد المركز توقيع مذكرة تفاهم مع مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري، خلال اجتماع وزراء الخارجية في إمارة أبوظبي.
وقال بوعركي "شراكتنا اليوم في مثل هذه المحافل مهمة وضرورية، خصوصا أن المركز حديث التأسيس ويطمح دائما إلى عقد شراكات ضمن هذه المحافل الإقليمية، ويعتبر هذا الحدث ضمن أهم المحافل، ويسعى المركز إلى تبادل الخبرات والشراكات التي ستعطي فرصة للمركز الوطني بتصنيفه في المؤشر العالمي "سايبر إندكس".
ويشهد هذا الحدث السيبراني المهم إجراء تمارين محاكاة هجمات سيبرانية بأكثر من 5 سيناريوهات واقعية. ولأول مرة سيتم عرض مجسم بنية تحتية افتراضية لدولة الإمارات، يتيح محاكاة وتجربة الهجمات السيبرانية وأثرها الذي ينعكس مباشرة على المجسم ليجسد صورة واقعية من ضرر وخطر هذه الهجمات على القطاعات المختلفة في دولة الإمارات.
ويتضمن الأسبوع نحو 50 فعالية تدور بين محور وفكرة تسلط الضوء على أهم المستجدات في مجال الأمن السيبراني والتهديدات والمخاطر الأمنية على الساحة المعلوماتية، والاطلاع على الاستراتيجيات لمواجهة تحدي الأمن السيبراني على المستويات الوطنية، لا سيما الحكومات والمؤسسات الوطنية الأساسية والصناعات الحيوية، إضافة إلى الاستجابة بفاعلية للحوادث الأمنية المعلوماتية، وإيجاد التدابير الوقائية لتجنب التعرض لها وتقليل نطاق تأثيراتها.
كما تشمل الفعاليات المؤتمر الإقليمي الحادي عشر للأمن السيبراني "الابتكار في الأمن السيبراني"، والتمرين الإقليمي الحادي عشر للأمن السيبراني، وندوة منظمة فرست (FIRST) والمؤتمر السنوي الخامس عشر لمراكز الأمن السيبراني لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC-CERT)، والاجتماع العربي لرؤساء وممثلي المراكز الوطنية للأمن السيبراني في المنطقة العربية.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز