المناطق الآمنة في سوريا.. حلحلة سياسية أم بداية تقسيم
"المناطق الآمنة" ستكون عنوان المرحلة المقبلة من العمل المشترك بين موسكو وأنقرة وواشنطن.
وقّعت الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا (روسيا وإيران وتركيا) خلال الجلسة العامة لاجتماع أستانة 4 في العاصمة الكازاخية، الخميس، على المذكرة الروسية الخاصة بالمناطق الآمنة.
المناطق الآمنة مصطلح بدأ في الظهور الفترات الماضية حول الأزمة السورية المعقدة والمستمرة منذ 6 سنوات، وبدا أن إنشاء تلك المناطق في سوريا، لا يفيد المعارضة ولا يضر النظام.
فالمناطق الآمنة لكليهما، تكاد تكون قائمة على الأرض، خاصة بعد قرار وقف إطلاق النار الأخير، الذي تلي معركة حلب، وبعد عمليات التهجير الطوعي أو القسري من المناطق الساخنة، إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة، وأخرى يسيطر عليها النظام.
- خطة روسيا لـ"المناطق الآمنة" بسوريا تريح أردوغان
- "أستانة 4".. توافق على المناطق الآمنة وخلاف حول الدول الضامنة
بداية المناطق الآمنة
تنامى الحديث عن إقامة مناطق آمنة في سوريا، بعد أيام من وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إلى السلطة، حيث صرح قائلاً" سأقوم بالتأكيد بإنشاء مناطق آمنة للناس في سوريا، هناك كارثة كبيرة تحصل هناك".
وتوالت ردود الأفعال بين الرفض والمواقف ومطالبة بالتنسيق.
فموسكو الحليف القوي للنظام السوري، رفضت التصريحات التي أدلى بها ترامب حول المناطق الآمنة، وأعلن حينها وزير الخارجية سيرجي لافروف، أن بلاده تعتزم خلال الحوار مع الولايات المتحدة، أن تستوضح مسألة إنشاء مناطق آمنة في سوريا، فنحن الآن خلال حوارنا مع الزملاء الأمريكيين، سنستوضح هذه المسألة".
أنقرة من جانبها أعلنت حينها أنها ستدرس عن كثب مشروع ترامب لإنشاء حول "مناطق آمنة" في سوريا أو الدول المجاورة لها لاستقبال النازحين السوريين، وهي فكرة تدعمها أنقرة.
وبعد تصريحات ترامب بأيام، أصدر أمراً تنفيذياً لوزارتي الدفاع والخارجية لصياغة خطة لإقامة مناطق آمنة بسوريا وحولها خلال 90 يوماً، لكن لم تعطِ الإدارة الأمريكية أية تفاصيل تتعلق بتلك المناطق.
الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية رحبت حينها بفكرة ترامب، وأعلن البيت الأبيض أن الملك سلمان وترامب اتفقا خلال الاتصال على دعم إقامة مناطق آمنة في سوريا "فضلاً عن دعم أفكار أخرى لمساعدة كثير من اللاجئين الذين شردتهم الصراعات المستمرة".
التنفيذ والتوافق
مع تطورات الأزمة السورية، ومرور ما يقرب من 3 شهور على تصريحات ترامب، يبدو أن "المناطق الآمنة" ستكون عنوان المرحلة المقبلة من العمل المشترك بين موسكو وأنقرة وواشنطن.
ففي مؤتمر صحفي مشترك عقده بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، في مدينة سوتشي الروسية، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، عن أن موسكو نجحت في كسب دعم كلٍ من أنقرة وواشنطن لمقترحها الرامي لإنشاء 4 مناطق آمنة في سوريا، يحظر فيها تحليق الطيران، ويمنع فيها استخدام أي نوع من الأسلحة.
وأشار بوتين إلى أن الطائرات الحربية "لن تعمل" في المناطق الخالية من التصعيد "بشرط عدم وجود أنشطة عسكرية في هذه المناطق"، وتنص الخطة الروسية لتلك المناطق على مراقبة "دول ضامنة" لوقف إطلاق النار بها، وتأمين مرور المدنيين بينها وإعادة النازحين إلى مناطقهم، وإنشاء مناطق آمنة في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وأجزاء من محافظة حمص بوسط البلد، وفي الجنوب، وكذلك في الغوطة الشرقية بالقرب من العاصمة دمشق.
وقال المندوب الروسي في أستانة، إن وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر يبدأ في السادس من مايو/آيار، مشيراً إلى أن مناطق تخفيف التوتر سيتم تشكيلها في مدة 6 أشهر.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فأعلن أن الخطة التي اقترحتها موسكو لإقامة "مناطق آمنة" في عدد من المناطق في سوريا ستسهم في حل النزاع بنسبة 50 بالمائة.
وأكد أردوغان أن هذه المناطق ستتضمن إدلب، وجزءاً من محافظة حلب والرستن في حمص، إضافة إلى جزء من كل من دمشق ودرعا.
وأعلنت دمشق تأييدها للمبادرة الروسية حول المناطق الآمنة، مؤكدة التزامها بنظام وقف الأعمال القتالية بما فيه عدم قصف هذه المناطق.
الخوف من التقسيم
أعلن وفد المعارضة السورية في مفاوضات أستانة، الخميس، رفضه لأي دور لإيران وميليشياتها الطائفية أو أن يكون لها دور ضامن باعتبارها دولة معادية للشعب السوري.
وأكد وفد المعارضة السورية أنه لن يؤيد أبداً خطة إقامة مناطق آمنة في سوريا، لأن ذلك يهدد وحدة أراضيها.
وأكد المتحدث باسم وفد المعارضة، أسامة أبو زيد، أن النفوذ الإيراني المستشري في سوريا لا يتم التعامل معه على المستوى الدولي بطريقة جدية، مطالباً بوضع جدول زمني لانسحاب المليشيات الطائفية من سوريا.
وقال أبو زيد: "نرفض أي قرار لا ينص على وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات والإفراج عن المعتقلين".
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA=
جزيرة ام اند امز