عودة إسبانيا.. فرصة برشلونة الثمينة للسيطرة على أوروبا
توج منتخب إسبانيا بلقب كأس أمم أوروبا "يورو 2024" (الأحد)، بعد الفوز على إنجلترا 2-1، في المباراة التي جمعتهما على ملعب برلين الأولمبي.
وحصد الماتادور اللقب الرابع في تاريخه بأمم أوروبا، ليعتلي عرش الأكثر تتويجا برصيد 4 ألقاب، بفارق لقب أمام ألمانيا، ويستعيد لقبه الغائب منذ 12 عاما.
وكان آخر تتويج لإسبانيا بلقب أمم أوروبا في عام 2012، عندما حصد اللقب حينها للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه، ليصبح المنتخب الوحيد الذي حقق ذلك في تاريخ البطولة القارية.
وأعاد تتويج الماتادور إلى جماهير حلم العودة للسيطرة على الكرة العالمية من جديد، كما حدث في 2008، عندما كان لقب اليورو بداية الهيمنة الإسبانية التي تواصلت عدة سنوات على بطولات المنتخبات والأندية.
منتخب إسبانيا يستعيد الأمجاد
كان تتويج "لاروخا" بقيادة المدرب العجوز لويس أراغونيس بيورو 2008 التي أقيمت في سويسرا والنمسا بداية لسنوات من الهيمنة الإسبانية على الكرة العالمية.
وتمكن المنتخب ذاته بعد عامين من الفوز بكأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا وذلك للمرة الأولى في تاريخه، رغم أن القيادة الفنية للفريق تم تغييرها، حيث تولى المهمة فيسنتي ديل بوسكي بدلا من أراغونيس.
وفي 2012 واصل الماتادور الهيمنة بحصد اللقب الثاني على التوالي في أمم أوروبا، في إنجاز غير مسبوق، مواصلا فرض سيطرته على كل الأصعدة.
وبدأت وتيرة تلك الهيمنة تقل على صعيد المنتخب في كأس العالم 2014، عندما خرج الماتادور من الدور الأول محققا فوزا وحيدا مقابل تلقي هزيمتين إحداهما تاريخية بنتيجة 1-5 أمام هولندا.
سيطرة الأندية.. وهيمنة برشلونة
في مقابل سنوات الهيمنة لمنتخب إسبانيا، بدأت الأندية الإسبانية هي الأخرى في بسط سيطرتها على بطولات أوروبا للأندية.
وتوج برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات خلال 6 سنوات، وبالتحديد في 2009 و2011 و2015، حيث جاء أول لقبين بقيادة الإسباني بيب غوارديولا، والثالث بقيادة مواطنه لويس إنريكي.
وفاق هذا الرقم ما حققه الفريق الكتالوني طوال أكثر من 50 سنة في البطولة، اكتفى خلالها بتحقيق لقبين عامي 1992 و2006.
بينما حصد ريال مدريد البطولة ذاتها خلال تلك الفترة المذكورة في 2014، قبل أن يضيف ثلاثيته التاريخية في 2016 و2017 و2018، بقيادة الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان.
وعلى صعيد الدوري الأوروبي، حصد أتلتيكو مدريد اللقب مرتين في الفترة ذاتها عامي 2010 و2012، قبل أن يضيف إشبيلية ثلاثية متتالية هو الآخر في 2014 و2015 و2016، قبل أن يعود أتلتيكو مدريد بلقب جديد في 2018.
وبالتبعية كانت بطولة السوبر الأوروبي إسبانية هي الأخرى خلال تلك الفترة، فخلال 10 نسخ أقيمت من 2009 إلى 2018، حصدت أندية إسبانيا 9 ألقاب، بينما كان اللقب الوحيد الذي خرج منها هو لقب 2013 الذي حصده بايرن ميونخ الألماني.
هل يعود برشلونة لعرش أوروبا؟
جاءت انتفاضة الماتادور لتعيد الأحلام إلى جماهير فريق برشلونة على وجه التحديد بإمكانية العودة من جديد إلى عرش القارة العجوز في الموسم الجديد بعد غياب 10 سنوات، منذ آخر تتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في 2015.
وكان برشلونة بدأ في فرض سيطرته على دوري أبطال أوروبا بقيادة غوارديولا في 2008، بالتزامن مع بدء سيطرة منتخب الماتادور، حيث بلغ الفريق الكتالوني نصف نهائي الأبطال قبل أن يودع بشق الأنفس أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وفي العام التالي حصد اللقب عن جدارة واستحقاق، للمرة الثالثة في تاريخه، وهو العام الذي حقق فيها سداسيته التاريخية الفريدة بالفوز بالدوري والكأس والسوبر في إسبانيا، بجانب دوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
وفي 2010 وصل برشلونة مجددا لنصف نهائي الأبطال، قبل أن يودع بشق الأنفس أمام إنتر ميلان الإيطالي البطل اللاحق، لكنه واصل تألقه واستعاد اللقب من جديد في 2011.
وفي الموسم التالي، الأخير لغوارديولا، وصل برشلونة من جديد إلى نصف النهائي وخرج بصعوبة كالعادة أمام تشيلسي الإنجليزي البطل اللاحق.
حتى في سنوات انعدام الوزن التي أعقبت رحيل غوارديولا، وصل برشلونة لنصف نهائي الأبطال كالمعتاد في 2013، وخرج أمام بايرن ميونخ البطل اللاحق، بينما خرج في 2014 أمام مواطنه أتلتيكو مدريد من ربع النهائي، ليشق الأخير طريقه إلى النهائي ويخسر أمام مواطنهما ريال مدريد.
وحقق برشلونة آخر ألقابه مستفيدا من فترة الهيمنة الإسبانية في 2015، بقيادة لويس إنريكي، وهو العام الذي حقق فيه أيضا 5 ألقاب ولم يفلت منه سوى السوبر الإسباني، لتضيع عليه فرصة تحقيق سداسية تاريخية جديدة.
هيكل دولي كاسح
تضمنت تشكيلة إسبانيا المتوجة بيورو 2008 ضمن هيكلها الأساسي 3 نجوم من برشلونة، هم المدافع كارليس بويول، ونجما الوسط أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز.
وانضم إلى تلك التشكيلة من الفريق الكتالوني في مونديال 2010 بجانب الثلاثي السابق كل من جيرارد بيكيه والحارس فيكتور فالديز، ولاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس، والمهاجم بيدرو.
بينما في يورو 2012، خرج كارليس بويول بسبب الاعتزال الدولي، فيما انضم اسم جديد هو لاعب الوسط سيسك فابريغاس، لتظل الحصة السداسية الكتالونية في المنتخب الإسباني.
برشلونة الجديد
تشكيلة الماتادور في يورو 2024 ضمت هي الأخرى عدة نجوم واعدين من برشلونة، بقيادة نجم المستقبل الجناح الطائر لامين يامال، ومعه الجناح الآخر فيران توريس، ولاعبا الوسط بيدري، وفيرمين لوبيز، فيما غاب غافي للإصابة.
ومن المنتظر أن يقود الخماسي الشاب السابق انتفاضة برشلونة في الفترة المقبلة، خاصة في ظل وجود المدرب الجديد الألماني هانز فليك، الذي يمتلك قدرة خاصة على التعامل مع اللاعبين الواعدين وإخراج أفضل ما لديهم.
وبخلاف الخماسي السابق، يضم الفريق الكتالوني عدة لاعبين شباب آخرين من المتوقع أن تكون بصماتهم مؤثرة، أمثال باو كوبارسي وإيريك غارسيا وبابلو توري وأليخاندرو بالدي والحارس إينياكي بينا والمهاجم أنسو فاتي.
ويبرز بجانب كل هؤلاء عناصر الخبر الممثلة في المهاجمين البولندي روبرت ليفاندوفسكي والبرازيلي رافينيا، ولاعب الوسط الألماني إلكاي غوندوغان ومواطنه الحارس أندريه تير شتيغن، وغيرهم، بما يمنح برشلونة تشكيلة فريدة من نوعها تجمع بين الخبرة والشباب، وقادرة على العودة للهيمنة على كل البطولات.
لامين يامال
إذا كان برشلونة اعتمد في فترة الهيمنة على عرش البطولات المحلية والقارية المذكورة على وجود الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي بين صفوفه في المقام الاول، فإنه الآن يمتلك اللاعب الذي يرشحه الكثيرون لخلافة البرغوث على عرش الكرة العالمية وهو لامين يامال.
وبرز لامين يامال بقوة في بطولته الكبرى الأولى مع منتخب إسبانيا، وحطم العديد من الأرقام القياسية بعدما قدم 4 تمريرات حاسمة وسجل هدفا، وكان احد العناصر الأساسية في تتويج الماتادور بالبطولة رغم صغر سنه (17 عاما).
وترك يامال لمسات واضحة مع برشلونة في الموسم السابق، قادته للانضمام للماتادور، وما زال أمامه العمر خلال السنوات المقبلة من أجل مواصلة التألق مع الفريق الكتالوني وقيادته للعودة إلى منصات البطولات.