مدير سد النهضة لـ"العين الإخبارية": نستهدف 40% طاقة وسندعم دول الجوار
قال مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي إن السد الذي يجري تشييده غربي البلاد سيغطي 40% من إمدادات الطاقة للبلاد فور الانتهاء منه.
وأوضح المهندس كفلي هورو، المدير العام لمشروع سد النهضة الإثيوبي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن إجمالي الطاقة التي تعمل بها البلاد حاليا هي 4 آلاف ميجاواط، تغطي 30% من الاحتياجات المحلية للبلاد.
ولفت إلى أن الطاقة الكهربائية التي سينتجها سد النهضة ستساهم بإضافة نحو 5760 جيجاوات من الطاقة إلى الطاقة المنتجة ما يدعم خطط إثيوبيا للعب دور في تعزيز العلاقة مع دول الجوار من خلال الربط الكهربائي.
وقال هورو، تدشين تشغيل توربين واحد بإنتاجية 375 ميجاوات ، من بين الـ 13 توربينا سيتم تركيبها بالسد ما يعد نجاحا كبيرا لافتا إلى أن هناك توربينتين يجري تركيبهما حاليا وسيدخلان الخدمة في الفترة الأشهر القليلة المقبلة .
وتابع المسؤول الإثيوبي ، مراحل بناء السد تتم عبر مختلف المستويات من بناء الخرسانات الجانبية لتخزين المياه قبيل موسم الأمطار عند تدفقها بكميات كبيرة ، مشيرا إلى أن ذلك هو ما يميز مشروع سد النهضة عن السدود الأخرى حيث يتم تخزين المياه وفي نفس الوقت يستمر بناء الخرسانات .
وأرجع المدير العام لسد النهضة الإثيوبي تأخر اكتمال البناء بسد النهضة مقارنة بالوقت الذي كان مقررا سلفا، إلى التغييرات التي طرأت على الشركات العاملة بالسد، وقال كانت هناك بعض المشكلات الفنية في إنهاء تشغيل التوربينات التي كانت تتولى أمرهما شركتان محلية وأجنبية.
وأشار الى أن شركة ميتيك الإثيوبية وهي شركة تابعة للجيش الإثيوبي كان بها بعض القصور في عملية البناء، ما أخر إنهاء المشروع الذي كان من المفترض خلال أربعة أعوام.
وأمس الأحد احتفلت إثيوبيا بتدشين أول عملية توليد كهرباء من سد النهضة، بموقع السد في إقليم بني شنقول جموز غربي البلاد.
وحظي الاحتفال بمشاركة رسمية وشعبية وحضور كبار الشخصيات مثل رئيس الوزراء السابق هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الإثيوبي السابق ملاتو تشومي، ووزير الدفاع الإثيوبي أبرهام بلاي، فضلا عن تغطية إعلامية كبيرة على المستويين المحلي والدولي.
الاحتفالية التي دشنها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بموقع السد، تعد أول عملية توليد كهرباء من سد النهضة الإثيوبي بطاقة 375 ميجاواط من توربينة واحدة من بين توربينتين تم تركيبهما فيه.
ومن المنتظر أن يتم إنتاج الطاقة من التوربينة الثانية لاحقا، ليصل إجمالي الإنتاج الأولي من التوربينتين معا ما يعادل 750 ميجاواط.
وبدأ العمل في إنشاء سد النهضة في الـ2 من أبريل/نيسان 2011 بتكلفة مالية أولية تبلغ 4.7 مليار دولار في منطقة "قوبا" بإقليم "بني شنقول-جومز"، على بعد أكثر من 980 كم من العاصمة أديس أبابا.
ويعتبر سد النهضة الإثيوبي أكبر سد في أفريقيا والعاشر في العالم، حيث يرتفع جدار السد لأكثر من 160 مترا.
وتسعى إثيوبيا إلى تصدير الطاقة من سد النهضة الذي وصلت أعمال البناء الكلية فيه إلى 83.9%، بعد اكتماله، إذ من المنتظر أن يولد 6450 ميجاوات من الكهرباء، فيما تصل سعة التخزين لبحيرة سد النهضة 74 مليار متر مكعب من المياه.
ويتكون السد من قسمين الأول خرساني بطول 1800 متر وارتفاع 160 مترا ويشكل هذا الجزء بحيرة تسع لـ14 مليار متر مكعب، بينما يمثل القسم الثاني السد الجانبي الاحتياطي، حيث يصل ارتفاعه إلى 55 مترا مع طول 4800 متر ويعمل هذا الجزء في حصر مياه البحيرة وضمان عدم تسربها إلى المناطق المنخفضة، حيث يمكن لهذا الجزء احتجاز 60 مليار متر مكعب من المياه.
وتعول إثيوبيا على سد النهضة ليكون قاطرة التنمية في البلاد، مستهدفة الوصول إلى أكثر من 6 آلاف ميجاواط عند الانتهاء من بناء السد الذي تخوض حوله مفاوضات شاقة مع دولتي المصب، مصر والسودان.