الإمارات وإندونيسيا.. شراكة خضراء لبناء مستقبل قادر على مواجهة تحديات المناخ
تسعى دولة الإمارات وإندونيسيا إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في بناء مستقبل مستدام خالٍ من تحديات التغير المناخي والكوارث البيئية.
ووصل برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، السبت، إلى أبوظبي في "زيارة دولة" إلى دولة الإمارات.
ويبذل البلدان جهوداً مكثفة لتعزيز التعاون في مجالي الطاقة المتجددة والبيئة، بهدف دعم العمل المناخي الدولي عبر استثمارات نوعية واتفاقيات ثنائية تهدف إلى ضمان استدامة المجتمعات للأجيال القادمة.
في إطار هذه الجهود، تواصل الإمارات وإندونيسيا تحقيق إنجازات بارزة، مدعومة برؤية طموحة لتحقيق الحياد المناخي، تماشياً مع "اتفاق الإمارات التاريخي" الذي يهدف إلى مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة عالميًا ثلاث مرات بحلول عام 2030.
- ثمار COP29.. إطلاق أول منصة «غير حكومية» للعمل المناخي في الجنوب العالمي
- دولة الإمارات تكلل جهودها في COP28 بـ«اتفاق الإمارات»
في مايو/أيار الماضي، أعلنت الإمارات عن مشروع مشترك مع إندونيسيا لإنشاء مركز "محمد بن زايد – جوكو ويدودو" لأبحاث القرم في جزيرة بالي، بمساهمة مالية إماراتية قيمتها 10 ملايين دولار. يهدف المشروع إلى تعزيز الحلول الطبيعية لمواجهة التغير المناخي وحماية النظم البيئية الساحلية.
يأتي المشروع ضمن مبادرات رائدة مثل "تحالف القرم من أجل المناخ"، الذي أطلقته الإمارات وإندونيسيا بمشاركة 41 دولة، ومبادرة "تنمية القرم" التي تعزز زراعة أشجار القرم، بما يتماشى مع التزام الإمارات بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.
يقع المركز في متنزه "نغوراه راي" في بالي، ويضم بنية تحتية حديثة، مما يجعله إضافة نوعية للجهود العالمية في حماية البيئة ودعم التنمية المستدامة.
مشاريع الطاقة النظيفة.. ريادة إماراتية في إندونيسيا
تعد إندونيسيا سوقاً استراتيجية رئيسية لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، التي طورت محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، بقدرة 145 ميغاواط، وهي الأكبر من نوعها في جنوب شرق آسيا.
تسهم المحطة في تزويد 50 ألف منزل بالكهرباء والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 214 ألف طن سنوياً.
كما شهدت "مصدر" توسعاً استراتيجياً في مشاريع الطاقة النظيفة في إندونيسيا، بما في ذلك استثمارات في الطاقة الحرارية الأرضية، وتوقيع اتفاقيات لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر، ما يعزز مكانة البلدين كمراكز ريادية لإنتاج الطاقة المستدامة وتحقيق الحياد الكربوني.
تجسد هذه المشاريع الرؤية المشتركة للإمارات وإندونيسيا في تعزيز الاستدامة، وبناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للأجيال القادمة.
تحالف المانغروف
في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022، أعلنت دولة الإمارات عن التعاون مع إندونيسيا ضمن تحالف أشجار القرم "المانغروف" الذي يسعى إلى توسيع نطاق عملية الحفاظ على النظم البيئية لأشجار المانغروف وتسريعها وترميمها لصالح المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
تمثل أشجار المانغروف أهمية بيئية كبيرة وشريانًا حيويًا بحريًا وكنوزًا طبيعية ذات فوائد بيئية واقتصادية وسياحية عديدة، كما تعد مخازن طبيعية لامتصاص الكربون وتسهم في تخليص الشواطئ من الملوثات، وتقلل من درجة الحرارة ورطوبة المناخ.
وتتعرض غابات القرم "المانغروف" للتدمير على الرغم من احتجازها 10 أضعاف الكربون الذي تحتجزه الغابات على الأرض.
وتقود دولة الإمارات حراكا عالميا لاستنهاض جهود حماية شجرة المانغروف وتعزيز موائلها الطبيعية وذلك انطلاقا من حرصها والتزامها بمواجهة تداعيات تغير المناخ وحماية النظم الإيكولوجية الساحلية الحيوية حول العالم.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه دراسة أعدتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، عن تراجع مساحة أشجار المانغروف حول العالم بواقع 14.8 مليون هكتار بين عامي 2000 - 2020 لعدة أسباب منها تطوّر تربية الأحياء المائية والانحسار الطبيعي وزراعة نخيل الزيوت وزراعة الأرز والتوطن المباشر.