إنجاز مصري.. إصلاح إعوجاج خطير في العمود الفقري للأطفال بعملية واحدة
كان والد الطفلة الصغيرة وعد، ابنة الـ8 أعوام، يعرف أن إصلاح الإعوجاج الخطير في العمود الفقري لنجلته ييحتاج لأكثر من عملية جراحية، كما كان يعرف أن هناك احتمالات كبيرة لعدم النجاة من العملية.
غير أنه قرأ على إحدى صفحات موقع "فيسبوك" عن جراح مصري ذاع صيته لتمكنه من أداء هذه الجراحات بمهاره ودون الحاجة لإجراء أكثر من جراحة، كما هو متبع، فقال لنفسه: "ولما لا نحاول مع هذا الجراح".
عاش والد الطفلة حالة من القلق الشديد خشية أن يكون وقع تحت تأثير دعاية زائفة ليس لها أساس من الصحة، غير أنه على قدر هذا القلق، كانت السعادة بعد نجاح العملية، ورؤيته لتأثيرها السريع جدا على شكل نجلته بعد ساعات من إجراء الطبيب المصري هاني عبد الجواد، الأستاذ المساعد لجراحات العمود الفقري بجامعة الأزهر، لهذه الجراحة.
ونظرا لفرحته الشديدة قال الأب للطبيب بلهجة متحمسة تغلفها الفرحة: "لا تتردد في نشر صورة ابنتي قبل وبعد العملية، ليعرف غيري من الأباء ممن يعاني أطفالهم من هذه المشكلة أن هناك حل سهلا وسريعا".
عبد الجواد عند نشره لهذه الصورة وغيرها كان يكتفي بنشر الحالة قبل وبعد العملية، معربا عن سعادته بهذا الإنجاز، ولكنه كان يخجل من الكشف عن بعض التفاصيل، والتي قد تدفع متابعيه إلى اتهامه بالمبالغة، ولكن الوضع تغير بالأمس عندما نشرت دورية "جراحة عظام الأطفال journal of pediatric orthopaedics"، دراسة أعدها الطبيب عن طريقته لإصلاح الإعوجاج الخطير في العمود الفقري من عملية واحدة، وبمضاعفات لا تتعدى 1.8 %، مقارنة بما هو موثق دوليا حول إصلاح الإعوجاج الخطير بأكثر من عملية جراحية، وبمضاعفات تصل إلى 88 %.
ويقول عبد الجواد في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية": "الآن أستطيع القول بملىء فمي بعد نشر هذه الدراسة أنه ليس كلاما خياليا، فقبل نشرها يمكن أن يظن من يقرأ كلامي أن ما أقوله لا يعدو أن يكون (خيالا علميا)، ولكن الآن أنا أتحدث مستندا إلى دراسة موثقة في دورية علمية".
وتوثق الدراسة نجاح عبد الجواد في إصلاح الإعوجاج الخطير ( تترواح درجته من 90 إلى 130) في العمود الفقري لدى الأطفال، عن طريق إصلاح مبكر ولحام للفقرات في عملية واحدة.
ويضيف عبد الجواد مقارنا إنجازه الشخصي بما تقوم المراكز المتخصصة في هذا الجراحات: "عادة ما تقوم هذه المراكز أولا بإجراء جراحة تطويل للعمود الفقري مستخدمة مسامير في الجزء العلوي والسفلي من العمود الفقري، وبعد أن يحدث التطويل المطلوب بعد سنوات يتم إجراء جراحة أخرى لإصلاح ولحام الفقرات، لكن الذي توصلنا إليه، وهو نتاج جهد مستمر منذ ست سنوات، هو إجراء تطويل وإصلاح ولحام للفقرات في عملية جراحية واحدة".
كان يكفي الطبيب المصري هذا الإنجاز لمرة واحدة، وهو اختصار أكثر من جراحة لجراة واحدة، لكنه يواصل إبهار من يقرأ الدراسة بعقد مقارنات بين نسبة نجاح الجراحة التي يجريها مقارنة بما هو سائدا.
ويقول: "أسلوب الجراحات السائدة تصل معه نسبة المضاعفات الخاصة بالعمليات إلى 88%، وتكون نسبة إصلاح الإعوجاج (44%)، بينما الأسلوب الذي كشفت عنه في الدراسة، لا تتعدى مضاعفاته نسبة الـ (1.8%)، وبمعدل إصلاح مرتفع يتجاوز نسبة 70% ".
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز