سياسة
مندوب اليمن بالأمم المتحدة لـ"العين": انقلاب الحوثي على وشك الانهيار
مندوب اليمن بالأمم المتحدة، خالد اليماني، قال إن مشروع الانقلابيين بصدد الانهيار قريبًا، وإن الحوثيين يسيطرون على 30% من حجم الأراضي.
قال مندوب اليمن بالأمم المتحدة، السفير خالد اليماني، إن مشروع جماعة الحوثيين الانقلابي على وشك الانهيار قريبًا، لافتا إلى أن جماعة الحوثيين يسيطرون على 30% فقط من حجم الأراضي اليمنية المتواجدة في شمال البلاد، بعد انحصارهم في الجبهات التصعيدية التي يعملون فيها على تنفيذ خطط كل من إيران وحزب الله.
وأشاد السفير اليمني بالدور الكبير للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، معتبرًا أنه لولا وجود التحالف لكان هناك يمن تديره إيران يوجه خناجر الغدر والتآمر ضد دول الجوار في الجزيرة والخليج ويستهدف أمن واستقرار المنطقة وثرواتها.
جاء ذلك في حوار مطول أجرته معه بوابة "العين" الإخبارية من مقره في نيويورك، اليوم الأربعاء.
وتطرق المندوب اليمني إلى شروط الحكومة اليمنية للعودة إلى طاولة المفاوضات في الأردن، والتي يأتي في مقدمتها تنفيذ ما جاء في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني بالكويت وقرارات مجلس الأمن المتصلة بالشأن اليمني، في إشارة إلى انسحاب الحوثيين وتسليم الأسلحة.
وفيما يلي نص الحوار:
• بدايةً، في رأيكم كيف يصعد الحوثيون ضد الشعب اليمني؟
منذ نهاية مشاورات الكويت عمد الطرف الانقلابي إلى التصعيد ضد الشعب اليمني على 3 جبهات، يصعدون في جميع الجبهات الداخلية، ويستمرون في الاعتداء على الحدود اليمنية السعودية وإرسال جميع المقذوفات على الحدود اليمنية السعودية، اعتقادًا منهم أنهم سيحققون توازن الرعب الذي يسعى إليه حزب الله وإيران.
وأخيرًا يستمرون في الاعتداء على الممرات المائية جنوب البحر الأحمر ولعل أبرزها قصفهم لسفينة المساعدات الإماراتية "سويفت" والتخطيط للسيطرة عليها وقتل من فيها، لكنهم فشلوا.
*ما هي حجم الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون فعليًا؟
من بداية الحرب لم يكسب الطرف الحوثي كيلومترًا واحدًا، فمنذ بداية اختطافهم للدولة ومحاولتهم الانقضاض على الشرعية الدستورية توسعوا في جميع الأراضي لكن بعد عام ونصف صاروا لا يسيطرون سوى على منطقة لا تتجاوز 30% من الأراضي الأكثر كثافة سكانية شمال اليمن.
*في رأيكم، أي نقطة يقف عندها الحوثيون بهذا الانحصار؟
إذا استثنينا تعز ومأرب والجوف، فهناك 3 محافظات كبيرة جدا من حيث المساحة تحت سيطرة الجيش اليمني الذي يقاتل بالتعاون مع المقاومة على مشارف صنعاء، وما تبقى من شمال اليمن فهو تحت سيطرة الطرف الانقلابي، عدا ذلك كل أراضي اليمن محررة، وبالتالي وصلوا لنقطة الفشل بعدما انحصرت جبهاتهم التصعيدية، وتقهقرت قواهم وغادر الكثير من القيادات العسكرية الجبهات إلى تنظم الشرعية. والآن يلملموا أذيالهم في كل مكان.. وسنشهد انهيار هذا المشروع خلال الفترة القليلة المقبلة.
*لكن في رأيك ما هدفهم في استمرار الاعتداء على الحدود اليمنية السعودية عبر الصواريخ؟
بناء على توجيهات طهران يعملون على فرض واقع يضعهم في موضع الندية مع السعودية للتعامل معهم كواقع حقيقي، والحمد لله فشلوا وتمكنا من تحرير أجزاء مهمة من محافظة صعدة ويتقدم الجيش لوأد المؤامرة الحوثية هناك.
*ما هو هدفكم الاستراتيجي بعد الانتهاء من المعركة في الأطراف الجنوبية والشرقية لصعدة؟
ستتواصل العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية حتى تحرير صعدة، كما تستهدف العمليات تأمين منطقة الحدود اليمنية السعودية.
*ما هي أبرز تطورات الوضع الميداني؟ وهل تشعرون براحة حياله؟
الوضع الميداني مريح جدًا، ومشروع التحرير متواصل ومستمر على كل الجبهات، وتعز (وسط) شبه محررة ونتقدم جدًا في جبهة نهم (شرق العاصمة صنعاء) ومشرفين على صنعاء من الجهة الشمالية، كما أنه هناك استراتيجية عسكرية كاملة لتأمين محور باب المندب بهدف إبعاد مصادر القلق للملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر.
*دعنا ننتقل للملف الدبلوماسي، ما الذي عرقل مشاورات السلام في الكويت؟
بعد أكثر من مائة يوم من المشاورات الجادة في الكويت توصلنا إلى نتائج هامة تلخصت في استكمال الشق الأمني والعسكري من اتفاق السلام الشامل وقبلنا بالنتائج لكن الطرف الانقلابي رفض التوقيع تحت ذريعة التطلع لاستكمال الاتفاق.
لقد كنّا وما نزال نتفاوض من أجل استعادة الدولة اليمنية من الانقلابين، ومنذ اليوم الأول لهذه الأزمة لم نسم الطرف الانقلابي طرفًا إرهابيًا أو خارجا عن القانون، ودعوناه للتراجع عن الانقلاب، مع تأكيدنا أن جميع القرارات كفلت لهم ضمان عودتهم للمشاركة السياسية كما كانوا قبل الانقلاب شريطة تحولهم لحزب سياسي ونبذهم للعنف.
*بعدما تركتم الكويت واستمرت العمليات العسكرية، كان هناك ما يشبه حالة فراغ للجهود الدبلوماسية، فلماذا رفضتم بعدها مبادرة كيري؟
صحيح كان هناك فترة فراغ أعقبها إجراء المبعوث الدولي مراجعة لجهود الكويت خاصة بعد التصعيد العسكري الأخير وعلى إثر ذلك انطلقت مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من قراءة مغلوطة للواقع اليمني وانطلت عليه لعبة إيران وأتباعها التي تفترض أن الطرف الانقلابي بات رقما حاسما في المعادلة اليمنية، كما أن كيري حاول خطف الأضواء قبل مغادرة البيت الأبيض بعد سنوات من فشل الدبلوماسية الامريكية في الشرق الأوسط.
نحن لا نقبل بأي حلول سوى العودة عن الانقلاب.. إذا لم ينته الانقلاب.. سيستمر اليمن في حمامات الدم والمواجهة.. هذا المشروع الطائفي والتدخلات الإيرانية يجب أن تنتهي لغير رجعة، وبالنسبة لنا قلنا لا لمبادرة كيري من منطلق خطورتها، لأنهم يريدون لليمن أن يتحول إلى عصبات ومليشيات تقاتل من أجل أجندتها السياسية، ولا يمكن أن نقبل بأي رؤية لا تتفق مع المبادرة الخليجية ولا مع مخرجات الحوار الوطني ولا قرارات مجلس الأمن المتصلة بالشأن اليمني. ولن يتم أي إجراء إلا بعد انسحاب الحوثيين وتسليم الأسلحة.
*هل اطلعتم على الصيغة المعدلة لخارطة الطريق؟
لم نطلع بعد على الصيغة المعدلة، وعلى المبعوث الدولي أن يقر بأن هناك خطوط حمراء لا يمكن القبول بها.. ننتظر التعديل وعلى استعداد للذهاب للأردن اليوم للمشاركة في جهود تثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل عمل لجنة التهدئة وعلى استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات لكننا لسنا مستعدين للحديث عن خارطة طريق تؤدي إلى خسارة الشعب اليمني لحقوقه.
*كيف كانت ردود الأفعال على الجهود الدبلوماسية الدولية داخل أروقة مجلس الأمن؟
الكل هنا ينظر لمحاولات كيري باعتبارها غير مجدية بل مضرة بمساعي الأمم المتحدة المبنية على مرجعيات ثابتة. والعنوان العام للمرحلة الحالية هو التريث حتى تغادر هذه الإدارة، الإشارات القادمة من إدارة ترامب تؤكد أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ستكون أكثر فاعلية في مواجهة المخاطر والتهديدات الإيرانية وأكثر إيجابية في التعاطي مع الملفات العربية.
*هل تتوقعون أن يشهد عام 2017 انفراجه في الأزمة اليمنية؟
نتوقع انطلاقة جديدة للجهود الدبلوماسية وجهود الأمم المتحدة ونحن مستعدون للتفاعل الجاد مع أي جهود وأي عروض للسلام شريطة ألا تختلف أو تتعارض مع ما سبق الاتفاق عليه في الكويت. ما نحتاجه في الأزمة اليمنية موقف حازم من المجتمع الدولي ورسائل واضحة للطرف الانقلابي أنه لا مجال للمناورة.
*ما هي رسالتكم للحوثيين؟
نقول للطرف الانقلابي إن الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي لم ولن تكون مع الإقصاء أو الإبعاد، ومن هنا فان موقف الحكومة اليمنية لم ولن يقف ضد حق أنصار الله في التواجد ضمن المساحة التي يضمنها الدستور والقانون، ولكنهم ينبغي أن يدركوا أن شرعية وممتلكات ومقدرات الشعب اليمني سيتم استعادتها بالكامل ولا يمكنهم أن يكونوا جزءًا من العملية السياسية إن أرادوا إلا بالتحول لحزب سياسي وما دون ذلك يشكل انتحارا.
*وفق تقارير دولية هناك دلائل تشير على قيام إيران بنقل الأسلحة للحوثيين، فما هي جهودكم في هذا؟
تعمل إيران وفق نظرتها التوسعية على تمويل الانقلابين الحوثيين بالسلاح والموارد اللازمة لمواصلة حربهم، وخلال الفترة الماضية ضبطت الحكومة اليمنية وقوات التحالف وقوات دولية مختلفة شحنات أسلحة متجهة من إيران إلى الطرف الانقلابي في مناطق مختلفة، كما أن لإيران تجربة من واقع تجربة حزب الله تتمثل في تهريب المخدرات وتجارة الممنوعات والاتجار بالأسلحة لتحصيل الموارد المالية لتحريك ميليشياتهم.
وفِي اليمن تمكنت الحكومة من رصد مصادر إثراء العصابات الانقلابية مثل تجارة الوقود والسلاح، لكن هناك إشكالية أن اليمن أرض شاسعة الأطراف مترامية وهناك تهريب تاريخي في مناطق معروفة في البحر الأحمر وعلى المناطق الحدودية بين اليمن وعمان. وما زلنا نجتهد لقطع كافة أنواع التهريب.
*كانت لكم رسالة خاطبتم بها الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي بشأن المعتقلين على يد الحوثيين، حدثنا عنها؟
بعثت للأمين العام رسائل مناشدة من أهالي المعتقلين في سجون الحوثيين وعلى الرغم من وعوده إلا أنه غادر مكتبه يوم ٣٠ ديسمبر الماضي دون أن يحرك ساكنا في الموضوع ونتوقع متابعة الأمر مع الأمين العام الجديد الذي تلقى نسخة من الرسالة التي تتضمن المعاناة الشديدة لأكثر من 4414 سجين ومعتقل في اليمن على يد الحوثيين.
*هذه رسالتكم الثالثة في ملف المعتقلين، فهل شعرتم بنتائج ملموسة مع الرسالتين السابقتين؟
رغم اهتمام الأمم المتحدة بإطلاق سراح المعتقلين لكنها سرعان ما أهملت الملف تمامًا، التقصير الكبير يقع على المبعوث الأممي لأنه أهمل ملفا مهما من ملفات عمل الأمم المتحدة ولم يقدم أي انجاز فيه. نحمل الأمين العام للأمم المتحدة وإسماعيل ولد الشيخ والمفوض السامي تبعات كل ما يحدث للمعتقلين في اليمن.
*هل في المقابل لدى الحكومة اليمنية أو التحالف أسرى حوثيين؟
الأسرى الحوثيون تم إطلاق سراحهم والأمم المتحدة على علم بذلك، كما قمنا بإطلاق سراح العشرات من الأطفال ممن زُج بهم الحوثيين الى جبهات الموت. ولا يوجد لدى الحكومة اليمنية إلا من تم أسرهم مؤخرًا في العمليات العسكرية في بيحان ونهم وتعز.
*هل يدفعكم ذلك للمطالبة بتغيير المبعوث الأممي لدى اليمن؟
مازالت هناك فرص كبيرة لدينا للعمل المشترك مع السيد إسماعيل ولد الشيخ وما زلنا نؤمن أن المبعوث الخاص تتوافر فيه كل المواصفات للعمل المشترك والجاد، على الصعيد نفسه نعتقد أن تجاوز الحكومة اليمنية أو محاولة التماهي مع المشروع الانقلابي سيؤدي بالمبعوث الأممي إلى الفشل.
* كيف ترون دور التحالف العربي في اليمن ؟
لولا الدور الكبير والتاريخي للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، ولولا القرار التاريخي الحازم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لما كنا اليوم نتحدث عن تماسك المشروع الوطني في اليمن، وكنا سنتحدث عن يمن تديره إيران يوجه خناجر الغدر والتآمر ضد دول الجوار في الجزيرة والخليج ويستهدف أمن واستقرار المنطقة وثرواتها، رسالة الحزم التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين تقول للجميع أننا نريد أن نعيش بسلام في منطقتنا لكننا نرفض منطق الهيمنة والتدخل في شؤوننا الداخلية.
وأي تطور وتحسن لليمنيين، وأي استعادة لحالة الأمن الاجتماعي والاستقرار، واستئناف عجلة التطور للحياة اليومية وإعادة الإعمار في المناطق المدمرة كان بفضل دول التحالف، وفي مقدمتها الامارات والسعودية وقطر والكويت والبحرين فمن خلال مركز الملك السلمان للإغاثة، ومنظمات الهلال الأحمر في دول الخليج قدمت مئات الملايين من الدولارات للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتوفير الموارد الإغاثية والطبية ولإعادة الإعمار وتطبيع كافة أشكال الحياة لليمنين.
* أنتم من مدينة عدن، حيث تتواجد حاليا الحكومة الشرعية.. ماذا عن الأوضاع هناك؟
منذ تحرير عدن في أغسطس/آب العام الماضي وهي تنعم بالأمن والاستقرار، نعم هناك بعض الاختلالات الأمنية التي ترجع لوجود شبكات اجرامية ترتبط بعناصر الرئيس المخلوع التي زرعت بدورها العصابات والأسلحة والتنظيمات الإرهابية.
ومن جانب أخر تعمل لجان العقوبات التابعة للأمم المتحدة في التحقيق لفضح الصِّلة المباشرة بين التنظيمات الإرهابية والنظام الأمني للرئيس المخلوع، كما تحقق في تجارة تهريب الأسلحة بين عناصر وشبكات ترتبط بالرئيس السابق في منطقة القرن الإفريقي. ومن المتوقع أن تقدم لجنة العقوبات في مجلس الأمن تقريرًا بشأن هذه الموضوعات في تقريرها القادم شهر مارس/آذار المقبل.