التحقيقات.. «سوط جمهوري» لإبقاء بايدن بدائرة الضوء واللوم

رغم مرور أشهر على مغادرته البيت الأبيض، لا يزال الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يثير الجدل فيما يتعلق بلياقته العقلية خلال ولايته.
وحتى الآن، أطلق الجمهوريون 4 تحقيقات منفصلة حول بايدن، وما إذا كان تدهور صحته قد أثر على قدراته في البيت الأبيض، وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أنه بعد الهزيمة الساحقة في انتخابات العام الماضي، لا يرغب الديمقراطيون في الحديث عن بايدن، لكن الجمهوريين يحاولون إجبارهم على ذلك.
وتعكس تحقيقات الحزب الجمهوري كيف أصبح التشكيك في شرعية بايدن محورًا لرئاسة خلفه دونالد ترامب الذي يُلقي باللوم على سلفه البالغ من العمر 82 عامًا، في مواجهة أي أخبار سيئة كذريعة أو وسيلة لصرف الانتباه، بحسب الموقع نفسه.
ويعتبر "أكسيوس" أن الجمهوريين يقتدون بزعيمهم لذلك بدأوا تحقيقاتهم ضد الرئيس السابق خلال الأسابيع الأخيرة.
مقابلات مغلقة
واليوم الثلاثاء، سيبدأ رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب الجمهوري جيمس كومر إجراء مقابلات مغلقة مع كبار مسؤولي البيت الأبيض السابقين في عهد بايدن، ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات لعدة أشهر.
كما استدعى كومر طبيب بايدن في البيت الأبيض، الدكتور كيفن أوكونور، الذي سيُقال في 9 يوليو/تموز المقبل، وفقًا لمتحدث باسم النائب الجمهوري.
وفي الوقت نفسه، أطلق السيناتور الجمهوري رون جونسون رئيس اللجنة الفرعية للتحقيقات في وزارة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية، تحقيقًا بشأن بايدن الشهر الماضي.
وترأس السيناتور الجمهوري جون كورنين والسيناتور الجمهوري إريك شميت جلسة استماع للجنة القضائية الأسبوع الماضي بعنوان "غير مؤهل للخدمة: كيف عرّض تستر بايدن أمريكا للخطر وقوّض الدستور".
وفي 4 يونيو/حزيران الجاري، أصدر ترامب تعليماته لوزارة العدل ومكتب مستشار البيت الأبيض بفتح تحقيق في "ما إذا كان بعض الأفراد قد تآمروا لخداع الرأي العام بشأن الحالة العقلية لبايدن وممارسة سلطات ومسؤوليات الرئيس بشكل غير دستوري".
وخلال الأيام المقبلة، ستُجري لجنة كومر مقابلة مع السكرتيرة السابقة لموظفي البيت الأبيض نيرا تاندن، وكبير مساعدي جيل بايدن، أنتوني بيرنال ومقابلة أخرى مع كبيري المساعدين السابقين، آشلي ويليامز، وآني توماسيني، في 11 و18 يوليو/تموز على التوالي.
مقابلات طوعية
وفي تصريحات لـ"أكسيوس"، قال متحدث باسم كومر إن كبار مساعدي بايدن السابقين الآخرين مثل مايك دونيلون، وأنيتا دان، ورون كلاين، وبروس ريد، وستيف ريتشيتي، وافقوا طواعيةً على إجراء مقابلات، لكن لم يُحدد موعدها بعد، وأوضح أن نصوص المقابلات سيتم نشرها في النهاية.
وتحدد لجنة جونسون "موعدًا لمقابلات طوعية منقولة مع أعضاء حكومة بايدن السابقين" ومن غير الواضح ما إذا كان كورنين وشميت سيعقدان المزيد من جلسات الاستماع.
لكن شميت أعلن أنه سيتقدم بطلب وصول خاص بموجب قانون السجلات الرئاسية للوثائق المتعلقة باستخدام بايدن للقلم الآلي لتوقيع المستندات، وما إذا كان أي من الموظفين قد أساء استخدام هذه السلطة.
وفي ظل تركيز ترامب الشديد على بايدن وشكواه المستمرة منه، فإن المكتب الرئيسي لوزارة العدل يُدير التحقيق بدلاً من مكتب المدعي العام الأمريكي في واشنطن العاصمة، الذي عادةً ما يكون له الاختصاص القضائي، وفقًا لشخص مطلع على التحقيق.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال بايدن في بيان ردًا على أمر ترامب بإجراء التحقيق: "دعوني أوضح: لقد اتخذت القرارات خلال فترة رئاستي.. اتخذت القرارات المتعلقة بالعفو والأوامر التنفيذية والتشريعات والإعلانات.. أي تلميح إلى أنني لم أفعل هو أمر سخيف وكاذب".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت التحقيقات تهدف إلى الحصول على معلومات جديدة أم أنها تهدف فقط إلى إبقاء بايدن في دائرة الضوء لصرف الانتباه عن أي أخطاء قد يرتكبها ترامب.
وكمبرر لإجراء المزيد من التحقيقات، استشهد الجمهوريون بالكتاب الجديد "الخطيئة الأصلية" حول الأيام الأخيرة في رئاسة بايدن.
في المقابل، لم يدافع سوى عدد قليل من الديمقراطيين عن بايدن وقدراته حيث لجأ أعضاء الحزب بدلاً من ذلك، لمحاولة التركيز على ترامب وسياساته مثل ترحيل المهاجرين وزيادة الرسوم الجمركية حول العالم.
كما قاطع الديمقراطيون في مجلس الشيوخ جلسة الاستماع القضائية الأسبوع الماضي إلى حد كبير.
وقال السيناتور ديك دوربين كبير الديمقراطيين في اللجنة: "يبدو أن التشخيص السريري للرئيس السابق بايدن أهم من القضايا المثيرة للقلق البالغ".
ثم عرض مقطع فيديو يلمح إلى أن ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، هو الرئيس المُسن الذي يعاني من تدهور إدراكي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز