بالصور.. تحرير الحديدة.. بين آمال الشارع اليمني ومخاوف الانقلابيين
الشارع اليمني يترقب انطلاق عملية عسكرية ضخمة لتحرير مدينة الحديدة، غربي البلاد
يترقب الشارع اليمني انطلاق عملية عسكرية ضخمة لتحرير مدينة الحديدة، غربي البلاد، بعد تواتر التصريحات من قبل الحكومة اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان الناطق باسم الجيش اليمني اللواء عبده مجلي، قد أعلن في تصريحات صحفية، أن عملية عسكرية تشارك فيها قوات برية وبحرية وجوية ستنطلق قريبا لتحرير مدينة الحديدة الساحلية ومينائها من قبضة الانقلابيين.
وقال الناطق باسم الجيش اليمني إن طيران التحالف بدأ عملية التمهيد الناري لعملية تحرير الحديدة، مشيرا الى قصف جوي شنته مقاتلات التحالف على معسكر أبو موسى الأشعري في منطقة الخوخة الساحلية ومواقع تمركز الحوثيين في مناطق قطابة والنخيبة ووادي النخيل والدريهمي.
القيادي في المقاومة الشعبية في إقليم تهامة ومحافظ الحديدة السابق عبد الله أبو الغيث اعتبر تحرير الحديدة ضرورة تقتضيها المصلحة اليمنية والمصلحة العربية المشتركة، داعيا التحااف العربي الى دعم الجيش اليمني لبسط السيطرة على الشريط الساحلي الغربي من باب المندب إلى ميدي.
وقال إن بقاء سيطرة الانقلابيين على الحيديدة يعني إطالة أمد الحرب واستمرار نهب المساعدات الإنسانية وزيادة معاناة الشعب اليمني.
من جانبه، أبدى القيادي في مقاومة هامة تفاؤلا كبيرا في تحرير الحديد، معتبرا أن تلك الخطوة مسألة وقت وأن القوات اليمنية مسنودة بقوات إماراتية ستنفذ عملية خاطفة لتحرير المدينة وقطع إمدادات التهريب عن الانقلابيين.
مصدر مقرب من قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، كشف عن مشاركة عشرة آلاف مقاتل من الجيش اليمني جرى تدريبهم على يد قوات التحالف في عملية الحديدة.
وقال المصدر لبوابة العين الإخبارية نقلا عن اللواء فاضل إن عملية متزامنة لاستكمال تحرير محافظة تعز ستجرى مع عملية تحرير الحديدة .
الناشط السياسي اليمني باسم الحكيمي، قال إن التحالف العربي استطاع خلال الفترة الماضية حشد تأييد واسع لعملية تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي واستعادتهما من سيطرة الانقلابيين.
وفي تصريحات لبوابة العين الإخبارية، أشار الحكيمي إلى أن إستراتيجية التحالف في التعاطي مع ملف الساحل الغربي تعاملت بنفس طويل مع الانقلابيين، ما أدى الى تعرية ممارساتهم القذرة في السطو على المساعدات ونهب الموارد المالية والاستمرار في تهريب الأسلحة بما يهدد الملاحة الدولية في أهم ممرات التجارة العالمية.
واعتبر الحكيمي أن البيئة السياسية المحلية والدولية مهيأة لانطلاق عملية تحرير الحديدة، لافتا إلى الموقف الأمريكي الجديد لإدارة ترامب الذي أبدى استعدادا كاملا لدعم عمليات التحالف في القضاء على مهددات الملاحة الدولية.
ونبه خبراء عسكريون إلى ضرورة السيطرة على معسكر خالد شرق المخا الذي يقع على مفترق طرق تربط بين الحديدة والمخا وتعز قبل انطلاق معركة الحديدة، للسيطرة على الطريق الحيوي الرابط بين الحيدة وتعز وإغلاق المنفذ الرئيس التي تعبر فيه أغلب تعزيزات الحوثية العسكرية .
وتكتسب الحديدة أهميتها من كونها كبرى مدن الساحل الغربي لليمن وتضم ميناء الحديدة أهم موانئ اليمن وأوسعها نشاطا تجاريا قبيل أن يتسبب الانقلاب في تدهوره ونقل نشاطه التجاري إلى ميناء عدن جنوب اليمن .
كما تعد الحديدة ممرا حيويا يرتبط بطرق إستراتيجية تصلها بمحافظات متعددة أهمها العاصمة اليمنية صنعاء والعاصمة الموقنة عدن عبر الطريق الساحلي ومدينة تعز جنوب غرب اليمن بالإضافة إلى الطريق الدولي الرابط بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
واكتسبت الحديدة أهمية مضاعفة لدى الانقلابيين بعد فقدان السيطرة على أجزاه مهمة من الشريط الساحلي لليمن ابتداء من سواحل المهرة على حدود عمان وصولا إلى ميناء المخاء الذي استعادته الشرعية اليمنية في فبراير في عملية الرمح الذهبي المستمرة والتي من المقرر أن تتواصل حتى بقية الشريط الساحلي الغربي لليمن.
وبعد عامين من انطلاق عاصفة الحزم لاستعادة اليمن من الانقلاب الحوثي الحليف لإيران قررت دول التحالف تنفيذ عملية عسكرية للسيطرة ميناء الحديدة أهم منافذ الحوثيين البحرية واستكمال بسط نفوذ الجيش اليمني على الساحل الغربي لليمن.
ومثلت الموارد الجمركية والضريبية لميناء الحديدة من أهم الموارد المالية التي استغلها الانقلابيون ورفضوا توريدها إلى البنك المركزي في عدن لدفع أجور ومرتبات موظفي الدولة الذين يعيشون للشهر السابع على التوالي من دون استلام رواتبهم الشهرية.
وتتهم الحكومة اليمنية مليشيات الانقلاب بالعبث بملف المساعدات واستغلالها لمواصلة الحرب على اليمنيين ومفاقمة معاناة الشعب اليمني الذي بات على شفير مجاعة شاملة.
ويعتقد مراقبون أن تحرير الحديدة سيشكل ضربة قاصمة للحوثيين وتدشين المرحلة الحاسمة في نهاية الانقلاب، كما أنها تداعيات العملية ستعطي دفعة قوية للقوى المناهضة للانقلابيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية في صنعاء والمحافظات المجاورة لها على اللحاق بركب الثورة على الانقلاب وبدء مقاومة عسكرية فعالة.