بعد نتائج الانتخابات الأوروبية.. مستقبل ميركل على المحك
بعد نتائج الانتخابات الأوروبية والانتكاسات التي طالت الأحزاب التقليدية في ألمانيا بات شبح إجراء انتخابات مبكرة يخيم على الأجواء.
وضعت نتائج الانتخابات الأوروبية والانتكاسات التي طالت الأحزاب التقليدية في ألمانيا مستقبل المستشارة أنجيلا ميركل وائتلافها الحاكم على المحك، وبات شبح إجراء انتخابات مبكرة يخيم على الأجواء بشدة في برلين.
ووفق النتائج المعلنة، فإن شريكي الائتلاف الحاكم تراجعا بشدة، حيث حصد الاتحاد المسيحي (يمين وسط) الذي تنحدر منه ميركل 28.9% فقط من الأصوات مقارنة بـ35.3% في انتخابات 2014، فيما حصد الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) على 15.6% مقارنة بـ27.27% في 2014.
وبتلك النتائج بات حزبا الائتلاف الحاكم لا يملكان مجتمعين تأييد أغلبية الناخبين الألمان، حيث بلغت نسبة تأييدهما وفق نسبة التصويت في الانتخابات الأوروبية 44.5% فقط، ما مثل هزة كبيرة للائتلاف، وفتح باب التكهنات أمام مستقبله.
ويقود الاتحاد المسيحي المكون من حزبي الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة إنجريت كرامب كارينباور، والحزب الاجتماعي المسيحي بزعامة ماركوس ذودر، الائتلاف الحاكم في ألمانيا منذ مارس/آذار 2018، بمشاركة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أندريا ناليس.
وقالت إنيس بول، رئيسة تحرير الإذاعة الألمانية "دويتشه فيلا" في مقال نشرته الإذاعة على موقعها الإلكتروني: "انتكاسة الانتخابات الأوروبية كانت كبيرة بالأخص للاشتراكيين الديمقراطيين، ما يجعل الائتلاف الحاكم يترنح".
وتابعت متسائلة: "إلى متى يعذب هذا الائتلاف الحاكم نفسه والبلاد؟"، مضيفة: "بعد نهاية الأسبوع الكارثية التي مر بها، من الممكن أن نرى نهاية حقبة ميركل بإعلان نهاية الائتلاف الحاكم وإجراء انتخابات مبكرة في وقت لاحق هذا العام، لن تكون فيها المستشارة الحالية مرشحة حزبها الديمقراطي المسيحي".
بدورها، كتبت صحيفة تاجس شبيجل الألمانية الخاصة أنه حان وقت الوداع الطوعي، موضحة أن سياسات ميركل في السنوات الماضية مسؤولة عن النتائج الفقيرة لحزبها في الانتخابات الأووربية، ويجب أن تبدأ إجراءات وداع منصب المستشار.
وتابعت: "إذا لم تبدأ نقل سلطتها لخليفتها كرامب كارينباور، فعلى الحزب أن يحثها على ذلك".
ووفق صحيفة دي فيلت الخاصة، فإن هناك حديثا في دوائر الاتحاد المسيحي عن ضررورة إنهاء الائتلاف الحاكم والذهاب لانتخابات مبكرة، لإنهاء الجمود الذي أصاب السياسة الداخلية في البلاد.
وأضافت أن سياسين بارزين أطلقوا تحذيرات من خطورة استمرار الوضع الراهن.
بدورها، قالت صحيفة "فست دويتشه تسايتونغ" الخاصة إن "ميركل لم تعد تتواجد بالشكل الكبير على الساحة الداخلية واختفت من الحملة الانتخابية للانتخابات الأوروبية"، مضيفة: "لا بد من نقل منصب المستشار إلى رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي كرامب كارينباور".
وفي وقت سابق اليوم، نشر معهد كيفي لقياس اتجاهات الرأي العام "خاص" استطلاعا جديدا للرأي أجراه بين يومي 27 و28 مايو/أيار الجاري.
وأظهر الاستطلاع رغبة 57% من الألمان في إنهاء الائتلاف الحاكم وإجراء انتخابات مبكرة، فيما أيد 36% استمراره حتى نهاية الفترة التشريعية الحالية في 2021، وقال 7% إنهم لم يكونوا رأيا بعد، فيما أجري الاستطلاع على عينة من 1069 ناخبا بهامش خطأ 2.5%.
ولم يتوقف الأمر عند تهديد مستقبل الائتلاف الحاكم، فميركل باتت معزولة بشكل كبير داخل حزبها خلال اليومين الماضيين.
ووفق صحيفة بيلد الألمانية الخاصة، لم تظهر ميركل على الإطلاق في مساء يوم الانتخابات، بعد أن بدأت النتائج الأولية تتوالى على مقر الحزب الديمقراطي المسيحي في برلين، ولم يتواجد سوى رئيسة الحزب أنجريت كرامب كارينباور، التي كانت تناقش الأداء المحبط للحزب مع قائد قائمة المرشح مانفريد يبر (46 عاما).
وتابعت الصحيفة: "فيما كان الإحباط والصدمة يسيطران على المشهد داخل الحزب كانت ميركل في منزلها على الأرجح منعزلة عن الأمر برمته".
وفي صباح اليوم التالي، كانت ميركل تجلس في اجتماع للحزب صامتة بجانب كارينباور، وتحرك بين يديها كوبا من الشاي، فيما تكفلت رئيسة الحزب بتعديد الأخطاء التي وقعوا فيها وتسببت في هذه النتيجة.
ونقلت الصحيفة عن مشاركين في الاجتماع أن ميركل التي تتصرف كمستشارة فقط شاركت في المناقشات بمعلومات على استحياء.
وتابعت: "في فترة الظهيرة، استقبلت ميركل كرامب كارينباور، ورئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا ناليس في مقر المستشارية في برلين، وناقشت معهما مستقبل الائتلاف الحاكم بعد نتائج الانتخابات الأوروبية".
وتحكم أنجيلا ميركل ألمانيا منذ عام 2005، وبدأ الجدل حول تقاعدها المبكر في ديسمبر/كانول الأول الماضي حينما تركت منصبها كرئيسة للحزب الديمقراطي المسيحي لصالح كارينباور، لكن هذا الجدل لم يبلغ الحدة التي وصل لها خلال اليومين الماضيين.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA=
جزيرة ام اند امز