دواء ثوري لسرطان الرئة.. يقضي على الورم بالكامل

كشفت دراسة بريطانية عن دواء فموي جديد يقلل أورام سرطان الرئة بنسبة 77% ويقضي عليها تمامًا لدى 8% من المرضى المصابين بطفرات HER2.

أعلنت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن اكتشاف دواء جديد يحدث نقلة نوعية في علاج سرطان الرئة، إذ أظهر نتائج مبهرة في تقليص حجم الأورام، بل وتمكن من القضاء عليها نهائيًا لدى بعض المرضى.

الدراسة التي قدّم نتائجها البروفيسور سانجاي بوبات، استشاري الأورام الطبية بمؤسسة "رويال مارسدن" التابعة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية، كشفت أن الدواء الجديد زونجيرتينيب — وهو علاج فموي يؤخذ على شكل حبة يومية — أظهر فعالية ملحوظة في مواجهة سرطان الرئة المتقدم لدى المصابين بطفرة جينية في HER2.

شملت التجربة 74 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 35 و88 عامًا في 85 مركزًا حول العالم، جميعهم لم يتلقوا علاجًا سابقًا لحالتهم. وأوضحت النتائج أن 77% من المرضى شهدوا انكماشًا في الأورام، بينما اختفت الأورام تمامًا لدى 8%، وحدث انكماش جزئي لدى 69%، كما نجح العلاج في السيطرة على المرض لدى 96% من المشاركين.

وأكد البروفيسور بوبات أن هذه النتائج تمثل بارقة أمل كبيرة، موضحًا أن المرضى الذين يحملون طفرة HER2 لم يكن لديهم من قبل علاج موجه، وكانوا يخضعون لعلاجات كيميائية مكثفة تسبب آثارًا جانبية قاسية. وأضاف أن العقار الجديد لا يكتفي بإيقاف تطور الورم، بل يمنح المرضى فرصة لحياة أكثر استقرارًا وجودة.

من بين المشاركين في التجربة، كانت سوزان جاسون، البالغة من العمر 74 عامًا من لندن، والتي خضعت سابقًا لعلاجات لعدة أنواع من السرطان. بعد انضمامها إلى التجربة وتناولها زونجيرتينيب لأكثر من عامين، أوضحت أن الورم انكمش لديها بشكل ملحوظ مع آثار جانبية بسيطة، ما سمح لها بالتمتع بحياة أفضل. وقالت: "بفضل هذا الدواء استطعت رؤية حفيدتي تذهب إلى الجامعة، وأتمنى أن أراها تتخرج أيضًا".

يُذكر أن سرطان الرئة يُعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في العالم، إذ يتم تشخيص أكثر من 49 ألف حالة جديدة سنويًا في المملكة المتحدة، وتُعزى نحو 4% منها إلى طفرات في جين HER2.

وتستعد الفرق البحثية حاليًا لإطلاق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لمقارنة فعالية زونجيرتينيب بالعلاجات الكيميائية التقليدية، وسط توقعات بأن يصبح هذا الدواء المبتكر خطوة حاسمة في مستقبل علاج سرطان الرئة.