بالصور.. "دوّار القراءة" بجامعة القاهرة.. استعادة تقليد قديم
"دوّار القراءة" مشروع أطلقته مؤسسة "اقرأ" التابعة لجامعة القاهرة؛ لحث وتشجيع الطلاب على القراءة وتكوين مكتباتهم الخاصة في جميع المجالات
على خطى التجربة الإماراتية في تشجيع ودعم القراءة على كل المستويات، يأتي مشروع "دوار القراءة" الذي ستطلقه رسميا جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور جابر جاد نصار، غدا الأربعاء.
لدى رئيس جامعة القاهرة مشروع طموح لإحياء التقاليد العريقة للجامعة في النصف الأول من القرن العشرين، إبان عصرها الذهبي، حينما كانت الجامعة مثل خلية النحل، تموج بالحركة والنشاط والفعاليات الثقافية المتعددة، ففضلا عن دورها التعليمي الراسخ كانت الجامعة منصة للإشعاع الثقافي والحضاري التنويري دون النظر إلى الفصل الموهوم بين الآداب والعلوم أو بين تخصصات العلوم الطبيعية (مثل الطب والهندسة والعلوم والفيزياء.. إلخ) والعلوم الإنسانية (الآداب واللغات والفنون والحضارة والسياسة والإعلام.. إلخ).
في إطار هذه الرؤية، جاء مشروع "دوار القراءة"، وهو واحد من عدة مشاريع ومبادرات أطلقتها مؤسسة "اقرأ" التابعة لجامعة القاهرة، والتي يتشكل مجلس أمنائها من خيرة الأساتذة والأكاديميين من المثقفين في الجامعة وخارجها (منهم عبدالله التطاوي، المستشار الثقافي لجامعة القاهرة، الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب الأسبق، الناقد الدكتور صلاح فضل، الدكتور حسام بدراوي، الداعية الدكتور أسامة الأزهري، الدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية.. وآخرون).
عن فكرة المشروع وتفاصيله، قال الدكتور أحمد عمار، أمين المشروع والمشرف على "دوار القراءة"، في تصريح لـ"العين"، إن "دوار القراءة" يستهدف خدمة طلاب وطالبات جامعة القاهرة، والدارسين والباحثين فيها، وأعضاء الهيئات التدريسية المعاونة.. إلخ، وذلك من خلال توفير 1200 عنوان لكبار الكتاب والمؤلفين في مصر والعالم العربي، ويتم توفير 5 نسخ من كل عنوان. ومن خلال نظام إلكتروني دقيق يتم إتاحة استعارة كتاب واحد بحد أقصى لمدة أسبوع، ثم الكتاب الثاني، فالثالث، وحينها يصبح من حق الطالب أو الذي قام باستعارة الكتب الثلاثة الحصول على الكتاب الرابع "هدية".
وأوضح "عمار" أن من المستهدف خلال الفترة القادمة الوصول بهذه العناوين الـ1200 التي اقتنيناها من دور النشر المصرية المختلفة إلى 5000 عنوان (بإجمالي 25 ألف نسخة كتاب) تغطي أهم ومعظم إبداعات كبار الكتاب والأدباء في مجالات المعرفة الإنسانية كافة؛ ومنها مثلا أعمال نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، يوسف إدريس، طه حسين، العقاد، المازني، محمد حسين هيكل، الشيخ مصطفى عبدالرازق، الشيخ محمد مصطفى المراغي، الشيخ محمود شلتوت، الدكتور زكي نجيب محمود، الدكتور فؤاد زكريا، وعشرات غيرهم.
وعن آلية الاستعارة وإهداء الكتب للطلاب، قال "عمار" إن الراغب في استعارة كتاب ما يتقدم لطلبه عبر ملء استمارة إلكترونية مخاصة من خلال الموقع الإلكتروني لـ"دوار القراءة" الذي بدأ تشغيله خصيصا لخدمة المشروع، وعلى الراغب في الاستعارة التوجه إلى مقر "دوار القراءة" خلال 48 ساعة من طلبه للحصول على الكتاب الذي يريده. فإذا أتم الطالب أو الطالبة استعارة 3 كتب، تم تسجيلها باسمه وأعادها في مواعيدها المقررة، يقوم "دوار القراءة" بمنحه الكتاب الرابع الذي يختاره بنفسه "هدية" له.
وكشف "عمار" أن مقر مشروع "دوار القراءة" يحتل المبنى التراثي العتيق بكلية الآداب جامعة القاهرة، وهو الذي كان مخصصا في السابق للمكتبة الجامعية المركزية العريقة قبل انتقالها إلى مقرها الحديث داخل الحرم الجامعي أيضًا.
فيما قال الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة (اقرأ) التي أطلقت المشروع، لـ"العين": إننا نحلم بأن تتجاوز آثار هذا المشروع أسوار الجامعة، وأن يصبح نواة لمبادرة أكبر وأشمل تخدم قطاعات أوسع خارج الجامعة، فالشباب متعطش للقراءة ويبحث عن الكتاب وكل ما يقال عن عزوفهم عن القراءة وابتعادهم عن الكتاب "غير صحيح"، ببساطة إذا تيسر لهم الوصول إلى الكتاب والحصول عليه دون عناء والابتعاد عن الأشكال التقليدية البالية في التعامل مع الكتاب، فإنهم يقبلون بكل همة وحماس على القراءة.
ولعل أيضا من حسنات هذا المشروع -والحديث ما زال لرئيس جامعة القاهرة- حثّ الطلاب والطالبات على تكوين مكتباتهم الخاصة باختيارهم الحر، وأن تكون وسيلتهم لذلك هي "القراءة" والمعاينة والاطلاع المباشر، لا الاختيار العشوائي، مضيفا أن الجامعة ستسعى بكل إمكاناتها إلى دفع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إلى إحياء التقاليد العريقة والمجيدة للجامعة، وفي القلب منها تكوين المكتبات الخاصة، وتأصيل عادة القراءة كطقس يومي ملازم للأنشطة الضرورية الأخرى.
واختتم "نصار" حديثه بأن مشروع "دوار القراءة" لا يدعم فقط الطلاب والطالبات وأعضاء هيئات التدريس، إنما يسهم أيضا في دفع نشاط النشر في مصر، خصوصا أن الجامعة قد قامت بشراء عدد كبير من الكتب من مختلف دور النشر المصرية والعربية، وبما يعيد مجددا تقليد اهتمام كبار المؤسسات بتزويد مكتباتها ومراكزها العلمية والبحثية بالكتب المهمة والقيمة وفق اختيارات واعية وعصرية، وتبتعد عن المكرور والعشوائي لملء القوائم فقط.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg
جزيرة ام اند امز