مزيج بين ليفربول وسيتي.. كيف يلعب ريكاردو سواريس مدرب الأهلي الجديد؟
"أحب أن أرى السعادة في عيون اللاعبين"، لم يجد البرتغالي ريكاردو سواريس أفضل من تلك الكلمات للتعبير عن فرحته بعد الفوز على بنفيكا.
ريكاردو سواريس، مدرب جيل فيسينتي البرتغالي والذي بات قاب قوسين أو أدنى من تدريب الأهلي المصري خلال الفترة المقبلة، قدم موسمه الأفضل على الإطلاق، وحقق إنجازه الأكبر في مسيرته، بعدما قاد فريقه للتأهل لدوري المؤتمر الأوروبي.
الفريق الذي صعد إلى الدوري البرتغالي في 2019، لم يجد أفضل من الرحالة البرتغالي ليكتب معه تاريخا جديدا، ورغم أنه تولى المهمة في الموسم قبل الماضي، لكنه قاد الفريق لأكبر إنجاز في تاريخه.
جيل فيسينتي احتل المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري البرتغالي، ليتأهل لدوري المؤتمر الأوروبي، ولأول مرة في تاريخه سيشارك في بطولة قارية، بعد أن خاض العديد من المباريات المميزة في الموسم المنصرم.
المباراة التي لا يمكن أن تنساها جماهير النادي العريق، تلك التي فاز فيها على بنفيكا 2-1، في فبراير/شباط الماضي، والتي هزت هيمنة الفريق الذي كان يشارك في دوري أبطال أوروبا، والذي فاز على برشلونة الإسباني 3-0.
كيف يلعب ريكاردو سواريس مدرب الأهلي الجديد؟
في أبريل/نيسان الماضي، أعد موقع "totalfootballanalysis" تحليلا فنيا للطريقة التي يعتمد عليها ريكاردو سواريس مع جيل فيسينتي، والتي قادت الفريق لتحقيق إنجازه التاريخي.
وعلى عكس ما يتم تناقله، لم يكن سواريس يعتمد على طريقة 4-3-3، ولكنه كان يعتمد على طريقة 4-2-2، حيث استخدمها بنسبة 57% من مبارياته حتى تاريخ كتابة التحليل.
وأحيانا تتحول الطريقة إلى 4-4-1-1، وهي الطريقة التي استخدمها سواريس في 23% من مبارياته، بينما اعتمد على طريقة 4-2-3-1 بنسبة 6% فقط.
الموقع أكد أن سواريس لا يمتلك الكثير من المرونة لتغيير تلك الطريقة، غير أنه رفض اعتبار هذا الأمر نقطة ضعف، في ظل قدرة الفريق على تطبيق سياسته الثابتة بطريقة مميزة.
الخط مدافع ريكاردو سواريس المفضل
ولكن الأمر لا يتوقف على الرسم الخططي فحسب، فسواريس يستغل اللعب بثنائي في قلب الهجوم في حرمان منافسه من ميزة الخروج بالكرة.
سواريس اعتمد مع جيل فيسينتي على طريقة الضغط العالي في ملعب المنافس، وهو الضغط الذي إما أن يُرهق المنافس، وإما أن يُرهق الفريق نفسه فنيا وبدنيا.
المدرب البرتغالي يمنح مهاجميه تعليمات بالضغط المبكر على دفاع الخصم، وحرمانه من تمرير الكرة في قلب الملعب، من خلال تقدم لاعب الوسط للأمام لفرض الرقابة على لاعب وسط المنافس، ومن ثم يضطر قلب الدفاع لتمرير الكرة إلى ظهيري الجانب.
وبمجرد وصول الكرة إلى أحد ظهيري الجانب، يبدأ الجناح في الضغط عليه بقوة، ليكون الظهير مُحاصرا بين المنافس والخط، وهو ما يجعله مضطرا للتشتيت أو فقدان الكرة في منطقة خطيرة من الملعب.
ورغم أن هذا النوع من الضغط قد يرهق الخصوم بشدة، لكنه قد يكلف الفريق هجمة خطيرة على مرماه، في حالة الفشل في استخلاص الكرة مبكرا، حيث سيكون قلب الملعب مكشوفا.
ومن أجل علاج تلك الثغرة، يمنح سواريز تعليماته للرباعي الخلفي بالتقدم نحو خط المُنتصف، لسد الفراغات بين الدفاع ونصف الملعب، مع الاستعداد للركض إلى الخلف في ظل المساحات الكبيرة التي قد يستغلها اللاعبون فائقو السرعة.
وعلى الرغم من أن هذه هي الطريقة التي يعتمد عليها سواريس بشكل أكبر، لكنه يجيد أيضا التكتل في قلب الدفاع في المباريات التي يواجه فيها منافسين أقوى.
واعتمد المدرب البرتغالي على تلك الطريقة في مباراة بنفيكا، حيث تقوم في الأساس على تقارب الخطوط وإغلاق جميع الثغرات الموجودة في قلب الملعب، والتي وصفها الموقع بأنها الأقدر على صناعة فرص أكثر خطورة.
وكما يفعل في حالة الضغط المرتفع، فإن سواريس يعمل على إجبار المنافس على تمرير الكرة إلى أحد جناحي الملعب، ليمنح ظهيره تعليمات بالضغط بقوة عليه من أجل حرمانه من رفع الكرة العرضية، ومن ثم عدم إحداث أي خطورة ممكنة.
وأشار الموقع إلى أن البرتغالي أبيل فيريرا، المدير الفني لفريق بالميراس البرازيلي، استخدم تلك الطريقة خلال مواجهة تشيلسي الإنجليزي في نهائي كأس العالم للأندية في فبراير/شباط الماضي، وهو الأمر الذي أرهق الفريق اللندني.
ولا عجب عند رؤية ذلك من بعض الأخبار التي كانت تربط الأهلي بالتعاقد مع أبيل فيريرا، والذي يتشابه كثيرا مع ريكاردو سواريس، لا سيما من الناحية الدفاعية.
هجوم سواريس بين مانشستر سيتي وليفربول
وإذا كان سواريس يتشابه مع أبيل فيريرا في الجانب الدفاعي، فإنه يحاول خلق مزيج من الثنائي الأعظم في العالم على المستوى التدريبي، بيب جوارديولا ويورجن كلوب مدربي مانشستر سيتي وليفربول، من الناحية الهجومية.
أكثر أوجه التشابه بين سواريس وجوارديولا هو الاعتماد على الاستحواذ على الكرة، والصبر في تمريرها بشكل كبير لحين إيجاد ثغرة تمنح الفريق فرصة الحصول على ما يريد.
وأشار الموقع إلى أن جيل فيسينتي كان رابع أكثر الفرق استحواذا على الكرة في الدوري البرتغالي، حتى تاريخ كتابة التحليل، وذلك بنسبة تصل إلى 53.3%.
وإذا كان سواريس يعمل على إجبار منافسيه على تمرير الكرة على الرواقين، فهو نفسه يعتمد في فلسفته الهجومية على هذا الأمر، حيث يحب أن يبني الهجمة من على أطراف الملعب أكثر من العمق.
ويبدأ الفريق بناء هجمته من خلال نزول أحد ظهيري الجانب إلى جوار المدافعين، مع تقدم الظهير الآخر من أجل الهجوم بـ5 لاعبين، فتتحول الطريقة في بداية الهجمة إلى 3-2-5، وهي الطريقة التي ينتهجها جوارديولا في الهجوم.
بعد ذلك، يتحرك أحد لاعبي الوسط إلى الأمام، ويترك الآخر وحيدا لمساندة الثلاثي الدفاعي في حالة الهجمات المرتدة، وهي الطريقة التي كان ينتهجها النرويجي أولي جونار سولشاير مع مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل رحيله.
وبناء على تلك الكثافة في الجانب الهجومي، يبدأ سواريس في المرحلة التالية من الهجمة، وهي مرحلة الحسم، التي تعتمد على إرسال العرضيات بشكل مستمر إلى منطقة الجزاء.
ووفقا للموقع، فإن معدل إرسال جيل فيسينتي للكرات العرضية في الموسم الماضي من الدوري البرتغالي حتى شهر أبريل/نيسان الماضي، وصل إلى 17 عرضية في كل مباراة، وهو ما يزيد عن معدل العرضيات في الدوري بأكمله، والذي يبلغ 11.19 عرضية في كل مباراة.
وبشكل عام، يعتمد سواريس على إرسال الكرات العرضية من مناطق مختلفة، بعضها من مناطق مبكرة، كما يفعل كلوب مع ليفربول، وبعضها من مناطق متأخرة، وذلك من أجل مباغتة الخصوم وعدم منحهم فرصة للتوقع.
كيف يلعب الأهلي تحت قيادة ريكاردو سواريس؟
وفي حالة تطبيق ما فعله سواريس مع جيل فيسينتي في موسمه الأخير، على الأهلي، فإن الفريق الأحمر قد يفتقد لبعض عناصره المهمة، وفي مقدمتها محمد مجدي "قفشة" الذي يلعب كصانع ألعاب.
قفشة قد يكون الضحية الأبرز، ما لم يلجأ المدرب إلى طريقة 4-4-1-1، غير أن الظهير التونسي علي معلول قد يكون المستفيد الأبرز، حيث من المُتوقع أن يكون الظهير الذي يمنحه المدرب الحرية لاستغلال قدراته في الكرات العرضية.
في المقابل، سيكون الثلاثي محمد شريف وصلاح محسن وحسام حسن من أبرز المستفيدين، في ظل اعتماد المدرب على ثنائي هجومي، غير أن الثلاثي سيكون عليه تحسين تعامله مع الكرات العرضية التي يبني عليها سواريس طريقته الهجومية.
التشكيل المتوقع للأهلي تحت قيادة ريكاردو سواريس
حراسة المرمى: محمد الشناوي.
خط الدفاع: محمد هاني - ياسر إبراهيم - رامي ربيعة - علي معلول.
خط الوسط: حسين الشحات - عمرو السولية - أليو ديانج - طاهر محمد طاهر.
خط الهجوم: محمد شريف - صلاح محسن.