الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدولة الفاتيكان، والتقى خلالها بابا الفاتيكان (خورخي ماريو بيرجوليو)، تؤكد حقيقة ثابتة أساسها عقيدة إماراتية صادقة وراسخة بأن العالم بحاجة الآن لمد جسور الحوار للتصدي لمثيري الفتن أكثر مما سبق.
الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدولة الفاتيكان، والتقى خلالها بابا الفاتيكان (خورخي ماريو بيرجوليو)، تؤكد حقيقة ثابتة أساسها عقيدة إماراتية صادقة وراسخة بأن العالم بحاجة الآن لمد جسور الحوار للتصدي لمثيري الفتن أكثر مما سبق.
ومما لا شك فيه اليوم أن الإسلام أصبح المستهدف الأكبر من خلال ضرب العقيدة الإسلامية وربطها بالإرهاب والتطرف، سواء بفعل فاعل أو بعين متربص، وهذا ما يستوجب على قادة العالم الإسلامي التحرك نحو تصحيح هذه الأفكار التي غرسها متطرفون في ذهن وعقول الأبرياء حول العالم. وبالتالي فإن الحوار الحضاري بين الأمم هو الوسيلة الأسمى التي تضع النقاط على الحروف، خصوصًا حين يَتْبَعُها خطوات عملية وفعالة تعزز من روح السلم والتسامح والتعايش بين الأمم.
ودولة الإمارات العربية المتحدة حريصة دائمًا على أن تكون لاعبًا ايجابيًّا وفاعلًا إقليميًّا ودوليًّا في نبذ الكراهية ومحاربة الإرهاب والتطرف، مستثمرةً بذلك علاقاتها الطيبة والودودة مع دول العالم، لنشر الوسيطة والاعتدال ونبذ الكراهية والتطرف بين الأمم والشعوب.
من هنا تأتي أهمية لقاء الفاتيكان في إطار الهدف الاستراتيجي الذي تسعى له دولة الإمارات في سبيل نشر السلام والرحمة بين البشر وحضاراتهم، وتعزيز أواصر الترابط البشري القائمة على الفكر والسلوك والممارسة.
ويبدو للجميع أن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة واضحة وجلية في نبذ التطرف والعنصرية والكراهية ومكافحتها، وقد كانت سباقة في هذا السبيل من خلال خطوات حقيقية وفعالة، أعرّج على بعضها كإنشاء مراكز متخصصة، كما هو الحال مع مركز (صواب) الذي أسس بتعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة وغيرها من الدول، بهدف لتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي في مواجهة الأفكار المتطرفة للتنظيمات الإرهابية، وكذلك استضافتها لمركز (هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف)، وأهمية الدور الذي يقوم به المركز لتعزيز جهود المجتمع الدولي لمنع ومكافحة التطرف ومساهمته في مكافحة التمييز والتطرف العنيف، ودوره في التدريب والحوار والتعاون وإجراء البحوث في هذا المجال.
كما اعتمدت دولة الإمارات حزمة من التدابير الأمنية الشاملة بالتنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة لنبذ الإرهاب والتطرف ومحاربة أشكالهما وصورهما وتجفيف منابعهما، وكذلك تأسيس منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، واستضافتها لمقر (مجلس حكماء المسلمين)، الذي يضم نخبة من علماء المسلمين المشهود لهم بالوسطية والاعتدال، ناهيك عن القوانين والأطر التشريعية التي وضعتها وأقرتها السلطات التشريعية في دولة الإمارات والتي تعمل على نبذ الكراهية والعنصرية وقطع طريقها إلى التطرف والإرهاب، وقد كان آخرها إدراج اكثر من 120 ما بين جماعة ومنظمة ومؤسسة تمارس الإرهاب والتطرف فكرًا وقولًا وعملًا، علاوةً على إصدارها لقانون لمكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة جميع أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.
وقد أثبتت دولة الإمارات بذلك أنها أنموذج فريد من نوعه استطاع وهو يحوي في طياته أكثر من 200 جنسية على أن يجعلها تعيش بأمن وأمان ونعمةٍ من اﷲ وفضل، وتشرف على راحتهم وسلامتهم قيادة رشيدة تحرص على وضع القوانين واللوائح اللازمة والضرورية لضمان الحياة الكريمة للجميع من مواطنين ومقيمين دونما تعرضهم للكراهية أو العنصرية أو التطرف.
وهذا هو دائمًا دأب دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي تسعى دائما لتصحيح صورة الإسلام، التي شوهتها جماعات التطرف الإرهابية ومرتدو عباءة الدين والتدين من دعاة الفتنة ومن على شاكلتهم، ناهيك عن قتل الأبرياء باسم الإسلام، والذين بقبح ما يصنعون سيجعلون من الإسلام غريبًا كما بدأ.
كذلك الحال في الديانات الأخرى التي لا تخلو شعوبها من ضرر ذات المنظمات والأشخاص الذين يشوهون الرحمة التي نزلت بها الأديان السماوية مع فارق الهالة الإعلامية بين أولئك وهؤلاء، وقد جاءت الديانات السماوية جميعها حاضةً على الرحمة بين بني البشر، نابذة للظلم والكراهية، والحقيقة أنه بتجاذب الديانات لهذه المبادئ الأساسية من الرحمة والعطف واللين والتسامح والاعتدال والوسطية وغرسها في أممهم، سيكون لذلك مردوده الإيجابي على الشعوب وتعايشها فيما بينها وعمارة الأرض بالخير والسلام والطمأنينة، أما عدم تحمل المسؤولية والنأي بالنفس عن مكافحة التطرف والإرهاب والخوف من مجابهتهما إنما سيعود بالضرر في المقام الأول على النائي بنفسه وشعبه وأمته قبل غيره، ناهيك عن الإساءة التي تلحق بدينه جراء تخاذله.
التسامح والاعتدال والوسطية في الديانات وشعوبها إنما هو قطب التجاذب مع السلام والأمن والأمان، وأما التشدد والتطرف والعنصرية فهو قطب التنافر مع حياة السلام الكريمة الرحيمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة