أحلام مؤجلة 2.. لاتسيو والدوري الإيطالي.. ريمونتادا يدعمها الوباء
أحلام لاتسيو في استعادة لقب الدوري الإيطالي المفقود منذ 20 عاما تتأجل بسبب كورونا، لكن سابقة تاريخية تجعله يتمسك بالأمل لآخر لحظة
في الوقت الذي بدأت فيه جماهير لاتسيو ترسم في مخيلتها أحلاما وردية، وتتصور فريقها وهو يرتقي منصة التتويج بنهاية الموسم، كبطل للدوري الإيطالي بعد غياب طويل، منهيا 8 مواسم من الهيمنة ليوفنتوس، جاء فيروس كورونا ليحول تلك الأحلام إلى كابوس، ويهدد بإمكانية عدم إكمال المسابقة من الأساس.
لاتسيو المتوج مرتين فقط بالدوري الإيطالي أولاهما منذ 46 عاما، في العام الذي ضرب فيه إيطاليا وباء الكوليرا، والثانية منذ 20 عاما، كان أقرب ما يكون إلى تحقيق لقب ثالث هذا الموسم، بعدما فرض نفسه ندا قويا للعملاقين يوفنتوس وإنتر ميلان، اللذين تناوبا على القمة، وتمكن من مزاحمتهما بقوة.
وعزز ذلك الأداء الرائع الآمال لدى جماهير الفريق العاصمي في إمكانية رؤيته ملكا متوجا للكالتشيو لمرة جديدة، ليتمكن من اللحاق بجاره اللدود روما صاحب الـ3 ألقاب بالمسابقة، ويحسن من موقعه الحالي في قائمة أكثر المتوجين باللقب والتي يحتل المركز التاسع فيها بالتساوي مع نابولي وفيورنتينا بلقبين لكل فريق.
شراسة غير معهودة
فريق العاصمة الإيطالية قدم أحد أفضل مواسمه في المسابقة منذ تتويجه بلقبه الأخير قبل عشرين عاما، وهو أمر لم تألفه جماهيره خلال تلك السنوات، حيث كان أفضل إنجازاته المركز الثالث أعوام 2001 و2007 و2015، لكنه أبهر الجميع هذا الموسم بعدما وصل للمركز الثاني.
وتوقفت المسابقة في الجولة الـ26 قبل النهاية بـ12 جولة، حيث جمع لاتسيو 62 نقطة حل بها وصيفا بفارق نقطة وحيدة خلف يوفنتوس المتصدر، و8 نقاط أمام إنتر ميلان الذي لعب مباراة أقل.
ريمونتادا مبهرة
قطار لاتسيو بدأ الموسم بشكل متذبذب، متلقيا هزيمتين خلال الجولات الخمس الأولى أمام سبال 1-2 والإنتر 0-1 كانتا الوحيدتين طوال الموسم، وتعادل قبلهما مع جاره روما 1-1، ليتراجع للمركز التاسع بجدول الترتيب.
وحاول الفريق العاصمي تصحيح مساره بدءا من الجولة السادسة بتحقيق فوز قوامه 4 أهداف دون رد على جنوى، لكنه تعثر مجددا بعده بتعادلين مع بولونيا 2-2 وأتالانتا 3-3، قبل أن ينطلق بسرعة الصاروخ من الجولة التاسعة بقيادة الهداف تشيرو إيموبيلي مسجلا ريمونتادا متأخرة.
وخلال 18 مباراة تالية حقق لاتسيو 8 انتصارات، تعادل بعدها مع هيلاس فيرونا، أتبعها بـ8 انتصارات أخرى لم يقطعها سوى تعادله مع روما 1-1، لتصل المحصلة إلى 16 فوزا وتعادلين، ويبقى على بعد نقطة وحيدة من قمة يوفنتوس.
إشارات ترفع الآمال
وبخلاف نتائجه المبهرة هذا الموسم، أظهر لاتسيو عدة علامات ومقومات على قدرته على حصد لقب الدوري الإيطالي بعد غياب 20 عاما، على رأسها امتلاكه لمهاجم هداف قادر على دك حصون المنافسين في أي وقت هو الإيطالي تشيرو إيموبيلي.
ويعتلي الدولي الإيطالي قائمة هدافي الكالتشيو هذا الموسم بـ27 هدفا سجلها في 26 مباراة، بجانب صناعته 10 أهداف أخرى، ليعيد لأذهان جماهير لاتسيو إبداعات الأرجنتيني المخضرم هيرنان، مهاجم الفريق الأسبق، الذي قاده للتتويج بآخر ألقابه في المسابقة عام 2000.
وسجل هريسبو في الموسم المذكور 22 هدفا، حل بها ثالثا في قائمة الهدافين بفارق هدفين خلف الأوكراني أندريه شيفشيكو مهاجم ميلان الأسبق، وهدف واحد خلف مواطنه الأرجنتيني المخضرم جابرييل باتيستوتا مهاجم فيورنتينا وقتها.
وجاء تفوق لاتسيو على الكبار كذلك خلال فترة الريمونتادا ليرفع من أسهم الفريق في مواصلة موسمه المبدع وختامه بلقب جديد، بعدما حصد السوبر الإيطالي في ديسمبر/كانون الأول الماضي على حساب يوفنتوس بطل الدوري بالفوز عليه بنتيجة 3-1، بعد أداء رائع.
وبعد خسارته أمام إنتر ميلان في الجولة الخامسة 0-1، وجه لاتسيو ضرباته المتتالية إلى كبار الكالتشيو، بداية من ميلان بالفوز عليه 2-1، ثم يوفنتوس بإسقاطه بثلاثية جديدة بعد ثلاثية السوبر مقابل هدف واحد، ونابولي بالفوز عليه 1-0، قبل أن يعود ليثأر من الإنتر بالفوز عليه 2-1.
وبدأت جماهير السماوي في تهيئة نفسها لموقعة يوفنتوس، التي كان من المقرر إقامتها في 26 أبريل/نيسان الحالي في الجولة الـ34، باعتبارها المباراة الأصعب فيما تبقى من لقاءات، بجانب مواجهتي ميلان ونابولي، من أجل أن ترى فريقها ينفرد بالصدارة ويقترب من التتويج.
كما يحظى لاتسيو باستقرار على الصعيد الفني بفضل وجود مدرب مميز هو الإيطالي سيموني إنزاجي الذي يقود الفريق بثبات منذ عام 2016، ويقدم معه مستويات جيدة ترتفع من موسم لآخر.
بطل الأوبئة
ورغم أن تجميد النشاط الكروي في أغلب دول العالم عموما وإيطاليا بشكل خاص، بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا، جاء ليهدد أحلام العاصميين، ويجعل إمكانية تتويجهم بلقبهم الثالث محل شك كبير، في ظل الاحتمالات المتزايدة لإلغاء الموسم، فإن هناك مفارقة تاريخية تزيد من تفاؤلهم بإمكانية حصد اللقب.
وتتمثل تلك المفارقة الطريفة في أن تتويج لاتسيو بلقبه الأول في الدوري الإيطالي جاء في عام 1974، وهو العام الذي شهد تفشي وباء آخر في إيطاليا وهو الكوليرا، الذي كان قاتلا أيضا في وقتها مثلما يفعل كورونا الآن.
وتوج لاتسيو بطلا في العام المذكور بعدما جمع 43 نقطة، تصدر بها المسابقة بفارق نقطتين عن يوفنتوس الذي حل ثانياً وقتها.