مع مواكب السامبا الصاخبة.. كرنفال ريو دي جانيرو يستعيد بهرجته
استأنف كرنفال ريو دي جانيرو الشهير، مواكبه الصاخبة في شوارع المدينة البرازيلية مع عروض السامبا البرّاقة، لأول مرة منذ بدء جائحة كورونا.
وانطلقت أبرز فعاليات الكرنفال الأكبر في العالم مع افتتاح المواكب الاستعراضية لمدارس السامبا في جادة سامبادروم الشهيرة.
وتقول ديبورا سواريز (25 عاماً) التي تقف مرتدية زياً مرصعاً بالحبوب البراقة فوق مركبة عملاقة باللونين الأخضر والذهبي، استعداداً للرقص في موكب مدرسة "إمبيريو سيرانو" إن "الاحتفال بالكرنفال بعد الجائحة هو بمثابة شعور بالحرية والسعادة يصعب وصفه".
وباتت ريو دي جانيرو مستعدة للاحتفالات بعد كرنفالين لم يُقاما بالنسخة التقليدية بسبب الجائحة. وبينما ألغت المدينة الساحلية الكرنفال عام 2021 بسبب الجائحة، أُقيم العام الفائت بنسخة محدودة مع حظر الحفلات المُقامة في الشوارع والمعروفة بالـ"بلوكوز"، فيما جرى تأجيل المهرجان شهرين بسبب الجائحة التي أودت بحياة نحو 700 ألف شخص في البرازيل.
وعاد الكرنفال هذا العام بنسخته الكاملة.
وتقول أماندا أوليفيا (34 عاماً) لوكالة فرانس برس وهي تستعد للمشاركة في عرض لمدرسة "مانغيرا" "إنّ سعادتنا تعود لسببين، إذ نحتفل بنهاية ولاية (الرئيس السابق) بولسونارو من جهة وبانتهاء الجائحة التي تسببت بمآس كثيرة من ناحية ثانية".
وتمضي مدارس السامبا التي تُعتبر فخراً لأحياء ريو دي جانيرو الفقيرة، شهوراً في تصنيع أزياء بارقة ومركبات مذهلة تتميز بها العروض.
وتتنافس في المسابقة التي تستمر لليلتين 12 مدرسة للسامبا في المدينة على لقب أفضل استعراض ضمن مواكب لعربات ملوّنة على وقع موسيقى صاخبة ومشاركة آلاف من المغنيين وعازفي الطبول والراقصين الذين يرتدون أزياء مرصعة بالأحجاء وعليها ريش.
ولا يحب سكان ريو دي جانيرو جميعهم الكرنفال، إذ يسعى بعضهم لمغادرة المدينة خلال فترة إقامة الكرنفال الذي يشارك فيها الملايين. إلا أنّ نسبة أخرى من السكان تعتبر الكرنفال بمنزلة الحياة.
ويقول الموظف لوكاس بينيرو (27 عاماً) وهو يجلس خارج منزله الواقع على بعد مبنيين من جادة سامبادروم وينكب على مشاهدة المواكب عبر جهاز تلفزيون على طرف الرصيف إنّ "الكرنفال جزء من ثقافتنا ومن حمضنا النووي"، لافتاً إلى "الروحية التي تنطوي عليها رقصات السامبا وما تحمله من استمتاع بالحياة".
وتشارك إياراسي سانتوس، وهي ممرضة تبلغ 64 عاماً، في المواكب منذ أن كانت في السابعة. وتقول "في كل مرة أدخل فيها الجادة حيث تُقام العروض الصاخبة ينتابني شعور بأنني أختبر ذلك للمرة الأولى. وأشعر بتأثر كبير".