الحليب «غير المبستر» ينقل فيروس إنفلونزا الطيور.. دراسة صادمة
كشفت دراسة نشرت نتائجها في مجلة "نيو انجلاند" الطبية، عن مخاطر استهلاك حليب البقر الخام خلال التفشي الحالي لإنفلونزا الطيور (H5N1) في الولايات المتحدة.
ووجد فريق بقيادة عالم الفيروسات يوشيهيرو كاواوكا من جامعة ويسكونسن ماديسون، أن الفئران التي تتغذى على الحليب الخام المحتوي على الفيروس أصيبت بالمرض بسرعة.
وفي مارس/آذار، تم اكتشاف آثار الفيروس لأول مرة في مسحات الأنف والحليب من الأبقار في الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين انتشر المرض في ولايات متعددة.
وعلى الرغم من أن الفيروس لا ينتقل بسهولة من الحيوانات إلى البشر، مع وجود حالتين بشريتين معروفتين فقط مرتبطتين بتفشي المرض، إلا أن الدراسة تسلط الضوء على المخاطر التي يشكلها الحليب غير المبستر.
ولاختبار هذا الخطر، قام فريق كاواوكا بإطعام الفئران حليب البقر الخام الملوث بالفيروس، وأظهرت الفئران أعراض العدوى، مثل انتفاخ الفراء والخمول، خلال يوم واحد.
وبحلول اليوم الرابع، خضعت لعمليات "الموت الرحيم" لقياس مستويات الفيروس في أعضائها، وتم العثور على مستويات عالية من الفيروس في أجهزتها التنفسية، مما يشير إلى الإصابة عبر البلعوم، ومستويات معتدلة في الأعضاء الأخرى.
وكشفت الدراسة أيضا عن أن الفيروس يبقى في الحليب الخام المبرد لأسابيع، وفي المقابل، أدت البسترة إلى خفض مستويات الفيروس بشكل كبير إلى مستويات غير قابلة للاكتشاف أو بالكاد يمكن اكتشافها.
وعلى الرغم من أنها لا تقضي دائمًا على الفيروس تماما، إلا أن الباحثين أكدوا أن ظروفهم المخبرية تختلف عن عمليات البسترة الصناعية.
وخلص فريق كاواوكا إلى أن الخطر الرئيسي للإصابة بفيروس (H5N1) يأتي من استهلاك الحليب الخام، وقال كاواوكا لصحيفة نيويورك تايمز: "لا تشرب الحليب الخام، هذه هي الرسالة".
يتوافق هذا التحذير مع نصيحة الصحة العامة الأوسع، فوفقًا لدراسة أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عام 2022، ارتبط استهلاك الحليب الخام بـ 228 حالة دخول إلى المستشفى، وثلاث حالات وفاة، وأكثر من 2600 مرض بين عامي 1998 و2018.
وباختصار، تؤكد الدراسة أهمية بسترة الحليب للوقاية من الإصابة بفيروس "H5N1"، والمخاطر الصحية الأخرى المرتبطة باستهلاك الحليب الخام.