أبرزهم رياض محرز.. 4 نجوم بمنتخب الجزائر ولدوا من رحم المعاناة
كتب عدد من نجوم منتخب الجزائر قصة نجاح ملهمة بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي عاشوها على الصعيد الشخصي.
ومن أبرز الأسماء التي نجحت في إثبات وجودها مع منتخب "محاربي الصحراء" في السنوات الأخيرة، الرباعي رياض محرز وإسلام سليماني ورايس مبولحي وجمال بلعمري، الذين أسهموا بشكل كبير في فوزه بلقب كأس أمم أفريقيا 2019.
نقطة الالتقاء بين هذا الرباعي المميز تتمثل في تحديهم للظروف الصعبة التي عاشوها في فترة طفولتهم، مما يفسر الشخصية القوية التي يتمتعون بها.
وترصد "العين الرياضية" عبر التقرير التالي قصص النجاح المبهرة لكل من رياض محرز وإسلام سليماني ورايس مبولحي وجمال بلعمري.
طفولة قاسية لرياض محرز
نشأ رياض محرز في حي سارسيل الفقير بالعاصمة الفرنسية "باريس"، حيث عاش عدة مشاكل بدءاً بانفصال والديه بعمر الـ8 سنوات قبل أن يفقد والده بعدها بـ7 أعوام إثر معاناة طويلة مع مرض القلب.
وعانت عائلة رياض محرز من مصاعب مالية كبيرة، وهو ما جعل الأخير ينقطع عن الدراسة في سن مبكرة بهدف إنجاح مسيرة الكروية.
وبعد الصدامات العديدة التي تلقاها على الصعيد الشخصي، نجح محرز في الانضمام لنادي كيمبار الناشط بدوري الهواة قبل أن يجلب انتباه نادي لوهافر الذي يملك أحد أبرز مدارس الناشئين في فرنسا.
وشهدت مسيرة اللاعب الجزائري نقلة نوعية بعد انتقاله لنادي ليستر سيتي الذي فاز معه بلقب الدوري الإنجليزي عام 2016.
وقام مانشستر سيتي بالتعاقد معه عام 2018، في صفقة قياسية لينضم خلال الميركاتو الصيفي الأخير لنادي الأهلي السعودي.
وقاد رياض محرز منتخب الجزائر للفوز بنهائيات كأس أمم أفريقيا 2019، كما لعب دورا كبيرا في تحقيقه سلسلة في عدم الخسارة استمرت لفترة تناهز الـ3 أعوام.
سليماني يتحدى السخرية
تعرض إسلام سليماني لحملة تنمر من قبل الجماهير الجزائرية عام 2012، عندما قرر المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش دعوته لـ"محاربي الصحراء".
حملات السخرية انخرطت بها وسائل الإعلام الجزائرية، إذ اعتبره عدد كبير من المحليين مهاجما ضعيفا للغاية ولا يملك المؤهلات التي تسمح له بحمل قميص "الخضر".
تلك الانتقادات الهدامة لم تحط من عزائم سليماني الذي أصبح الهداف الأول للدوري الجزائري، مما فتح أمامه أبواب الاحتراف الأوروبي من بوابة سبورتنغ لشبونة ثم ليستر سيتي ونيوكاسل يونايتد وأيضا ليون وبريست وأندرلخت وأخيرا كوريتيبا.
نجاحات سليماني مع منتخب الجزائر كانت مبهرة، حيث يتصدر اليوم ترتيب أعلى اللاعبين تهديفا برصيد 45 هدفا من 98 مباراة شارك فيها.
مبولحي واليتم المبكر
حارس المرمى الجزائري عاش مأساة اليتم في سن مبكرة بعد وفاة والدته التي تكفلت بتربيته إثر طلاقها من والده.
حادثة الوفاة هذه أثرت بشكل كبير على نفسيته، ولو أنها شكلت دافعا قويا لديه من أجل إنجاح مسيرته في عالم "الساحرة المستديرة".
ويحرص رايس مبولحي على نقش اسم والدته على القفازات التي يرتديها مع مختلف الأندية التي حمل قميصها بجانب منتخب الجزائر.
وخاض النجم المخضرم 96 مباراة مع "محاربي الصحراء" في مختلف المسابقات، تلقى فيها مرماه 91 هدفا مقابل حفاظه على نظافة شباكه في 40 مباراة.
بلعمري والانحراف
عاش جمال بلعمري طفولة صعبة للغاية بسبب فقر عائلته وطلاق والديه، مما أجبره على ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة.
هذه الطفولة القاسية جعلته يسقط في فخ الانحراف في حي الحراش بالعاصمة الجزائرية، حيث عرف بانخراطه في معارك الشوارع.
ووجد بلعمري في كرة القدم المتنفس الوحيد من أجل تفريغ طاقته العنيفة، وبرز بشكل خاص مع نادي وفاق سطيف، وهو ما دفع نادي الشباب السعودي للتعاقد معه قبل أن يحترف بعدها في الدوري الفرنسي من بوابة نادي ليون.
وشكل بلعمري أحد أعمدة المنتخب التاريخي للجزائر المتوج عام 2019 بلقب كأس أمم أفريقيا، قبل أن يشهد مستواه تراجعا لافتا في الفترة الأخيرة جعله يخرج من حسابات المدرب الوطني جمال بلماضي.