الاتفاق وقف إراقة الدماء بين الفرقاء اليمنيين وأيضا قطع الطريق أمام المتربصين من أعداء التحالف العربي
منذ بداية الأزمة في عدن ووصولها لمرحلة الاشتباكات تدخلت المملكة العربية السعودية بقوة -وهي من تقود التحالف العربي- بطلب وقف إطلاق النار فورا، وفي الوقت نفسه طلبت من الفرقاء اليمنيين الحضور إلى المملكة العربية السعودية للتفاوض من أجل حلّ يرضي جميع الأطراف، وهذه الجهود ليست غريبة على مملكة الإنسانية والتي دوما تسعى للم الشمل.
قلتها سابقا وأعيدها الآن.. لن يحلم كائن من كان من صنع أو ترقب وجود خلاف سعودي إماراتي، علاقة خلقت لتبقى لتكون نموذجا عن أفضل علاقة عرفها التاريخ المعاصر بين دولتين
وحقيقة.. تم تشكيل لجنة مشتركة سعودية إماراتية على العمل لوقف أي اشتباك بين الفرقاء اليمنيين، وفعلا استجاب الفرقاء بوقف إطلاق النار أولا، ثم الحضور للمفاوضات، والتي أثمرت على عمل اتفاق الرياض.
شكل هذا الاتفاق وقف إراقة الدماء بين الفرقاء اليمنيين، وأيضا قطع الطريق أمام المتربصين من أعداء التحالف العربي، والذين حاولوا بكل قوة فترة بداية الأزمة من إشعال فتيل النزاع بين الفرقاء اليمنيين، ولكن فشلت كافة محاولاتهم، والتي تهدف أولا إلى إفشال عمل التحالف العربي باليمن، وتخريب كافة الإنجازات التي تحققت من تحرير أكثر من 80%.
وأيضا بالمقابل كان هدف تأجيج أعداء التحالف هو صنع خلاف بين أهم وأقوى حلف عرفه التاريخ الحلف السعودي الإماراتي، لكنهم فشلوا كالعادة.
دوما أكرر أن العلاقات السعودية الإماراتية ليست مثل أي علاقة تربط بين بلدين، بل إنها علاقة تاريخية تمتد بشراكة أشبه بالجسد الواحد في المجالات كافة وكل قضايا المنطقة، اختلطت دماؤهم بتحرير اليمن وهم كالجسد الواحد.
بالملف السياسي، لم أسمع يوما أن وقع خلاف سياسي سعودي إماراتي، بل سمعت عن توافق تام بكل المواقف السياسية.
بالملف الاقتصادي، الشراكة السعودية الإماراتية هي الأكبر بين دولتين عربيتين، والتبادل التجاري كبير جدا، وأيضا تم تشكيل مؤخرا سبع لجان منها اقتصادية بين البلدين، سوف تسهم في دعم مشاريع تنموية كبيرة مقبلة.
بالملف العسكري، شاركت الإمارات تحت قيادة السعودية في التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن، بل أكثر من ذلك الشراكة السعودية الإماراتية حاليا تشكل عدة ملفات، من أهمها إفشال مشروع الإخوان الإرهابي في مصر وفي ليبيا، وأيضا شراكة استراتيجية بمكافحة الإرهاب بالمنطقة العربية.
لذلك حاول الإخوان الإرهابيون بصنع خلاف غير موجود أصلا، لدق إسفين بين القيادة السعودية الإماراتية، خاصة في أحداث عدن، ومع ذلك باءت محاولاتهم بالفشل وقطعت الإمارات الطريق أمام المتربصين الذين يسعون لصنع خلاف سعودي إماراتي، عبر إعلانها وقوفها التام مع الموقف السعودي، وهذا إن دل على شيء يدل على حب وعمق ما تكنه الإمارات للمملكة العربية السعودية، وهذا ليس غريبا منهم.
الآن.. وبعد اتفاق الرياض أتمنى تركيز الجهود على العدو الأول المليشيات الحوثية، والتي تعيش وضعا صعبا اقتصاديا، نتيجة شح الدعم من إيران لها نتيجة العقوبات الاقتصادية وهزائم تتكبدها يوميا.
قلتها سابقا وأعيدها الآن.. لن يحلم كائن من كان من صنع أو ترقب وجود خلاف سعودي إماراتي، علاقة خلقت لتبقى لتكون نموذجا عن أفضل علاقة عرفها التاريخ المعاصر بين دولتين.
باختصار السعودي إماراتي والإماراتي سعودي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة