معرض الرياض الدولي للكتاب.. تنوع ثقافي برؤية المستقبل
الدورة الحالية للمعرض تظهر بُحلة جديدة، إذ استقبلت روادها بعباءة رؤية المملكة 2030، والتقدم الاقتصادي الذي تحقق خلال الفترة الماضية.
حراك ثقافي كبير تشهده العاصمة السعودية الرياض في الفترة ما بين 13 - 23 مارس/آذار الجاري، بانطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الجديدة، تحت عنوان "الكتاب بوابة المستقبل"، والتي تحل فيه مملكة البحرين ضيف شرف.
وتثري أروقة المعرض أكثر من 913 مؤسسة ودار نشر من 30 دولة عربية وأجنبية، بإنتاج ثقافي وعلمي مرئي ومطبوع، إلى جانب 200 فعالية مصاحبة، كما كانت التطبيقات الإلكترونية شريكاً مهماً في فعاليات المعرض، حيث تم إطلاق منصتين إلكترونيتين للتدقيق اللغوي والترجمة، بمشاركة أكثر من 200 مدقق ومترجم، لتقديم الاستفسارات ومشاركة الأعمال بين طلاب البحث العلمي والكُتاب ودور النشر.
وتظهر الدورة الحالية للمعرض بحُلة جديدة، إذ استقبلت روادها بعباءة رؤية السعودية 2030، والتقدم الاقتصادي الذي تحقق خلال الفترة الماضية، حيث ظهرت البوابات الرئيسة للمعرض بأسماء المشاريع الكبرى، مثل: "القدية ونيوم والبحر الأحمر"، وصور لما ستكون عليه في المستقبل، لتسير الثقافة كتفاً إلى كتف مع الطموح الثقافي الذي تسعى السعودية لرسم صورته في سنواتها المقبلة.
وقال الدكتور فهد اليامي، الأستاذ بجامعة الإمام سعود: "مواصلة نجاح معرض الرياض الدولي للكتاب منذ انعقاده يؤكد مدى اهتمام الشعب السعودي بالقراءة، وحرص حكومة السعودية على إقامة معارض متتابعة في المناطق المختلفة بالسعودية.
ولفت إلى أن المعرض جاء هذا العام مصحوباً بالكثير من الفعاليات الثقافية والفنية والسينمائية، التي تؤكد الرغبة في التحول إلى الدولة السعودية الجديدة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف اليامي: "تشهد السعودية حالياً حالة نماء أدبي وثقافي مصحوبة بإنتاج معرفي وفير، شارك به كُتاب وأدباء من السعودية وخارجها في المنطقة العربية، للتعرف على مختلف الآراء والتوجهات"، مشيراً إلى أن اختيار "الكتاب بوابة المستقبل" دلالة على رغبة السعودية في مشاركة الشعوب والدول ثقافتها المتنوعة، وتأكيد مكانتها كدولة رائدة في المنطقة.
وأكد اليامي أن المعرض هذا العام يشهد إقبالاً كبيراً من مختلف أفراد الأسرة السعودية، للتعرف على إصدارات الكتب للعديد من الكتاب والمثقفين، متابعاً أن التنظيم الذي جاءت به الدورة الجديدة ساهم في زيادة عدد الزائرين، وتسهيل الوصول لدور النشر المختلفة، وأيضاً كان تنوع المعروضات فرصة سانحة لتلبية رغبات صغار وكبار السن في مختلف الأجنحة.
ومن جانبه، قال أحمد الجهني، الكاتب والروائي: "معرض الرياض أصبح علامة فارقة بين المعارض التي تقام في المنطقة العربية، ويأتي في مكانة متقدمة من حيث وجود دور النشر المختلفة".
وأضاف: "لقد ارتفع سقف حرية النشر، وحضور الكتاب في جميع المجالات، مما يعطي معرض الرياض الدولي للكتاب أهميته في المنطقة العربية وبين فئات المثقفين".
ولفت "الجهني" إلى الدور الكبير الذي قامت به التقنية في جذب جمهور أكبر من المتابعين للمعرض، وذلك بتدشين تطبيقات جديدة للبحث عن أماكن دور النشر وإصدارات الكتب والدوريات والباحثين والطلاب في الجامعات.
كما أعرب عن سعادته بردود الفعل التي نقلها الزائرون من المواطنين والمقيمين وضيوف السعودية من الخارج، على وجود مشاركات لكتاب وأدباء وروائيين أثرت المعرض بمنتجاتهم الثقافية، وساعدت في تلبية تطلعات وشغف القراء من الشباب والشابات في مختلف الأعمار.
وشهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2019 العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، وتوقيع الإصدارات الجديدة للكُتاب والأدباء، بالإضافة إلى إقامة ندوات حول اللغة العربية وصناعة المحتوى، وفن الموسيقى والأغنية السعودية، ونشأة السينما والمسرح، إلى جانب إطلاق مبادرات، من بينها مبادرة "تراثنا تـأصيل وتطوير لربط الحاضر بالماضي".
وتضمن برنامج المعرض ندوات للتعرف على تراث السعودية، وما تم توثيقه في منظمة اليونسكو، وعلاقات السعودية بالحضارات المختلفة، كما كان للأطفال فعاليات جاذبة وأركان قدمت لهم الكثير من الفنون والمنوعات.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز