أبرز خصوم أويحيى على رأس حزبه بالجزائر
حزب رئيس الوزراء الجزائري الأسبق أحمد أويحيى ينتخب "خصمه اللدود" الطيب زيتوني أمينا عاما جديدا للحزب، وميهوبي يقرر العودة للكتابة
انتخب حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" الجزائر، الخميس، الطيب زيتوني أميناً عاماً جديداً خلفاً لوزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي، الذي قاد الحزب لـ"فترة انتقالية" طوال عام كامل.
وجرى انتخاب "زيتوني" بالتزكية في ظل غياب مرشحين آخرين منافسين على المنصب المعروف اختصاراً بـ"الأرندي"، فيما أعلن عز الدين ميهوبي انسحابه من كل مناصب المسؤولية في الحزب والتفرغ للكتابة والأدب.
معارض شرس.. رابع أمين عام للأرندي
ويعد الطيب زيتوني "رابع" أمين عام لثاني أكبر الأحزاب السياسية في البرلمان منذ تأسيسه (الحزب) عام 1997، بعد كل من عبد القادر بن صالح (رئيس الجزائر المؤقت السابق)، وأحمد أويحيى (رئيس الوزراء الأسبق)، وعز الدين ميهوبي (وزير الثقافة الأسبق ومرشح سابق في رئاسيات ديسمبر 2019).
- منع مرشح رئاسي سابق بالجزائر من السفر لـ"شبهات فساد"
- ولاية بوتفليقة الخامسة تجر ثالث رئيس وزراء جزائري إلى القضاء
وانتخب عام 2007 رئيساً لبلدية الجزائر الوسطى بالعاصمة، وعين في 2015 مديراً لقصر المعارض "صافاكس" حتى 2017.
كما يعتبر "زيتوني" من أكثر خصوم الأمين العام الأسبق للحزب أحمد أويحيى المدان بـ15 سنة سجناً في قضايا فساد متعلقة بـ"مصانع تركيب السيارات الأجنبية"، وخاض طوال فترة قيادة أويحيى لـ"الأرندي" معارضة شرسة.
وشن هجوماً لاذعاً على سلفه الأسبق أحمد أويحيى خلال اندلاع المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، واتهمه بـ"محاولة تلميع صورته وإعادة التموقع" على خلفية إعلان أويحيى "دعم مطالب الحراك الشعبي".
وفي 2012، قاد الطيب زيتوني "حركة تصحيحية" مع عدد مناضلي الحزب للإطاحة بأمينه العام الأسبق أحمد أويحيى، سرعان ما تمكن الأخير من وأدها.
صراع من أجل البقاء
وفي 20 يوليو/تموز 2019، قرر قياديو حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" تزكية وزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي أميناً عاماً بالإنابة، عقب توقيف الشرطة أمينه العام الأسبق أحمد أويحيى في يونيو من العام ذاته، وإدانته بتهم فساد متعددة خلال الفترات الخمس لتوليه رئاسة الحكومة الجزائرية في عهد الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، بالإضافة إلى سجن عدد من قياديه بتهم فساد أخرى.
وخاض ميهوبي غمار الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي مع 4 مرشحين آخرين، وجاء ثالثاً بنسبة 7.26 % بحصوله على 617 ألف و753 صوت.
وكشفت مختلف وسائل الإعلام الجزائرية، بداية الشهر الحالي، عن إصدار القضاء قراراً بمنع عز الدين ميهوبي المرشح السابق لانتخابات الرئاسة وعائلته من السفر بعد أن سحبت جوازات سفرهم.
وأوضحت المصادر الإعلامية بأن الأمن والقضاء في الجزائر فتحا تحقيقاً مع ميهوبي حول شبهات فساد تتعلق بفترة توليه وزارة الثقافة من 2015 إلى 2019.
وفي 25 مارس/أذار الماضي، أصدر القضاء الجزائري أحكامه النهائية بإدانة كبار رموز نظام بوتفليقة، بينهم رئيس الوزراء الأسبق والأمين العام الأسبق لـ"الأرندي" أحمد أويحيى بالسجن 15 سنة.
ويتعلق الأمر بـ"قضية فساد واحدة فقط" من بين قضايا عديدة، وتتعلق بـ"مصانع تركيب السيارات"، ووجه القضاء له تهماً تتعلق بـ"منح امتيازات غير قانونية، ومنح قروض خيالية، واستغلال المنصب"، وغيرها من التهم.
ويعد "التجمع الوطني الديمقراطي" من أوائل الأحزاب التي دعمت وساندت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه الحكم في 1999، وشكلت مع "جبهة التحرير الوطني" وأحزاب أخرى ما عرف بـ"أحزاب التحالف الرئاسي".