منع مرشح رئاسي سابق بالجزائر من السفر لـ"شبهات فساد"
القضاء الجزائري يمنع عز الدين ميهوبي، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، من السفر إلى الخارج بعد فتح ملفات فساد وزارة الثقافة
أصدرت السلطات الجزائرية قرارا بمنع عز الدين ميهوبي المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، التي جرت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من السفر.
وذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية أن الأمين العام بالإنابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي بات "ممنوعا من السفر مع أفراد عائلته إلى خارج البلاد بموجب قرار قضائي".
وأوضحت أن الأمن والقضاء في الجزائر فتحا تحقيقا مع ميهوبي حول شبهات فساد تتعلق بفترة توليه وزارة الثقافة من 2015 إلى 2019.
وقالت تقارير إعلامية جزائرية إن الوزير السابق ومرشح الانتخابات الرئاسية الأخيرة عز الدين ميهوبي ممنوع من السفر للخارج بقرار من القضاء، على خلفية تحقيقات قضائية لها علاقة بالفترة التي أشرف فيها ميهوبي على وزارة الثقافة بين عامي 2015 و2019.
وتزامن القرار مع الحكم القضائي الذي صدر ضد المنتجة التلفزيونية والمسؤولة السابقة بوزارة الثقافة الجزائرية سميرة حاج جيلالي، المقربة من المرشح الرئاسي السابق عز الدين ميهوبي.
وأمر قاضي التحقيق بمحكمة "سيدي أمحمد" بالجزائر العاصمة، الأسبوع الماضي، بوضع سميرة حاج جيلالي رهن الحبس المؤقت بمنطقة الحراش في الجزائر العاصمة، بعد أن وجه لها تهما بالفساد تتعلق بـ"سوء استغلال النفوذ والوظيفة، وتبييض الأموال، وتبديد أموال عامة، وتحويل رؤوس أموال إلى الخارج بطرق غير شرعية".
وتوقعت مصادر سياسية جزائرية أن تسفر التحقيقات الأمنية والقضائية مع عز الدين ميهوبي عن "حل حزب التجمع الوطني الديمقراطي"، الذي يقوده ميهوبي بالإنابة بعد سجن أمينه العام الأسبق أحمد أويحيى وعدد من قياداته بتهم فساد متعددة.
ويوصف الحزب المعروف اختصارا بـ"الأرندي" بـ"الحزب الذي ولد بشواربه"، حيث تأسس عام 1997 شهرين فقط بعد الانتخابات التشريعية التي تمكن خلالها من الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان الجزائري، وبات بعدها القوة السياسية الثانية في البلاد مع تولي عبدالعزيز بوتفليقة الحكم في أبريل/نيسان 1999.
وسبق لشخصيات معارضة أن اتهمت "الأرندي" بأنه حزب "المخابرات" الذي تأسس على أنقاض حزب "جبهة التحرير الوطني" في التسعينيات، من قبل عدد من الشخصيات السياسية.
وعشية انتخابات الرئاسة الأخيرة بالجزائر، كشفت تقارير إعلامية جزائرية عن "وجود بوادر لتزوير الانتخابات لصالح المرشح عز الدين ميهوبي من قبل نافذين في المؤسستين الأمنية والسياسية"، خاصة بعد دعمه من قبل غريمه التقليدي "جبهة التحرير".
وألمح محمد شرفي، رئيس السلطة المستقلة للانتخابات بالجزائر، عشية الانتخابات إلى وجود "بوادر تزوير" من قبل جهات لم يسمها.
لكنه رجح أن يكون "فلول نظام بوتفليقة وجناح الدولة العميقة" هي التي تقف وراء السعي لتزوير الانتخابات، لافتا إلى أن حزبي "الأرندي" و"الأفالان" يمتلكان الأغلبية في المجالس المحلية وعدد من الولاة (المحافظين) والتي تسمى في الجزائر بـ"حزب الإدارة".
وجاء المرشح عز الدين ميهوبي في المرتبة الثالثة بانتخابات الرئاسة الجزائرية الأخيرة بنسبة 7.26% بحصوله على 617 ألفا و753 صوتا، وخامسا المرشح عبدالعزيز بلعيد بنسبة 6.66% بـ566 ألفا و808 أصوات.