فتح طرق لبنان ومهلة يومان لتشكيل حكومة انتقالية
بعد دقائق من رسالة طمأنة وجهها للمتظاهرين بشأن حقهم في التظاهر، بدأ الجيش اللبناني والقوى الأمنية بفتح جميع الطرقات الرئيسية.
استجاب المتظاهرون لدعوة الجيش اللبناني بفتح الطرق في البلاد، الأربعاء، لكنهم أمهلوا المسؤولين 48 ساعة لتشكيل حكومة انتقالية وإلا سيعودون إلى قطع الشوارع والساحات.
وبعد دقائق من رسالة طمأنة وجهها للمتظاهرين بشأن حقهم في التظاهر، بدأ الجيش اللبناني والقوى الأمنية بفتح جميع الطرقات الرئيسية.
وبرزت اختلافات في الرأي بين المتظاهرين بين مؤيد لفتح الطرق ومعارض له انطلاقا من أن ما تحقق في استقالة الحكومة برئاسة سعد الحريري ليس إلا المطلب الأول ولا بد من الاستمرار لتحقيق كل المطالب.
وكان لافتا حرص المتظاهرين على تجنب أي تصادم مع الجيش والقوى الأمنية والتأكيد على سلمية تحركاتهم.
وانطلاقا من هذا المبدأ، وبعد مشاورات عدة توصل معظم المتظاهرين على منح المسؤولين 48 ساعة لتشكيل حكومة انتقالية، ليبني على الشيء مقتضاه، إما البقاء فقط في الساحات وإما العودة إلى قطع الطرقات.
وأصدرت مجموعة من المتظاهرين بيانا أعلنوا فيه التوجه لفتح الطرقات بعد تحقيق أول مطلب باستقالة الحكومة.
وجاء في البيان: "تحت ضغط الشارع ومن دون تقديم أي تنازلات من قبل الشعب، وعلى الرغم من العديد من محاولات السلطة تخدير الناس من خلال وعود بإصلاحات مستحيلة في ظل انعدام الثقة بها، ها هو الشعب يُسقِط حكومة السلطة، وهي خطوة أولى على طريق تطهير مؤسساتنا الرسمية من الفساد واستعادة أموالنا المنهوبة والقيام بالإصلاحات المطلوبة".
وأضاف: "اعترافا بهذا الإنجاز المرحلي، تتجه مجموعات المعتصمين في بيروت ومن موقع أصحاب القرار على الأرض، إلى فتح عددٍ من الطرقات المقطوعة اليوم الأربعاء، وإلى خطوات أُخرى ستُتَّخذ تباعا، ويحتفظ الشعب بحقّه باستعادة السيطرة على شوارع عاصمته استكمالاً لمطالبته بحقوقه".
وذكر البيان: "تبقى ساحتا رياض الصلح والشهداء بيد المعتصمين، مع دعوة الناس إلى اعتصامات يوميّة، وخصوصاً في يومي السبت والأحد. كما ستصدر دعوات لمظاهرات في نقاط معينة، ذات رمزية في نظام الفساد، خلال الأيام المقبلة".
وبدأ تنفيذ فتح الطرق من منطقتي جل الديب وذوق مصبح، الواقعتين على الأوتوستراد الساحلي الذي يربط العاصمة بالشمال، حيث تم فتح الطريق عند المسلكين الشرقي والغربي، ومن ثم عند تقاطع إيليا في صيدا، جنوب لبنان.
كما تم فتح الطرق عند مدخل وسط بيروت، في نقطة "جسر الرينغ" حيث تفاوض عدد من الضباط مع المتظاهرين وتم التوافق على إزالة الخيام والعودة إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء.
وفي الشمال، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش عمدا، بالتفاهم مع المعتصمين، إلى فتح معظم الطرق في الكورة وطرابلس باستثناء الطريق الرئيسية في البداوي والطرق المؤدية إلى ساحة النور.
وتكرر المشهد نفسه على أوتوستراد جبيل والبترون؛ حيث واكب عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عملية إزالة الخيم عن مسلكي الطريق.
وصباح اليوم، وجّه الجيش اللبناني، رسالة طمأنة للمتظاهرين أكد فيها حق التعبير السلمي، داعيا إلى فتح الطرق المغلقة لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وقال الجيش اللبناني، في بيان، إنه "بعد مرور 13 يوما على بدء حركة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية والمطلبية، تفاقمت الإشكالات بين المواطنين بشكل خطير نتيجة قطع طرق حيوية في مختلف المناطق اللبنانية".
وأضاف: "بعد التطوّرات السياسية الأخيرة، تطلب قيادة الجيش من جميع المتظاهرين المبادرة إلى فتح ما تبقَّى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذا للقانون والنظام العام".
وشدد على "حقّ التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي المُصان بموجب أحكام الدستور وبحمى القانون، وذلك في الساحات العامة فقط".
وعلى وقع احتجاجات مستمرة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قدم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته التي أكد خلالها أن الأمور "وصلت إلى طريق مسدود ولا بد من إحداث صدمة إيجابية".
وأضاف الحريري: "عملا بالأصول الدستورية ونظرا للتحديات الداخلية التي تواجه البلاد ولقناعتي بضرورة إحداث صدمة إيجابية وتأليف حكومة جديدة تكون قادرة على مواجهة التحديات والدفاع عن المصالح العليا للبنانيين، أتقدم باستقالة حكومتي".
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز