السفاح مانسون.. "مصدر إلهام" في هوليوود طوال 50 عاما
"حدث ذات مرة في هوليوود" أحدث الأفلام التي تتطرق إلى مقتل النجمة السينمائية شارون تيت على يد تشارلز مانسون
50 عاماً مرت على جريمة قتل نجمة هوليوود الجذابة شارلون تيت من قبل السفاح تشارلز مانسون، والتي هزت أمريكا والعالم.
وعلى الرغم من هذه السنوات ما تزال الجريمة تثير الاشمئزاز والاستنكار لدى الرأي العام والوسط الفني.
ويُعد فيلم المخرج الأمريكي كوينتن تارانتينو "حدث ذات مرة في هوليوود Once Upon A Time in Hollywood"، أحدث الأعمال السينمائية التي تتطرق إلى الحادثة الشهيرة، التي قتل فيها مانسون وجماعته الدينية المتطرفة شارون تيت، وغيرت مجرى السينما لكونها شكلت مصدر إلهام لكثير من الأفلام.
كثرة الأعمال الفنية المأخوذة عن جرائم حقيقية أثارت اهتمام أساتذة علم الجريمة، إذ قال البروفيسور جيمس آلان فوكس من جامعة نورث إيسترن "إن هناك كثيراً من القتلة المتسلسلين يتم الاحتفاء بهم في وثائقيات هوليوود".
موقع "يو إس إيه توداي" ناقش أثر جريمة مانسون على هوليوود حتى الآن، وكيف غيَّر القتلة المتسلسلين تاريخ السينما، عبر التقرير التالي:
على الرغم من شهرة كثير من القتلة المتسلسلين بسبب تجسيدهم سينمائياً، مثل تيد باندي الذي قدمت "نتفليكس" فيلماً عن حياته مؤخرًا بعنوان "Extremely Wicked, Shockingly Evil and Vile"، وأندرو كونانان الذي كان مصدر إلهام للمسلسل الفائز بجرامي "The Assassination of Gianni Versace: An American Crime Story"، إلا أن كل هؤلاء لا يمكنهم منافسة تشارلز مانسون، لكون الأخير يمتلك هالة ساحرة جعلت من فعلته جريمة العصر.
تأثير الجريمة
هناك 3 أعمال فنية مختلفة هذا العام تناقش جريمة مانسون، لكنّها لا تركز على القاتل بذاته، وتسلّط الضوء على تأثير جريمته المروّعة، وعقلية أتباعه الذين ساعدوه في تنفيذ أفعاله الشنيعة.أول هذه الأعمال الفنية فيلم "المختل الأمريكي American Psycho"، للمخرجة ماري هارون، وتدور أحداثه عام 1972 حول طالبة تدعى مريت ويفر، تأخذ على عاتقها مهمة مساعدة 3 سجينات من أتباع تشارلز مانسون.
ثانياً فيلم الرعب "شبح شارون تيت The Haunting of Sharon Tate"، والذي تؤدي بطولته هيلاري داف، وتتمحور أحداثه حول حياة الممثلة شارون تيت، والرؤى التي كانت تراودها حول تعرضها هي و4 آخرون للقتل، مع تضمّنه حبكة مختلفة بشأن القصة الشهيرة.
ثالثاً فيلم تارانتينو الذي شارك في مهرجان "كان" السينمائي هذا العام، وتتقلّد بطولته مارجوت روبي في دور شارون تيت، ودامون هاريمان بدور تشارلز مانسون.
وتدور أحداثه حول ممثل مغمور ومساعده مؤدي الحركات الخطرة، يصارعان من أجل العودة إلى أضواء هوليوود، على خلفية جريمة مانسون المروّعة.
فيلم المخرج تارانتينو شديد الخصوصية بالنسبة إليه، إذ كان يبلغ 6 أعوام إبان حدوث الجريمة سنة 1969.
وقال بالمناسبة: "الفيلم بالنسبة إليّ ذكرى من الطفولة، تماماً مثل فيلم "روما Roma" للمخرج ألفونسو كوران".
وحسب تارانتينو، فإن "حدث ذات مرة في هوليوود" فيلم يناقش مستويات تغيير صناعة السينما، في الوقت مانسون و"عائلته".
لماذا صمدت جريمة مانسون أمام عامل النسيان؟
هناك محوران رئيسيان للإجابة عن هذا السؤال، أولهما الممثلة الأمريكية شارون تيت ضحية تشارلز مانسون، التي كانت حاملاً في شهرها الثامن عند ارتكاب الجريمة، وثانياً طبيعة "عائلة مانسون" (أتباعه) وهي بعيدة عن الإجرام، وأفرادها طبيعيون ومن الطبقة المتوسطة، ولكنهم تحوّلوا إلى قتلة بين ليلة وضحاها.
يشترك صناع أفلام الجريمة برغبتهم في إظهار المعدن الحقيقي لتشارلز مانسون وأتباعه، إذ يستغلون أعمالهم لتعريف العالم وخصوصاً الفتيات بحقيقة هذا المجرم وأفعاله العنيفة، لكون أغلبهن ما يزلنَ يعيشن في عالم خيالي غير واقعي، وينبهِرن فيه بسحر وجاذبية أشباه مانسون إلى حد الهوس.