بعد إلغاء حق الإجهاض.. الغضب يجتاح أمريكا
حالة من الغضب يعيشها عدد كبير من الولايات الأمريكية بعد إلغاء المحكمة العليا لحكم "رو ضد ويد" ليصبح من حق كل ولاية حظر عملية الإجهاض.
وبهذا الحكم يرى عدد كبير من الأشخاص في أمريكا أن ملايين النساء في الولايات المتحدة يفقدن الحق القانوني في الإجهاض، بعد أن ألغت المحكمة العليا حكما صدر منذ 50 عاما (قانون رو ضد ويد) جعله قانونيا في جميع أنحاء البلاد.
وما بين رد فعل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب على القرار قائلا: "الله اتخذ القرار"، وتعليق الرئيس الحالي للبلاد، جو بايدن: "إنه يوم حزين للمحكمة والبلد"، انقسم المجتمع الأمريكي، والنخبة السياسية في الولايات المتحدة حول قرار المحكمة العليا بإلغاء حق الإجهاض.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فمن المتوقع أن يؤثر قرار المحكمة العليا على حق نحو 36 مليون امرأة في سن الإنجاب في الإجهاض، وفقا لبحث من "منظمة الأمومة المخططة"، وهي منظمة رعاية صحية ترعى عمليات الإجهاض.
وأثار القرار ردود الفعل الحزينة والغاضبة للكثير من الشخصيات الليبرالية، من أبرزهم ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق للولايات المتحدة باراك أوباما.
وعن رد فعلها من قرار المحكمة العليا كتبت "أوباما" على تويتر: "أشعر بالحزن على الأشخاص في جميع أنحاء هذا البلد الذين فقدوا للتو الحق الأساسي في اتخاذ قرارات واعية بشأن أجسادهم".
وأضافت: "أشعر بالحزن لأننا قد نكون الآن مقدرا أن نتعلم الدروس المؤلمة في وقت ما قبل أن يصبح رو قانونا للأرض - وهو الوقت الذي خاطرت فيه النساء بفقدان حياتهن بسبب عمليات إجهاض غير قانونية".
بينما قالت مجموعة منظمة الأبوة المخططة The group Planned Parenthood، وهي منظمة غير ربحية كانت المزود الرئيسي لعمليات الإجهاض للعديد من النساء، أيضا في تغريدة على تويتر: "نحن نعلم أنك قد تشعرين بالكثير من الأشياء في الوقت الحالي - الأذى والغضب والارتباك. كل ما تشعرين به طبيعي، نحن هنا معكِ - ولن نتوقف عن القتال من أجلك".
وعلقت المدعية العامة لنيويورك، ليتيتيا جيمس: "إن قرار المحكمة العليا الشرير بإلغاء قضية رو ضد وايد هو أحد أحلك اللحظات في تاريخ هذه الأمة".
وأضافت: "لا تخطئوا: بينما تجرد الولايات الأخرى الحق الأساسي في الاختيار، ستظل نيويورك دائما ملجأ آمنا لأي شخص يسعى إلى الإجهاض".
ووصفت الوزيرة الأولى في اسكتلندا، نيكولا ستورجون، القرار قائلة: "أحد أحلك الأيام بالنسبة لحقوق المرأة في حياتي".
وقالت نائبة الكونجرس الأمريكي أيانا بريسلي: "اليوم هو يوم مظلم في تاريخ أمتنا، وهذا القرار هو تأكيد مدمر لما دأب منظمو العدالة الإنجابية للسود والبني على دق ناقوس الخطر بشأنه لسنوات: لن تتوقف هذه المحكمة عند أي شيء لتجريدنا من حريتنا الإنجابية وإنساننا الأساسي الحق في الاستقلال الجسدي".
وكرد فعل عن إلغاء حكم "رو ضد ويد"، أكدت شركة Apple الجمعة أنه يمكن لموظفيها استخدام مزايا شركتهم للسفر خارج الولاية لتلقي الرعاية الطبية.
وقال متحدث باسم Apple لشبكة CNBC: "كما قلنا من قبل، نحن ندعم حقوق موظفينا في اتخاذ قراراتهم الخاصة فيما يتعلق بصحتهم الإنجابية. لأكثر من عقد من الزمان، سمحت المزايا الشاملة لشركة Apple لموظفينا بالسفر خارج الولاية للحصول على الرعاية الطبية إذا لم تكن متوفرة في ولايتهم الأصلية".
وبهذا تنضم Apple إلى شركات أخرى بما في شركة Alphabet الأمريكية ,JPMorgan Chase وMeta التي التزمت بالدفع للموظفين للسفر لتلقي الرعاية الإنجابية إذا كانوا في الولايات التي تم حظرها فيها.
يذكر أن المحكمة العليا الأمريكية، قررت الجمعة إلغاء قانون الحق في الإجهاض الذي تم سنه منذ نحو نصف قرن مضى (حكم رو ضد ويد Roe V. Wade) إذ قضت بأنه لم يعد هناك وجود لحق دستوري للمرأة بعمليات الإجهاض.
ويعود القرار المعروف باسم "رو ضد ويد" إلى قضية عام 1971 قدمتها نورما ماكورفي والتي يُطلق عليها في وثائق المحكمة "جاين رو"، ضد هنري وايد، وأصدر حينها المدعي العام في دالاس قرارا يمنع الإجهاض إلا في حالة إنقاذ حياة المرأة.
وفي عام 1973 أصدرت المحكمة العليا قرارا يؤكد شرعية حق المرأة بالإجهاض تحت المادة الـ14 من الدستور وأثر القانون على 46 ولاية.
وفور إصدار حكم المحكمة العليا، مررت 13 ولاية بالفعل قوانين تقضي بحظر الإجهاض تلقائيا، ومن المحتمل أن يقضي عدد آخر من الولايات بفرض قيود على الإجهاض.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز