لم تعد هناك حاجة للرقابة على المطبوعات أو مصادرة الكتب أو حذف صور أو مشاهد أو كلمات مسموعة أو مرئية.
هل نحن بحاجة إلى وزارة إعلام ووزير إعلام فى عالمنا العربي؟
الإجابة عن هذا السؤال الذى طُرح فى ندوة عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فى الرياض، كانت صريحة وواضحة: «لا، لسنا بحاجة إلى منصب وزير الإعلام في حياتنا».
قائل هذا الرد ليس شخصاً عادياً، إنه الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية والسفير الأسبق لبلاده لدى بريطانيا والولايات المتحدة.
لم تعد هناك حاجة للرقابة على المطبوعات أو مصادرة الكتب أو حذف صور أو مشاهد أو كلمات مسموعة أو مرئية، ففي ثوانٍ معدودات يستطيع أي إنسان أن يخرج إلى الشبكة العنكبوتية ويخاطب العالم عنك وعن غيرك وأنت بلا حول ولا قوة.
يدرك الأمير تركي مثلما يدرك العقلاء أن العالم اليوم أصبح غير قابل للسيطرة على عقله ومعلوماته وأفكاره.
وفي رأيي أن أقصى ما يمكن أن يقوم به زميلنا الإعلامي القدير والخبير تركي الشبانة، في منصب وزير الإعلام السعودي، أن يكون قد هيأ وبنى وأسس مؤسسات إعلامية راسخة ومستقلة، تستطيع أن تدير نفسها سياسياً وإدارياً ومالياً، بعيداً عن تدخل وهيمنة الدولة.
باختصار، أعظم شيء يمكن أن يفعله الوزير الحالي هو تأهيل المؤسسات، كي تكون مستقلة، أي ليست بحاجة له أو لتدخل الدولة، وبالتالي يكون هو آخر من يشغل هذا المنصب.
مبدأ السيطرة أو الكنترول «ليس ممكناً» فعلياً وعملياً حتى لو وافقنا عليه -تجاوزاً- من الناحية الفكرية والمبدئية.
التكنولوجيا الحديثة، ندرة الاتصالات، امتزاج تفاعل وسائل التواصل مع الأجيال الحديثة من التكنولوجيا الرقمية المتقدمة، تجعل من كل هاتف منصة اتصالات عالمية، وتجعل من كل صاحب موبايل أو خط إنترنت مدير محطة تليفزيون، أو مالك جريدة غير قابل للسيطرة عليه أو التوجيه.
في وسائل الاتصال الآن، أصبح ممكناً لشخص مجهول تماماً بالنسبة لك، بلا اسم ولا عنوان، أن يهاجمك بشكل محدّد، بينما أنت لا تملك الرفاهية ذاتها.
لم تعد هناك حاجة للرقابة على المطبوعات أو مصادرة الكتب أو حذف صور أو مشاهد أو كلمات مسموعة أو مرئية، ففي ثوانٍ معدودات يستطيع أي إنسان أن يخرج إلى الشبكة العنكبوتية ويخاطب العالم عنك وعن غيرك وأنت بلا حول ولا قوة.
أخطر شيء هو عدم الشفافية، والتجاهل أو البطء الشديد في التفاعل والرد.
الفراغ هو العدو الأكبر فى مثل هذه الحالات إن لم تملأه أنت، قام غيرك بهذه المهمة، حسب هواه ومصالحه.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة