الإعلام البديل.. وسيلة الشباب الصومالي للتصدي لإرهاب قطر وتركيا
مظاهرة إلكترونية قوية يقودها صحفيون وشباب الصومال لكشف مخططات قطرية وتركية للسيطرة على الصومال وتحويله إلى بؤرة إرهاب وفساد
انتفاضة قوية يقودها الصحفيون الصوماليون وعدد كبير من المجموعات الشبابية في وسائل التواصل الاجتماعي، لكشف المخططات القطرية والتركية الرامية للسيطرة على الصومال وتحويله إلى بؤرة للإرهاب والفساد في أفريقيا.
وأكد مراقبون صوماليون أن هذه المخططات -التي زادت وتيرتها مع وصول الرئيس الحالي محمد عبدالله فرماجو إلى رئاسة البلاد، مدعوماً بالأموال القطرية في فبراير/شباط من عام 2017- تصعد احتمالات تجدد موجة العنف والنزاعات فيما بين العشائر وبين الأقاليم".
وقاد تواصل دعم الدوحة لصعود المجموعات الإخوانية الإرهابية للحكم على حساب مصالح الشعب الصومالي، الشباب الصومالي -الذين تم إبعادهم وتهميشهم- إلى تدشين حملة إعلامية لكشف هذه المخططات التي ستقود لتمزيق الصومال، ونسف الجهود الدولية لاستعادة الدولة التي مزقتها الصراعات والحروب الأهلية.
قمع فرماجو للإعلام والصحافة
ومع استمرار قمع حكومة فرماجو لوسائل الإعلام ولجم حرية الصحافة نشطت حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف حقيقة المخططات التركية والقطرية، وفضح ادعاءات البلدين بالرغبة في مساعدة الصومال للتخلص من آثار الحرب الأهلية وإعادة الاستقرار إلى البلاد.
ووجه الصحفي الصومالي عابي فارح، نائب رئيس نقابة الصحفيين الصوماليين والأمين المساعد لاتحاد الصحفيين العرب، اتهامات إلى كل من قطر وتركيا بتغذية الإرهاب في القارة الأفريقية واستهداف بلاده.
وقال فارح، في تصريحات صحفية، إن "أسباب تصاعد التفجيرات الإرهابية في مقديشو وفشل جميع الخطط الأمنية يعود لتأثير قطر وتركيا القوي على الحكومة الصومالية"، مضيفاً أن "عدد العناصر الإرهابية الموجودة في الأراضي الصومالية ما بين 2000 إلى 3000 عنصر إرهابي يتلقون الدعم من قطر".
مظاهرة إلكترونية تفضح دعم قطر وتركيا الإرهاب
ورصدت "العين الإخبارية" انطلاق المظاهرات الإلكترونية من الحملات الشبابية في وسائل التواصل الاجتماعي لفضح خطورة دعم قطر العسكري للصومال ورصدها قيام حكومة فرماجو بتسليم المنشآت الحيوية إلى تركيا، التي تطمح بالاستئثار بالثروات الصومالية والسيطرة على موانئ البلاد.
وكتب مغردون صوماليون في تويتر "إن فرماجو ساعد منذ وصوله للحكم على تمكين المجموعات الإرهابية وسيطرة تركيا وقطر على البلاد، وقطع العلاقات مع الدول الأفريقية المجاورة، وكذلك السعودية والإمارات الحليفتان الاستراتيجيتان للبلاد.
فيما قال مغردون على تويتر إن "الصوماليين لا يرغبون في السلاح القطري، بل يرغبون في دعم العلاج والتعليم والمستشفيات وعودة السلام وانتهاء الصراعات القبلية التي أقعدت بالبلاد".
وحذر مغردون آخرون على "تويتر" من خطورة مخططات قطر التي تقوم بتسليح جماعات قبلية دون جماعات، وتستغل وجود قيادات تدين بالولاء لها وضعف الجيش الصومالي لإيصال الأسلحة لبعض الحركات الإرهابية وبعض العشائر لإشعال الصراعات القبلية.
فيما ذكر مغردون أن فرماجو مجرد أداة لتنظيم الحمدين لتدمير الصومال، وتسليم ثروات الشعب الصومالي إلى تركيا والجماعات الإرهابية المتشددة، التي تتلقى دعمها من أمراء قطر لضمان سيطرة الدوحة على البلاد.
دعم الإرهاب تحت ستار المساعدات العسكرية
أكد مغردون صوماليون مشاركون في الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الدعم العسكري القطري للجيش والشرطة الصومالية مجرد تضليل وخداع لدعم جماعات الإرهاب والمجموعات القبلية الموالية للدوحة، وتقوية نفوذ عملائها مثل فهد ياسين، الذي صار ذراع قطر داخل مؤسسة الرئاسة الصومالية، وأحد أذرع قطر في جهاز الأمن والاستخبارات الصومالي".
وقال السياسي الصومالي المعارض عبدالرحمن عبدالشكور، لـ"العين الإخبارية"، إن "الصوماليين باتوا مدركين خطورة التدخل القطري في شؤون البلاد، وقيامها بدعم الإرهاب والعبث بالوضع الداخلي لتحقيق أجندة الدوحة الشخصية، التي تتمثل في الضغط على أمن منطقة البحر الأحمر، وخلق قلاقل أمنية في منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية القريبة من الخليج العربي، للضغط على أمن السعودية، وتقديم إسناد للإرهابيين في اليمن.
وأضاف أن "تدخل الدوحة السافر في شؤون البلاد وازدياد العمليات الإرهابية التي تقوم بها حركة الشباب المرتبطة بقطر وتركيا في جميع أرجاء البلاد خلق وعياً مشتركاً لدى الشباب بضرورة التصدي للهيمنة القطرية على مقاليد البلاد".
وقال إن أغلب الشعب الصومالي غير موالٍ لقطر وتركيا ما عدا بعض الجماعات الإخوانية التي تتلقى الأموال من قطر، مضيفاً أن الحملات الإعلامية الأخيرة التي أطلقها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي لفضح ممارسات تركيا وقطر في الصومال، وكشفت تصاعد كراهية الصوماليين لقطر.
وأضاف أن "شراء قطر بعض النواب وتقديم الرشاوى بغرض إسكات المعارضين لفرماجو أسهم في انطلاق أصوات الكثير من الشباب لكشف دور قطر وتركيا في دعم الإرهاب، وإيصالهما البلاد إلى مستوى الانهيار في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وسائل التواصل الاجتماعي.. الإعلام البديل
من جانبه، أكد الأكاديمي الصومالي سعيد فارح لـ"العين الإخبارية" أن الشباب الصومالي الرافض لوجود قطر وتركيا استطاع توصيل صوته عبر منصات التواصل الاجتماعي كإعلام بديل.
وقال فارح إن الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى لا تستطيع لعب دورها كاملا، لأنها تواجه حالياً قمعاً غير مسبوق من قبل حكومة فرماجو، كما تواجه تهديداً واستهدافاً إرهابياً من حركة الشباب، التي تستهدف الصحفيين والإعلاميين، وتقوم بتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية للشخصيات المعارضة لها.
وقال إن "حملات المعارضة لقطر وتركيا آخذة في الاتساع بعد إدراك معظم الصوماليين حقيقة ارتهان البلاد الكامل لقطر، ورضوخ فرماجو للإملاءات القطرية والتركية وإضراره بمصالح البلاد العليا".
محاولات قطرية لأخونة شباب الصومال
أكد الناشط الشبابي الصومالي محمد سليمان عجة، لـ"العين الإخبارية"، أن "محاولات أخونة قطر للشباب الصومالي وتجنيدهم كمرتزقة في جيشها باتت مكشوفة للجميع".
وأضاف أن "الشباب أداروا ظهورهم لقطر بعد انكشاف دعمها للجماعات الإرهابية التي تقتل الصوماليين مثل حركة الشباب، وتحريض فرماجو على زرع الفتن بين القبائل والعشائر الصومالية، والعبث بالبرلمان ومجلس الشيوخ، لإضعاف المجتمع الصومالي حتى تتمكن من التحكم بالبلاد".
aXA6IDMuMTQ0LjEyMi4yMCA= جزيرة ام اند امز