عميل قطر بالصومال فهد ياسين.. أدوار مسمومة لنشر الإرهاب والفساد
كاتب صومالي لا يستبعد قيام فهد ياسين إلى خلق امبراطورية أمنية لنفسه في الصومال، وإنشاء شركات أمنية معتمدا على الأموال القطرية
تشكل السيطرة المطلقة لعميل قطر الإرهابي فهد ياسين على مقاليد أهم الأجهزة الأمنية في الصومال تهديدا حقيقيا لوحدة وأمن هذا البلد الواقع في شرق قارة أفريقيا.
- خبراء لـ"العين الإخبارية": فرص فرماجو في انتخابات الصومال "صفرية"
- "مؤتمر لندن للنفط".. وسيلة فرماجو لنهب ثروات الصومال
وأكد مراقبون ومحللون صوماليون لـ "العين الإخبارية" أن الأوضاع الأمنية والسياسية في الصومال في طريقها للانفجار بشكل عنيف عما حدث في السابق، مع استمرار ياسين في تصفية حساباته السياسية، مع المناوئين لسيطرته على مقاليد الأجهزة الأمنية في البلاد، وإشعال الصراعات داخل المؤسسات وإقصاء الخصوم السياسيين، وشراء ذمم النواب في البرلمان وبعض شيوخ العشائر بالأموال القطرية وتدجين قيادات الشرطة والجيش.
وإلى جانب ذلك يعبث فهد ياسين مصير البلاد مع تزايد الأموال القطرية التي تضخ في حساباته من كينيا حيث يدير -حسب مصادر مطلعة - شركات متعددة لغسيل الأموال وبيع السلاح، بجانب تمويل أنشطة إرهابية مريبة في مناطق متعددة في داخل الصومال.
وقدرت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" أن المرتبات التي يتلقاها كل نائب تتجاوز 10 آلاف دولار مقابل تمرير مخططات كل من فارماجو ورئيس الوزراء الإخواني حسن خيري في البرلمان، ومن أهمها التستر على سجلات الفساد بحق بعض الوزراء والمسؤولين.
إمبراطورية أمنية بالفساد
وأكدالكاتب الزمزمي البشير عبد المحمود، المختص بشؤون القرن الإفريقي، أنه لا يستبعد أن يسعى فهد ياسين إلى خلق امبراطورية أمنية لنفسه في الصومال، ويقوم بإنشاء شركات أمنية معتمدا على الأموال القطرية، ومستغلا فقر شباب الصومال وحاجتهم للمال والعمل لضرب المؤسسات الأمنية لصالح أجندته الخاصة.
تحركات ياسين الأخيرة في الصومال كشفت عنها تقارير لمؤسسات أمنية صومالية مستقلة، ذكرت أنه يقود بمعاونة كل من وزير الداخلية الإخواني الأسبق عبدي حسن وضابط بالمخابرات الصومالية يدعى جمال محمد حسن، وبإشراف من رئيس الوزراء حسن علي خيري، مخططات تقوض أساس الدولة الصومالية والحكم الفيدرالي، وتدعم وجود الإرهابين في مؤسسات الصومال الأمنية والعسكرية.
فيما تحدث تقرير نشرته صحيفة "صوما تايمز" الشهر الماضي أن جهاز الأمن والاستخبارات تحت قيادة ياسين تحول إلى مرتع للإرهابين من قيادات حركة الشباب التي تعمل بشكل وثيق مع ياسين في تنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين الصوماليين في مدن البلاد, وتقوم باستهداف البعثات الدولية.
وأكد أن كل تلك المخططات وجدت دعما إعلاميا واستخباراتيا من قطر التي احتفت بطرد المبعوث الأممي.
والأسبوع الماضي، كشفت "صحيفة صوم تريبون" الواسعة الانتشار عن مخطط يقوده كل من فهد ياسين بمعاونة مجموعات سياسية نافذه داخل الاتحاد الإفريقي لتقسيم الصومال، وخلق صراع في المناطق الشمالية لإنشاء دولة جديدة في منطقتي سول وساناغ بشمال البلاد، وإشعال الصراع القبلي فيها، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه "سيشعل صراعا دمويا لا حدود له".
وقالت الصحيفة: "إن قطر مولت جميع العملية بما يشمل تدريب العناصر الأمنية في تركيا، ودفع مرتبات لتلك المجموعات، لاتخاذ مواقف سياسية تدعم إشعال الصراع الدائر في المنطقة الحدودية المتوترة بين مقديشو، وأرض الصومال مع اتخاذ فارماجو إجراءات لوقف الحوار مع أرض الصومال.
كما كشفت الصحيفة عن مخطط ياسين وفارماجو لإقصاء جميع روؤساء الأقاليم المناوئين عبر عقد صفقات مشبوهة مع بعض المسؤولين في بعثة الاتحاد الأفريقي "أميسوم" للتغطية على الفوضى التي يتم إشعالها كجزء من مخطط للسيطرة على جميع الأقاليم وإفشال الحكم الفيدرالي لصالح أجندة تنظيم الحمدين القطري.
تحقيق أممي
على صعيد متصل كشفت مصادر أمنية خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الأمم المتحدة بدأت التحقيق في سجلات فهد ياسين الإرهابية وارتباطته السابق بحركة ما يمسى" الجهاد" التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي وقيامه بتجنيد أكثر 2000 شاب صومالي واستهدافه للبعثة الأممية.
وأكدت المصادر أن عددا من الدول الإفريقية أبرزها كينيا التي ترفض التعاون مع جهاز الأمن والمخابرات الحالي لوجود ياسين على سدة قيادته.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الصومالي محمد نور سيدو، إن التخريب الذي طال المؤسسات الصومالية الحالية بسبب تواجد ياسين على سدة جهاز الأمن والمخابرات سيشعل دورة الصراعات الأهلية القبلية في الصومال.
وأضاف نور سيدو لـ" العين الإخبارية" أن تحركات ياسين ستؤدي إلى تهديد الأمن الإقليمي ما لم تحدث تدخلات دولية وإقليمية تقود إلى عزله ومحاكمتة دوليا قبل أن تنحدر الأوضاع في الصومال إلى الأسوء.
وفي أغسطس/ آب الماضي، عيّن الرئيس محمد عبد الله فرماجو، فهد ياسين مدير القصر الرئاسي ونائبا لرئيس جهاز المخابرات، خلفا للواء عبد الله عبد الله، وذلك في مرسوم رئاسي شمل عدة تغييرات في الجيش والمخابرات والشرطة.
ياسين الذي يشغل أعلى المناصب في الصومال، بدأ حياته عضوا نشطا في جماعة «الاعتصام» السلفية الجهادية، ثم التحق بتنظيم الإخوان الإرهابي.
كما أقام علاقات قوية مع يوسف القرضاوي، ليكون بعد ذلك وسيط التمويلات بين نظام الدوحة والجماعات الإرهابية في الصومال، قبل أن يصبح رئيسا لديوان الرئاسة في مقديشو في مايو 2017.
وفي 2013 أصبح رئيسا لمكتب مركز "الجزيرة" للدراسات في شرق أفريقيا، إلى جانب إدارته للقصر الرئاسي، ما جعل المراقبين يصفونه بأنه الشخص الأكثر تأثيرا في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، ومنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.