خبراء لـ"العين الإخبارية": فرص فرماجو في انتخابات الصومال "صفرية"
أكدوا أن قطر تلتف على خيارات وإرادة الشعب
محللون سياسيون صوماليون يؤكدون لـ"العين الإخبارية" انخفاض شعبية الرئيس الصومالي بسبب فساده وتعاونه مع الإرهابيين المدعومين من قطر.
أكد محللون سياسيون ومراقبون صوماليون انهيار شعبية الرئيس الصومالي الحالي محمد عبدالله فرماجو، وازدياد حالة السخط والغضب الشعبي لدى غالبية الصوماليين من حكم فرماجو بسبب تزايد حدة الأزمات والصراعات الداخلية التي تعيشها البلاد منذ توليه الرئاسة في فبراير عام 2017.
واعتبر عدد من المراقبين الصوماليين في حديث لـ"العين الإخبارية" أن تورط حكومة فرماجو في الفساد ونهب المؤسسات واتخاذ سياسات إقصائية تجاه بقية المعارضين وإشعال الصراعات مع الولايات الإقليمية والتصرف في ثروات البلاد وبيعها لشركات مجهولة أضعفت من أي خطوات لترشيح فرماجو نفسه في الانتخابات الرئاسية للبلاد التي من المقرر أن تجرى نهاية عام 2020.
وكشفت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" عن فشل فرماجو في الحصول على تأييد شعبي كاف وسند سياسي لتكوين حزب سياسي يؤهله لخوض المنافسة في الانتخابات القادمة.
وأكد عدد منهم أنه طبقا للقراءات السياسية للمشهد الصومالي فأن حظوظ فرماجو في تولي منصب الرئاسة لفترة ثانية باتت معدومة مع صعود نجم عدد من المرشحين من المعارضة، أبرزهم زعيم حزب ودجر المعارض عبدالرحمن عبدالشكور، والرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد، مع توقعات بإعلان الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود ترشحه أيضا للرئاسة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد نور سيدو لـ"العين الإخبارية" إن حظوظ فرماجو المدعوم من قطر تعد "صفرية" بسبب الفشل الكبير الذي صاحب أداء حكومته وتعمدها خلق المشاكل مع بقية الأقاليم وانتهاكها الدستور الفيدرالي والعبث بمجلسي النواب والشيوخ وإفسادهما بشراء ولاء النواب في المجلسين، وتنفيذ الأجندة القطرية في الصومال، والتي تتعارض مع مصالح الشعب الصومالي.
وأضاف أن قطر كان لها النصيب الأكبر في العبث بالمشهد الداخلي الصومالي، عندما أوصلت فرماجو للحكم بمساعدة عميلها فهد الياسين، وجاءت برئيس الوزراء حسن خيري الذي يملك سجلا مشبوها بدعم الفساد والإرهاب، مشيراً إلى أن تلك القيادات خدعت الشعب الصومالي، وتحولت إلى دمى تحركها الدوحة لصالح أجندتها، ما جعل البلاد تصل داخليا إلى مرحلة الانهيار.
وأكد نور أن الدوحة ما زالت تعول على بعض المرشحين الآخرين، وتدرس إمكانيات دعمهم لاستمرار وجودها في الصومال، مشيرا إلى أن التخريب القطري للمشهد السياسي عبر ضخ الأموال في جيوب وحسابات القيادات الإخوانية، سيزيد من وتيرة الاستقطابات السياسية الداخلية بين العشائر والشيوخ، ويزيد من تعقيد عملية الانتخابات.
وحذر من خطورة عودة قطر إلى التدخل في الشأن الداخلي، والتفافها على خيارات الشعب الصومالي، عبر شرائها ولاءات بعض الشيوخ والعشائر، ودعم ترشيح شخصيات متطرفة وإخوانية تدين بالولاء للدوحة، مثلما دعمت ترشيح فرماجو التي أكدت التقارير أن دعم قطر المالي لحملته الانتخابية أسهم في وصوله لكرسي الرئاسة.
ورأى أن المعارضة الآن في وضع أفضل من أي وقت، رغم الإجراءات الإقصائية للأحزاب المعارضة، ومنعها من العمل السياسي، وإقامة الندوات والفعاليات السياسة، والتضييق على الصحافة والإعلام.
ولفت إلى أن كل تلك الإجراءات نالت من شعبية حكومة فرماجو التي تدنت بالكامل، كما برزت على السطح مطالب من فئات شبابية تطالب بعزله قبل انتهاء مدته بعد وصول البلاد في فترته لحالة الشلل الكامل وتراكم الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وتوقع المحلل السياسي الصومالي عبدالرزاق محمود نوري، أن تحدث مفاجآت انتخابية وصعود أسماء وأوجه جديدة أكثر انفتاحا على الشعب، غير موالية للتيارات والجماعات الإخوانية المدعومة ماليا من قطر.
وأضاف عبدالرازق أن انكشاف ارتباطات فرماجو بدولة قطر وارتهانه لأجندتها الإرهابية ساعد في تبلور برامج انتخابية جديدة استطاعت سحب البساط من عملاء قطر في الداخل وانكشاف مخططات الدوحة الخبيثة أمام الصوماليين.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن الشعب الصومالي أصيب بالإحباط بسبب عدم التزام فرماجو بالوعود التي قطعها بمحاربة حركة الشباب الإرهابية، وقيامه بتعيين شخصيات إخوانية متطرفة مثل فهد الياسين، في مناصب أمنية حساسة، وتستره على فساد المسؤولين والوزراء في حكومته، والوقوف مع قطر ضد بقية دول الخليج التي تعد العمق الاستراتجي وأكبر الدول التي دعمت استقرار الصومال.
ورأى المحلل السياسي الصومالي أن سجل إخفاقات حكومة فرماجو شكل حالة رفض واسعة لدى الصوماليين للقيادات الإخوانية الإرهابية التي تنكرت عن كل الوعود التي قطعتها أمام الشعب، بل تحولت البلاد إلى مرتع للفساد والإرهاب.
وأكد أن أكثر المرشحين حظوظا، بحسب المعطيات في الانتخابات القادمة، هو زعيم حزب ودجر عبدالرحمن عبدالشكور الذي طرح ملامح جيدة للانتقال السياسي الصومالي، وإنهاء حالة الاحتقان بين الولايات، فضلا عن خطط لمحاربة حركة الشباب الإرهابية، وإعادة الصومال إلى محور الاعتدال الذي تقوده السعودية والإمارات في المنطقة.
وحذر من أن قطر تقود محاولات تخريب المشهد السياسي عبر عميلها فهد الياسين الذي يشغل نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات، لعرقلة وصول مرشحين آخرين غير موالين لها لرئاسة البلاد.
ونوه بأن المشهد الانتخابي يبرز تقارب حظوظ عدد من المرشحين للفوز بمنصب الرئيس، وأبرزهم الرئيس السابق شيخ شريف شيخ أحمد رئيس حزب الهدف الوطني، وزعيم حزب ودجر المعارض عبدالرحمن عبدالشكور، إلا أن الشكوك تحوم حول دعم قطر لمرشح آخر بديل عن فرماجو هو حسن علي خيري، ملمحا إلى أن قطر ربما تدعم الرئيس السابق شيخ شريف شيخ أحمد الذي أعلن نيته الترشح للرئاسة نظرا لخلفيته الإخوانية.
ومن جهته، أكد الخبير في شؤون القرن الأفريقي الزمزمي بشير عبدالمحمود، أن حكومة فرماجو الحالية تعد الأسوأ على الإطلاق منذ عودة الاستقرار السياسي والدستوري إلى البلاد عام 2000.
وألمح إلى أن فرماجو تعمد تجاهل مناقشة خارطة الطريق التي أقرتها القيادات الصومالية في وقت سابق، لإنهاء ما يعرف بالمحاصصة العشائرية في أي عملية انتخابية، وزاد عليها تهميشه وضع البرلمان ومجلس الشيوخ، والانسياق وراء أجندة الدوحة للسيطرة على البلاد، وهو ما قاد إلى حالة الرفض الشعبي لاستمراره في حكم البلاد حتى قبل نهاية فترته.
واعتبر أنه رغم تدني شعبية فرماجو، فإن تضييق الحكومة على نشاط وحركة السياسية وسيطرة جهاز الأمن والمخابرات بقيادة الياسين عميل قطر سيعقد المشهد الانتخابي، إذا لم تطرح القوى المعارضة صيغة سياسية تتجاوز المحاصصة العشائرية التي تستثمر فيها قطر لخلق الخلافات بين النخب الصومالية لتضمن استمرار وجودها.
فيما أكد، أن الظروف السياسية الحالية التي أوجدها فشل فرماجو في حكم البلاد ستصب في إمكانية وصول الأصوات والبرامج السياسة الأكثر انفتاحا على الداخل والخارج، والتي ترفض الانضمام للمحور القطري-التركي الذي عانت منه البلاد وقادها إلى الوضع الحالي المتدهور أمنيا وسياسيا.