سياسي صومالي لـ"العين الإخبارية": قطر تقدم رشاوى لإسكات معارضي فرماجو
زعيم حزب "وداجر" الصومالي المعارض: حكومة فرماجو فشلت في تقديم أدلة مضادة لاتهامات الفساد للبرلمان والإعلام.
قال السياسي الصومالي البازر، ورئيس حزب "وداجر" المعارض، عبد الرحمن عبدالشكور، إن النظام القطري يدفع ملايين الدولارات شهريا كرشاوى لإسكات الأصوات المناهضة لسياسات الرئيس محمد عبد الله فرماجو والداعية لمحاسبته في ملفات فساد مالي داخل قبة البرلمان.
وأكد عبدالشكور في مقابلة حصرية مع "العين الإخبارية" صحة تقارير إعلامية بشأن تورط تنظيم الحمدين الحاكم بالدوحة في عمليات تجنيد وسط الشباب الصومالي لصالح الجيش القطري، داعيا المجتمع الدولي وأصدقاء مقديشو إلى وقف ممارسات الإمارة الصغيرة العابثة بأمن واستقرار بلاده.
- الصومال 2018.. تصاعد الأزمات والإخفاقات في عهد فرماجو
- تقرير دولي: حكومة فرماجو زورت انتخابات ولاية جنوب غرب الصومال
وأشار إلى أن فرماجو لم يف بأي من وعوده الانتخابية خلال مدة العامين التي قضاها في الحكم وفشل سياسيا وأمنيا واقتصاديا، فضلا عن أن فترته الرئاسية أسست لوضع غير مسبوق في التضييق والقمع للنشاط السياسي السلمي.
فساد ورشاوى قطرية
حول اتهامات الفساد المالي التي أثارها البرلمان بحق الرئيس محمد عبد الله فورماجو، يرى السياسي الصومالي أن لجنة الشؤون المالية والاقتصادية ببرلمان بلاده أعدت تقريرا متكاملا استندت فيه إلى بيانات من المراجع العام وقدمت أدلة دامغة على فساد الحكومة.
وذكر أن الحكومة واجهت الاتهامات بمحاولات لحل اللجنة الاقتصادية وبعد أن فشلت، لجأت لممارسة ضغوط على رئيس البرلمان لإعادة تشكيل اللجنة المالية وانتهى ذلك بإبعاد الشخصيات القوية التي كانت تقف وراء تحقيقات الفساد وجعل معظم أعضائها تابعين وموالين لجماعة فورماجو.
وأضاف "فشلت حكومة فرماجو في تقديم أدلة مضادة لاتهامات الفساد للبرلمان والإعلام، بل لجأت لتقديم رشاوى لأعضاء اللجنة المالية وجميع الأصوات المنادية بمحاسبة الرئيس على الفساد لإسكاتهم عبر ملايين الدولارات المقدمة من قطر".
وتابع: "قطر تقدم أموالا شهرية لحكومة فرماجو لاستخدامها كرشاوى لشراء الولاء السياسي للمناهضين والقضاء على رؤساء الولايات الإقليمية المناوئين، وللدعاية الإعلامية ضد القوى المعارضة".
وزاد" هذه الأساليب تعطي مؤشرا واضحا على تهرب الحكومة الصومالية من المحاسبة والشفافية في إدارة شؤون البلاد".
وأعرب المعارض الصومالي عن استيائه من أداء حكومة فرماجو، مشيراً إلى عدم وجود أي سبيل لإحداث إصلاح حقيقي فيها، كونها تستند على فلسفة قائمة على إنتاج نظام دكتاتوري، وعقلية تكرس للإنفراد بالسلطة ومضايقات لإسكات صوت المعارضة بالقوة والرشوة.
فشل أمني بالأرقام
ويؤكد رئيس حزب "وداجر" المعارض، فشل محمد عبد الله فورماجو في المحور الأمني بالأرقام والإحصاءات لحوادث التفجيرات الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال العام المنصرم وحده.
وقال إن عام 2018 شهد 18 تفجيرا إرهابيا راح ضحيتها 173 شخصا، بجانب 36 حادثة تفجير سيارات مفخخة، واغتيالات لسياسيين ورموز عشائر، كما نفذت القوات الأمريكية 39 ضربة جوية على حركة الشباب الإرهابية ما يشير إلى تنامي نشاطها.
وعزا الإخفاقات الأمنية إلى التقديرات السيئة لحكومة فورماجو، حيث قامت بتغيير جميع قيادات الشرطة والجيش والأمن خلال هذا العام، وهي المرة الثانية التي تشهد تغييرا مماثلا منذ صعوده للسلطة.
وبحسب زعيم حزب "وادجر" المعارض، فإن الحالة الأمنية في البلاد تتجه إلى الأسوأ لعدم وجود خطة واضحة لمواجهة التحديات، وغياب التنسيق بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، فضلا عن عدم عقد مجلس الأمن القومي الصومالي لمدة 6 أشهر ماضية.
وعود انتخابية كاذبة.. وتنامي إرهاب الشباب
وبشأن الوعود الانتخابية للرئيس الصومالي، يرى عبدالشكور أن فرماجو فشل في الوفاء بها في شتى محاورها السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأردف "وعد بالقضاء على حركة الشباب خلال سنتين من تولي الحكم، وأكمل هذه المدة ونشاط الحركة الإرهابية يتزايد، بل فشل في تحرير أي منطقة من قبضتها، منذ صعوده للحكم فضلاً عن تنامي حوادث التفجيرات ".
كذلك لم يتم حتى اللحظة إنجاز أي من إجراءات الانتقال السياسي السلمي المتمثلة في تعديل الدستور المؤقت وإعداد قوانين للانتخابات المقرر إجراؤها في 2020.
ويعتبر الفشل في تكوين جيش وطني موحد من ضمن الوعود الانتخابية التي فشل فرماجو في تلبيتها بحسب المعارض الصومالي، الذي أكد لـ"العين الإخبارية"، أنه كان من المفترض أن يتولى الجيش الموحد إدارة العملية الأمنية بالبلاد بدلاً عن قوات حفظ السلام الأفريقية "أميصيوم"، لتحرير التراب الوطني من إرهاب حركة الشباب.
قطر تجند الصوماليين بخدعة كبرى
ويؤكد رئيس حزب "وداجر" المعارض، صحة تقارير تناولت نشاط قطر في تجنيد شباب صوماليين لصالح جيشها، قبل أن يكشف عن عودة بعضهم للوطن بعد أن تبينت لهم خدعة الدوحة الكبرى.
وقال عبدالشكور: "تابعت في وسائل إعلام محلية، قيام قطر بتجنيد عدد من الشباب الصوماليين، لكن عاد بعضهم بعد أن اكتشف الخدعة القطرية حيث أبلغهم عملاء الدوحة في بادئ الأمر أن الراتب الشهري سيكون 3 آلاف دولار وعندما وصلوا إلى هناك وجدوا أنه في حدود الثلاثة آلاف ريال قطري.. التجنيد يتم وهذه حقيقة".
قمع وتضييق غير مسبوق
وإعتبر عبد الرحمن عبدالشكور أن وضع الحريات السياسية في عهد حكومة فرماجو يمثل الأسوأ في تاريخ البلاد بعد الحرب الأهلية، حيث يمنع التجمع والنشاط السياسي المدني والسلمي للقوى المعارضة.
كما أصدرت قوات الأمن -بحسب عبدالشكور- تعميما لدى قاعات الندوات والمؤتمرات بكافة الفنادق بالعاصمة مقديشو بعدم استضافة أي ندوة حزبية وبخاصة لـ" وداجر" الذي يتزعمه.
كما منعت السلطات الحكومية يوم 17 ديسمبر الماضي إقامة تأبين للذين قتلوا في الهجوم على منزله العام الماضي.
مشددا بأن الحكومة تمارس مضايقات وملاحقات مستمرة لرموز المعارضة، بالتركيز على حزب وداجر، قائلا :"نحن في وضع سيئ بالنسبة للحريات السياسية، فإذا استمر التضييق والقمع الحكومي للحريات العامة بحق السياسيين سيقود ذلك إلى عنف غير محمود، لذلك نناشدهم بالتراجع عن هذا النهج".
خيارات مواجهة فرماجو
وأعلن عبدالشكور أن حزبه "وداجر" بصدد فتح مكاتب بجميع الأقاليم الصومالية لتكثيف العمل السياسي السلمي بما في ذلك الندوات والتظاهر والحشد الجماهيري لمواجهة سياسات فورماجو ومن ثم الاستعداد لمنازلته في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها 2020م.
وقال إن طرحهم يتمحور حول نبذ العنف والتأمين على العمل السياسي السلمي، لافتا إلى أنهم بصدد التنسيق مع قوى المعارضة الأخرى، والالتقاء بالمجتمع الدولي والتواصل مع الدول الصديقة التي لها حلف تاريخي مع الصومال، مع الاستمرار في نهج المقاومة سلميا لاسترداد الحريات والأمن والاستقرار للبلاد.