منتدى المرأة العالمي يناقش دور رائدات الأعمال في قطاع المناخ
استضافت مبادرة تمويل رائدات الأعمال التابعة للبنك الدولي، ضمن فعاليات منتدى المرأة العالمي، جلسة "تمكين رائدات الأعمال في قطاع المناخ".
جمعت الجلسة عدداً من الرائدات في مجال الأعمال المناخية لاستكشاف الدور المحوري للمشاريع التي تقودها النساء في توجيه الحلول المستدامة والشاملة ضمن الاقتصادين الأخضر والأزرق.
واستضافت الجلسة، التي عقدت في إطار أول أيام النسخة الثالثة من المنتدى الذي تنظمه مؤسسة دبي للمرأة، وأدارتها سمر عصمت، مسؤول شؤون النوع الاجتماعي والإدماج الاقتصادي في مؤسسة التمويل الدولية، كلاً من ألينا تروهينا، الرئيس التنفيذي والشريك الإداري في صندوق "راديكال"، وباسمة عبدالرحمن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "كيسك"، ومحمد اتاجيك ، مستشار أول تطوير القطاع الخاص في البنك الدولي ومستثمر في مجال التأثير "أليثينا إمباكت" .
وتطرّق المتحدثون خلال الجلسة إلى النتائج الرئيسية لمبادرة "رائدات الأعمال في مجال المناخ: وجه لكوكب صالح للعيش" واستعرضوا مساهمات رائدات الأعمال المبتكرة في قطاع المناخ، مؤكدين ضرورة توفير التمويل والدعم المستهدف لتعزيز تأثير رائدات الأعمال في هذا المجال.
وأكدت ألينا تروهينا ضرورة بناء بيئة تمويلية أكثر شمولية تعطي الأولوية للمبادرات المناخية التي تقودها النساء، وشاركت الحضور أمثلة من المشروعات الناجحة التي يدعمها صندوق راديكال، مسلّطة الضوء على القدرات التحويلية لرائدات الأعمال في مواجهة تحديات المناخ.
الاستثمار في العمل المناخي
ولفتت المتحدثة إلى تجربة صندوق "راديكال" في الاستثمار في العمل المناخي، مشيرةً إلى أن 50% من محفظة الصندوق تستثمر في شركات معنية بالحد من التغير المناخي في جنوب شرق آسيا، في حين أكدت أن رائدات الأعمال في هذا المجال يواجهن الكثير من التحديات للتوسيع أعمالهن، بينما يحتاج السوق للمزيد منهن لخوض غمار التجربة المناخية والحد من تداعيات الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.
واستعرضت باسمة عبد الرحمن تجربتها كرائدة أعمال في مجال المناخ، وسلطت الضوء على الحلول المبتكرة للبناء الأخضر التي تنفذها شركتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى أهمية تمكين النساء القياديات في مجال المناخ لتعزيز التنمية المستدامة والقدرة على التكيف.
وتطرّقت المتحدثة إلى عدم اهتمام الكثير من رجال الأعمال حول العالم بالاستثمار في الشركات الناشئة التي تؤسس في مجال العمل المناخي والاقتصاد الأخضر، وذلك لعدم وضوح الصورة الاستثمارية وضمان العوائد المادية، وهو ما يدفعهم للتردد وربما العزوف عن الدخول في شراكة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، مفضلين العمل في مجالات التكنولوجيا التقليدية، على الرغم من إثبات المرأة لجدارتها في هذا المجال، ووجود أمثلة ناجحة لشركات تقودها رائدات أعمال قادرة على إحراز التقدم المطلوب.
من جانبه، قدّم محمد جان اتاجيك ، رؤيته حول المشهد المتطور للاستثمار المؤثر، لافتاً إلى أهمية توجيه الاستثمارات نحو المشروعات المناخية التي تقودها النساء، نظراً لدورهن الفاعل في تقديم حلول مستدامة تسهم في تنمية المجتمعات وتدعم النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.
ولفت اتاجيك إلى تجربة دولة الإمارات في العمل المناخي والجهود التي تبذلها دبي من خلال هيئة كهرباء ومياه دبي التي قدمت الكثير من الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقودها رائدات أعمال، وهو ما يدل على الوعي الذي تتمتع به المؤسسات الوطنية في دولة الإمارات، مؤكداً ضرورة تبنّي حلول مبتكرة لتعزيز دور النساء في مجال العمل المناخي في العديد من دول العالم.
وشدد المشاركون على أهمية دور الممولين والمستثمرين وصُنّاع السياسات في دعم المشاريع المناخية التي تقودها النساء والمساهمة في دعم رائدات الأعمال لقيادة التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة وقدرة على التكيف، الأمر الذي يعود بالفائدة على المجتمعات وعلى كوكب الأرض.