رون ديرمر.. كاتم أسرار نتنياهو وصديق إدارة ترامب يستقيل من الحكومة

قدّم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الثلاثاء، استقالته رسميًا من حكومة بنيامين نتنياهو، منهياً بذلك مسيرة سياسية طويلة داخل الدائرة الأقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وكان نتنياهو يعتمد عليه طيلة سنوات في الملفات الأمنية والسياسية الحساسة، ووصفه في أكثر من مناسبة بـ«كاتم الأسرار».

ويُعد ديرمر من أبرز الشخصيات المقربة من نتنياهو وأحد مهندسي علاقاته الخارجية، لا سيما مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ارتبط بعلاقة وثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكان من أبرز مهندسي «اتفاقات السلام» التي رعتها واشنطن في عام 2020.

أسباب شخصية وتمديد ولايتين متتاليتين

وقال ديرمر، في رسالة استقالة موجّهة إلى نتنياهو، اطّلعت عليها «العين الإخبارية»، إن قراره بالرحيل جاء لأسباب شخصية بعد أن تجاوز المدة التي كان قد التزم بها لعائلته عند توليه الوزارة.

وجاء في نص رسالته: «يوم أديت اليمين الدستورية وزيرًا، وعدتُ عائلتي بأنني سأبقى في منصبي لمدة عامين فقط، وقد مددتُ ولايتي مرتين بمباركتهم. المرة الأولى للعمل معكم على إزالة التهديد الوجودي الذي تُشكله القدرات العسكرية النووية الإيرانية، والمرة الثانية لإنهاء الحرب في غزة وفقًا للشروط التي وضعتها إسرائيل، ولإعادة رهائننا إلى ديارهم».

وأضاف: «والآن، بينما أنهي فترة ولايتي كوزير للشؤون الاستراتيجية، أود أن أشكركم على الفرصة التي منحتموني إياها للخدمة عن قرب إلى جانبكم على مدى السنوات الثلاث الماضية، وعلى الثقة التي وضعتموها فيّ لمعالجة أهم التحديات التي تواجه دولة إسرائيل في هذا الوقت الحاسم».

«حكومة سيذكرها التاريخ»

واعتبر ديرمر في رسالته أن الحكومة الحالية «ستُذكر في التاريخ» بسبب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي فتح مرحلة جديدة من المواجهة بين إسرائيل و«حماس»، قائلاً: «سيتذكر الناس هذه الحكومة بسبب هجوم السابع من أكتوبر، ولإدارتها للحرب التي استمرت عامين على سبع جبهات والتي تلتها».

وتابع الوزير المستقيل: «إن السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو بالفعل أحلك يوم عرفه الشعب اليهودي منذ قيام دولة إسرائيل».

رسالة وداع مؤثرة

وتقدّم ديرمر في ختام رسالته بالشكر إلى نتنياهو وزوجته وفريق عمله المقرب، قائلاً: «أشكر رئيس الوزراء على ثقته بي وعلى شراكته خلال السنوات الماضية، كما أشكر زوجتي التي كانت سندي في جميع المراحل، وفوق كل هذا أشكر الخالق». 

وأضاف: «لقد حلم مئة جيل من اليهود بالعيش في زمنٍ يكون فيه للشعب اليهودي دولة ذات سيادة. وقد حالف الحظ أربعة أجيال بتحقيق هذا الحلم، ومع هذا الامتياز تأتي مسؤولية مقدسة: ضمان هذا الحلم للأجيال القادمة».

وتابع: «لا أعلم ما يخبئه المستقبل لي، ولكنني أعلم شيئًا واحدًا على وجه اليقين: مهما فعلت، سأستمر في القيام بدوري لتأمين مستقبل الشعب اليهودي».

مسيرة دبلوماسية مثيرة

وقبل انضمامه إلى حكومة نتنياهو، شغل ديرمر منصب سفير إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2013 و2021، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز العلاقات بين تل أبيب وواشنطن خلال إدارة ترامب، وكان أحد أبرز مهندسي اتفاقيات السلام مع عدد من الدول العربية.

ويُعرف ديرمر في الأوساط السياسية الإسرائيلية بلقب «وزير نتنياهو الخارجي الدائم»، نظرًا لدوره المحوري في رسم الاستراتيجيات السياسية والدبلوماسية لرئيس الوزراء، وخصوصًا في مواجهة التحديات الإيرانية والملف الفلسطيني.

غموض حول خليفته في المنصب

ولم يُعلن حتى الآن عن الشخص الذي سيخلف ديرمر في منصبه وزيرًا للشؤون الاستراتيجية، فيما تشير مصادر سياسية في تل أبيب إلى أن نتنياهو قد يحتفظ بالمنصب مؤقتًا إلى حين الانتهاء من المشاورات داخل الائتلاف الحكومي.

ويأتي رحيل ديرمر في مرحلة حساسة تشهدها الحكومة الإسرائيلية، وسط توترات سياسية متزايدة تتعلق بملفات الحرب في غزة، والعلاقات مع واشنطن، والخلافات الداخلية حول مسار «صفقة إنهاء الحرب» التي تقودها الولايات المتحدة.