سيناريو تخيلي.. ماذا لو انضم كريستيانو رونالدو إلى برشلونة؟
بصفته أحد أبرز أساطير ريال مدريد الإسباني، لا يحظى كريستيانو رونالدو بشعبية كبيرة بين مشجعي الغريم الأزلي برشلونة.
لكن من المفارقات البارزة التي شهدتها مسيرة كريستيانو، مهاجم يوفنتوس الحالي، أنه كان هدفا سابقا لبرشلونة، وكان على بعد خطوات من قلعة "كامب نو".
في عام 2003، كانت إدارة برشلونة تراقب عددا من اللاعبين الصاعدين بين صفوف سبورتنج لشبونة البرتغالي، ومنهم كريستيانو، لكنها في النهاية فضلت التعاقد مع زميله ريكاردو كواريزما، في صفقة لم يكتب لها الكثير من النجاح، بينما رحل رونالدو صوب مانشستر يونايتد.
وقبل رحيله من يونايتد لريال مدريد في صيف 2009، حاول أليكس فيرجسون، مدرب "الشياطين الحمر" وقتها تحويل بوصلة كريستيانو إلى برشلونة بدلا من الملكي، لكن النجم البرتغالي حسم قراره باللعب للأخير.
وفي السطور التالية تقدم "العين الرياضية" سيناريو تخيليا، يدور حول لعب كريستيانو رونالدو بقميص برشلونة.
شراكة خرافية
يعد ليونيل ميسي قائد برشلونة مع كريستيانو رونالدو، هما النجمان الأفضل بلا منازع في الجيل الحالي من اللاعبين، وهما القدوة والمثل الأعلى لأغلب اللاعبين والنجوم الصاعدين في الآونة الأخيرة.
رونالدو وميسي يستحوذان على أغلب الأرقام القياسية التي يتم تحطيمها في كرة القدم في السنوات الأخيرة، ويملكان سجلا رهيبا في المساهمة التهديفية حتى بعد تخطيهما سن الثلاثين.
وبوجود ميسي بجوار رونالدو في نفس الفريق، وهما في أوج عطائهما في سن العشرينات، كان سيجعل برشلونة فريقا خارقا لا يقهر، ربما لم تشهد كرة القدم مثيلا له على مدار تاريخها.
فمثلا، على مدار 5 مواسم بين 2010-2011 و2014-2015، تبادل رونالدو وليو صدارة ووصافة هدافي الدوري الإسباني، منها موسم سجل فيه الثنائي مجتمعين 96 هدفا في الليجا فقط (2011-2012)، بخلاف ما قدماه من تمريرات حاسمة.
وفي المواسم الأخرى التي لعبها الثنائي في الدوري الإسباني بين 2009 و2018، لم يغب أي منهما عن ثلاثي المقدمة بين هدافي الليجا، بأرقام مرعبة تتراوح بين 20 و40 هدفا تقريبا كل موسم، وفي حال لعب الإثنان معا، ستكون هذه الحصيلة الوافرة من الأهداف من نصيب فريق واحد هو برشلونة.
مسار غير مضمون
رغم كل تلك الأرقام الخرافية، فإن استمرار ثنائية ميسي ورونالدو في برشلونة لم تكن لتستمر طويلا، بالنظر لشخصية النجمين الكبيرين، والطريقة التي حققا بها كل تلك الإنجازات على مدار مسيرتيهما.
لا يمكن إغفال أن السبب الأول في جعل رونالدو النجم الذي نراه كما هو حاليا، منافسته الشرسة مع ميسي بقميص فريق غريم، والأمر نفسه بالنسبة للنجم الأرجنتيني، فكل منهما كان يحمل آمال وطموحات أحد أكبر الأندية في تاريخ كرة القدم.
كذلك فإن العداء التاريخي بين ريال مدريد وبرشلونة ألقى بظلاله على المنافسة بين اللاعبين، وفي الغالب لم نكن لنرى تلك الحالة إذا كانا زميلين وليسا غريمين.
بين عامي 2008 و2019 استحوذ رونالدو وميسي على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، باستثناء نسخة 2008 التي توج بها لوكا مودريتش، وفاز النجم الأرجنتيني بالجائزة 6 مرات، وغريمه البرتغالي بـ5، وهما أيضا الأكثر ترشيحا للجائزة (12 مرة).
في حال كان رونالدو وميسي في نفس الفريق، سيكون من الصعب أن يتم ترشحيهما بهذه الطريقة لجائزة الكرة الذهبية، ما يعني كتابة تاريخ مختلف فيما يتعلق بالجائزة الفردية صاحبة المقام الرفيع.
شخصية رونالدو المتحدية كانت ستمنعه من قبول دور الرجل الثاني في برشلونة، خلف ميسي أعظم خريجي أكاديمية "لاماسيا" التابعة للنادي الكتالوني، وعلى الأرجح كان سيرحل بعد سنوات قليلة بقميص "البلوجرانا"، ما يعني كتابة مسار مختلف تماما لأحد أبرز الأساطير في تاريخ الكرة.
كارثة مالية
يعاني برشلونة حاليا من أزمة مالية طاحنة، باغتته بعد تداعيات جائحة كورونا، التي أثرت سلبا على كافة مصادر دخل أندية كرة القدم.
ومن أبرز الأسباب التي جعلت برشلونة يعاني أكثر من غيره من أندية أوروبا هو دفعه رواتب ضخمة للاعبيه، على رأسهم بالطبع ليو ميسي، الذي تبلغ مستحقاته للفترة بين 2017 و2021 فقط 555 مليون يورو، ما بين راتب ومكافآت.
ولسنوات طويلة، ونظرا لقيمتهما، حافظ رونالدو وميسي على مراكز المقدمة بين أعلى اللاعبين أجرا في العالم، وهو أمر يكفي لإغراق برشلونة في الديون حاليا، إذا دفع أجور النجمين الكبيرين لعدة سنوات في فترة الرخاء.