كريستيانو رونالدو وريال مدريد.. 11 عاما على صفقة القرن
11 عاما على الانتقال التاريخي لكريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد لريال مدريد والذي أصبح بعده أحد أهم اللاعبين في تاريخ النادي الملكي
يحق لنادي ريال مدريد الإسباني أن يعتبر الأول من يوليو/ تموز أحد أهم التواريخ في سجلات تاريخه، كونه شهد انضمام أسطورة الكرة البرتغالية كريستيانو رونالدو إلى جنبات قلعة سانتياجو بيرنابيو، قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي.
انتقل رونالدو للبيرنابيو قادماً من رحلة استمرت 6 سنوات في يونايتد قبل 11 عاماً مقابل 94 مليون يورو، بعقد يمتد حتى عام 2015، وبشرط جزائي قيمته مليار يورو، وهي الصفقة التي أصبحت حينها الأغلى في العالم، ووصفها البعض بصفقة القرن، وهو الوصف الذي تأكد بعدها بالإنجازات التي حققها اللاعب مع الفريق.
حفل استقبال رونالدو في البيرنابيو حضره 80 ألف متفرج، كأكبر عدد من الجماهير يحضر تقديم لاعب كرة في أحد الفرق.
وكسر رونالدو رقم أسطورة الأرجنتين دييجو مارادونا، نجم نابولي الإيطالي السابق، والذي حضر تقديمه في ملعب سان باولو عام 1984 نحو 75 ألفا من جماهير فريق الجنوب الإيطالي.
إيقاف هيمنة برشلونة
الهدف الأول من تعاقد ريال مدريد مع رونالدو ومعه الفرنسي كريم بنزيمة من أولمبيك ليون الفرنسي، وريكاردو كاكا أفضل لاعبي العالم في 2007 من ميلان الإيطالي، وتشابي ألونسو من ليفربول الإنجليزي، كان إيقاف هيمنة برشلونة على الساحتين الإسبانية والأوروبية.
وكان ريال مدريد أنهى موسم 2008-2009 بشكل كارثي بالخروج من دوري أبطال أوروبا من ثمن النهائي بخسارة إجمالية 0-5 ضد ليفربول، وخسر 2-6 في البيرنابيو من برشلونة.
انتقال رونالدو للريال كان حديث أوروبا منذ عام وقتها، حيث كان منتظراً حدوثه في 2008 مع تتويج الدون البرتغالي بلقب دوري أبطال أوروبا مع مانشستر يونايتد.
لكن سقطات الريال المخزية في 2009 وتكوين بيب جوارديولا في برشلونة لفريق لا يقهر توج بـ6 بطولات في عام واحد (2009) أجبر إدارة الريال على التحرك السريع.
وشهد عام 2009 عودة فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي الملكي، والذي قام بجلب مجموعة من أهم اللاعبين والتخلص على الجانب الأخر من الكتيبة الهولندية بقيادة آريين روبين وويسلي شنايدر وكلاس يان هونتلار ورود فان نيستلروي.
من الترنح إلى العاشرة
الأمور لم تكن يسيرة لتوهج ثنائية رونالدو - ريال مدريد، في الموسم الأول ولا حتى الثاني، ببساطة لأن بيب جوارديولا كان قد كون لبرشلونة فريقاً لا يقهر ومن الصعب إيقافه.
وخسر رونالدو أول 3 لقاءات في الكلاسيكو ضد برشلونة ولم يسجل لا هو ولا الريال أي أهداف، وذلك بنتائج 0-1 و0-2 و0-5، لكن بنهاية موسم 2010-2011 نجح الريال في استعادة جزء صغير من كبريائه في الكلاسيكو.
وجاء ذلك بالتعادل أولاً 1-1 في البيرنابيو في الليجا بفضل ركلة جزاء لرونالدو، ثم الفوز على برشلونة 1-0 في نهائي كأس الملك في ملعب الميستايا بفضل هدف رونالدو بالرأس.
لكن في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا تكفل ليونيل ميسي بقيادة برشلونة للفوز 2-0 ووضع رونالدو ورفاقه أمام حقيقة وجود فارق بين العملاقين خلال تلك الحقبة.
في السنوات اللاحقة تغير الوضع، فقد فشل برشلونة عام 2012 في الحفاظ على الدوري الإسباني بعد هيمنة 3 سنوات، بفضل كريستيانو رونالدو الذي سجل 60 هدفاً في الموسم منها 46 بالمسابقة.
في دوري أبطال أوروبا سجل رونالدو 10 أهداف في موسم 2011-2012 ليقود فريقه لنصف النهائي حيث خرج الريال ضد بايرن ميونيخ بركلات الترجيح بعد تعادل 3-3 بمجموع المباراتين.
في 2013، وبعد رحيل جوارديولا، بدأ تفوق برشلونة ينتهي، حيث فاز الريال بالسوبر المحلي في 2012، وفي الليجا فاز الريال 2-1 وتعادلا 2-2، وفي كأس ملك إسبانيا تعادلا 1-1 وفاز الريال 3-1.
رغم أن برشلونة ظل المهمين على الليجا في إسبانيا فإن رونالدو سطر اسمه كأفضل هدافي الريال في الكلاسيكو برصيد 18 هدفاً، بالتساوي مع الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو، وبفارق 8 أهداف عن ليونيل ميسي هداف الكلاسيكو التاريخي.
وفي عام 2014، قاد رونالدو ريال مدريد لتحقيق لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا، بعد الفوز على جاره أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية 4-1، بعد مواجهة ملحمية كبيرة.
ملك الأرقام القياسية
بعيداً عن الكلاسيكو بات رونالدو بعدها أفضل هدافي الريال في كل البطولات التي خاضها برصيد 450 هدفاً، موزعة بين 311 هدفاً في الليجا و22 في كأس الملك و105 أهداف في دوري أبطال أوروبا، و12 في البطولات الأخرى.
كما بات رونالدو أفضل هداف لريال مدريد في الليجا بـ311 هدفاً، وفي البطولات الأوروبية والدولية برصيد 113 هدفاً، وفي البطولات الأوروبية فقط بـ107 أهداف، وفي دوري أبطال أوروبا بـ105 أهداف وفي السوبر الأوروبي بهدفين بالتساوي مع سيرخيو راموس، وفي كأس العالم للأندية بـ6 أهداف بالتساوي مع جاريث بيل.
وفي مونديال الأندية بالتحديد يعد رونالدو الهداف التاريخي للبطولة بـ7 أهداف، حيث سجل هدفا مع يونايتد بالبطولة بجانب سداسية ريال مدريد.
ويعد رونالدو صاحب أكبر عدد أهداف للريال في موسم واحد بـ61 هدفاً في موسم 2014-2015، والذي شهد تسجيله 48 هدفاً في الليجا ليكون ذلك الرصيد هو الأكبر لأي لاعب في تاريخ الريال بالمسابقة.
وقبلها بعام كان رونالدو سجل 17 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، ليكون ذلك الرقم هو أكبر عدد أهداف يسجله لاعب في موسم واحد عبر تاريخ المسابقة.
في موسم 2016-2017، حقق رونالدو الرقم القياسي في أهداف المراحل الإقصائية ببطولة الكأس ذات الأذنين برصيد 10 أهداف، بينما سجل الرقم القياسي في دور المجموعات برصيد 11 هدفاً في موسم 2015/2016.
رونالدو سجل في مرمى غرناطة وإسبانيول خماسيتين في 5 أبريل/نيسان 2015 و12 سبتمبر/أيلول 2015، ليكون ذلك الرصيد هو الأكبر من الأهداف في الليجا في مباراة واحدة للاعب في تاريخ الريال بالاشتراك مع أساطير آخرين.
وفي مواجهة مالمو السويدي في 2014، سجل رونالدو رباعية ليكون ذلك الرقم القياسي للأهداف المسجلة في لقاء واحد في دوري أبطال أوروبا في تاريخ ريال مدريد، ثم في 12 أغسطس/آب 2014، سجل رونالدو ثنائية في مرمى أشبيلية كي يكون ذلك هو الرقم القياسي المسجل في السوبر الأوروبي في تاريخ الريال.
في كأس العالم للأندية سجل رونالدو هاتريك في نهائي 2016 ضد كاشيما أنتلرز ليكون ذلك هو الرقم القياسي للريال في كأس العالم للأندية في تسجيل الأهداف في مباراة واحدة بالتساوي مع جاريث بيل.
كما يعتبر رونالدو صاحب الرقم القياسي في الثلاثيات "هاتريك" في تاريخ الريال برصيد 44 هاتريك، وفي تاريخ الليجا برصيد 34، وفي موسم واحد بـ8 هاتريك في موسم 2014-2015.
البطولات
في إسبانيا حقق رونالدو دوري أبطال أوروبا 4 مرات، بداية في 2014، ثم 3 مرات متتالية من 2016 إلى 2018، ليضمن لأصحاب المركز الثاني في قائمة أكثر اللاعبين تتويجاً بالكأس ذات الأذنين بـ5 مرات لسابق تتويجه بها مع مانشستر يونايتد في 2008ـ وذلك بفارق لقب عن أسطورة ريال مدريد فرانشيسكو خينتو صاحب الرقم القياسي.
وحقق الليجا مرتين في 2012 و2017 وكأس الملك في 2011 و2014، والسوبر الإسباني في 2012 و2017، والسوبر الأوروبي في 2014 و2017 وكأس العالم للأندية في 2014 و2016 و2017، كما توج هدافاً لليجا 3 مرات في أعوام 2011 و2014 و2015.
على صعيد دوري أبطال أوروبا توج 6 مرات هدافاً للبطولة مع ريال مدريد، في الفترة من 2013 إلى 2018 على الترتيب.