سباق أكمله القطار.. أغرب قصة غش في تاريخ الرياضة
نالت العداءة الأمريكية روزي رويز شهرتها في عالم سباقات الماراثون لسبب آخر غير الفوز، إذ أصبح اسمها مرادفاً للغش.
وتعود القصة إلى سباق ماراثون بوسطن للعدو الطويل عام 1980، وهو أقدم ماراثون سنوي في التاريخ، وتبلغ مسافته 26 ميلا (نحو 42 كيلومترا).
روزي رويز، التي كانت تعمل سكرتيرة في شركة لتجارة السلع، أذهلت عالم الجري بكونها أول امرأة تعبر خط النهاية في بوسطن في ساعتين و31 دقيقة و56 ثانية، لتصبح ثالث أسرع عدّاءة في التاريخ بين كل المسابقات من هذه الفئة.
لكن سرعان ما ظهرت الشكوك حول فوزها، إذ لم يرها المراقبون عند نقاط التفتيش على طول المسار، وبعد السباق أخبرت أحد المحاورين التلفزيونيين بأنها شاركت في ماراثون واحد آخر فقط، وهو ماراثون مدينة نيويورك عام 1979، وأنها أنهت هذا السباق في ساعتين و56 دقيقة و33 ثانية.
وطرحت المراسلة كاثرين زويتزر، التي كانت قد اكتسبت شهرة واسعة في ماراثون بوسطن، سؤالا على رويز قائلةً: "هل تحسنت من ساعتين و56 دقيقة إلى ساعتين و31 دقيقة؟"، لتجيب: "لقد دربت نفسي".
ثم بدا أن روزي رويز لم تفهم أسئلة زويتزر حول التدريب المتقطع، وهي التدريبات المصممة لتحسين سرعة العداء، وقالت زويتزر بينما كانت رويز تقف بجوارها وإكليل الغار على رأسها: "روزي رويز الفائزة الغامضة، لقد افتقدناها في جميع نقاط التفتيش لدينا".
واتضحت الأمور أكثر بعدما تقدمت سوزان مورو، وهي مصورة مستقلة، لتخبر صحيفة "نيويورك تايمز" بأنها كانت في مترو الأنفاق مع رويز أثناء ماراثون نيويورك، وأن العداءة أخبرتها بأنها انسحبت عند علامة 10 أميال بسبب إصابة في الكاحل أثناء الركض، وتم تحويلها إلى نقطة العلاج الأخيرة.
وقالت السيدة مورو إنهم بعد مغادرة مترو الأنفاق ساروا إلى خط النهاية وشاهدوا غريت وايتز وظنوا أنها من فازت بسباق السيدات.
وفي نقطة العلاج الأخيرة، اتضح أن رويز خدعت أحد المتطوعين، وأخبرته بأنها أنهت السباق بالفعل، ليعتمد سباقها بشكل قانوني، مما أهّلها للفوز بماراثون بوسطن.
وأبطل مسؤولو ماراثون مدينة نيويورك وقت رويز بعد مراجعة شريط فيديو يظهر أن رويز لم تعبر خط النهاية في الوقت الذي تم تعيينه لها بالخطأ من قبل أحد المتطوعين، الذي اعتقد أن رويز كانت مصابة.
وبعد أيام، تم إلغاء انتصار رويز في بوسطن، واستند منظمو السباق هناك في قرارهم إلى حوالي 10 آلاف صورة تم التقاطها على طول الميل الأخير من السباق بالإضافة إلى المعلومات التي قدمتها وسائل الإعلام والمراقبون على طول الطريق.
وأثبتت الأدلة أن التي فازت بالسباق هي العداءة الكندية جاكلين جارو، التي احتلت المركز الثاني.
وصرَّحت رويز بعد استبعادها: "أستطيع أن أقول بصدق وأمانة دون تردد إن اليوم كان ثاني أكثر الأيام حزناً في حياتي، ولم يتفوق عليه إلا اليوم الذي اضطررت فيه إلى ترك والدي في بلدي الأصلي قبل 18 عامًا".
يُذكر أن رويز ولدت في هافانا في 21 يونيو/ حزيران 1953، وغادرت كوبا إلى فلوريدا عندما كان عمرها حوالي 8 سنوات، ثم توفيت في أغسطس/ آب 2019 عن عمر ناهز 66 عامًا.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز