روسلار.. ميناء أيرلندي أصبح بوابة أوروبا بعد بريكست
كان مجرد ميناء صغير يقدم 3 خدمات للبر الأوروبي، وفجأة أصبح يقدم 15 خدمة، وارتفعت حركة الشحن 476%، بفضل "بريكست".
وبمجرد عبورك بميناء روسلار الأيرلندي الصغير، وتحديدا في المسلك المؤدي إلى الأرصفة، تجد لافتة مرحّبة بالوافدين الجدد، كتب عليها: "ميناء روسلار الأوروبي: بوابة إلى أوروبا".
اقرأ المزيد..
- "الكابوريا" تدفع ثمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
- آثار بريكست ظهرت مبكرا.. التجارة عاجزة أمام إجراءات معقدة
- مأساة ما بعد "بريكست".. لا عمل ولا "مهرجانات" والسفر محدود
وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميا يوم 1 فبراير/شباط 2020، كان له الفضل في زيادة حركة الشحن بهذا الميناء الصغير بنسبة 476% مقارنة بالعام الماضي، بعدما أصبح قبلة الشركات لدخول أوروبا دون المرور بسواحل بريطانيا.
وانفصلت بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بعد 47 عاما من التحالف مع التكتل الأوروبي بموجب اتفاق "بريكست".
وبعد مفاوضات عدة توصلت بريطانيا والاتحاد الأوروبي لاتفاق ما بعد الخروج وتم تفعيله مطلع العام الجاري.
ويبلغ حجم ذلك الاتفاق نحو 660 مليار جنيه إسترليني (900 مليار دولار) مع توقعات بعدم فرض رسوم جمركية أو حصص، مما يعني أن الشركات على الجانبين ستتجنب أخطر اضطراب اقتصادي.
وكانت شركة "د. اف. د. اس" الدنماركية افتتحت في 2 يناير/كانون الثاني المسار البحري بين دنكيرك وروسلار. وهو يسمح لشركات النقل ربط جمهورية أيرلندا ببقية الاتحاد الأوروبي دون العبور بالمملكة المتحدة تجنباً للحواجز الجمركية الجديدة.
وقال مدير الميناء غلين كار، إنّ حركة الشحن باتجاه البر الأوروبي ارتفعت بنسبة 476% مقارنة بالعام الماضي. وأضاف "لقد انتقلنا من ثلاث خدمات مباشرة أسبوعياً باتجاه القارة الأوروبية إلى 15 خدمة حالياً"، بحسب فرانس برس.
مغادرة "الجسر البري"
وفي ظل قيود الإجراءات الرسمية المستجدة والتأخيرات الناجمة عنها، صار متعهدو النقل الأيرلنديون يحجمون أكثر فأكثر عن استخدام "الجسر البري" الذي كانت المملكة المتحدة تمثّله لربط أيرلندا بالاتحاد الأوروبي.
فقبل بريكست، كانت أكثر من 150 ألف شاحنة تنقل سنوياً نحو 3 ملايين طن من البضائع من الاتحاد الأوروبي وإليه، عابرة بحر أيرلندا باتجاه ويلز قبل عبور المانش انطلاقاً من جنوب بريطانيا.
وفي بداية شهر يناير/ كانون الثاني، شهد ميناء دبلن الذي يشكّل حلقة رئيسة ضمن ذاك "الجسر البري"، هدوءا مفاجئا، وجرى إلغاء بعض رحلات العبور.
ومنذ ذلك الحين، تظهر مؤشرات أنّ ميناء روسلار، وهو أصغر من ميناء دبلن، قد يتحوّل إلى المعبر المفضّل للانتقال نحو اوروبا.
ويقول كار "عندما تنقل سلعة من طرف إلى آخر، فإن ما يقال لنا وما نراه هو أنه لا يوجد فرق كبير بين (الطريق المتخذ) الآن والجسر البري"، مضيفا "من ناحية أخرى، ليس عليك هنا تعبئة أي أوراق، فضلا عن توفير الوقود ويكون السائقون أكثر راحة".
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز