بعد ترشيح ماركو روبيو.. ملامح تغيير جذري لسياسة أمريكا الخارجية
يتوقع أن يؤدي اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترامب السيناتور ماركو روبيو وزيرا للخارجية، إلى تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية لأمريكا.
وتوقع الدكتور روبرت بوريل زميل معهد الأمن العالمي والقومي الأمريكي أن يتبنى روبيو استراتيجية "دعم المقاومة" كوسيلة لتحفيز التغيير من الداخل في بعض الدول، انطلاقا من دفاعه الدائم عن حقوق الإنسان، وكذلك دعم الولايات المتحدة للحركات السلمية المقاومة في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا.
وأشار إلى مقالة كتبها روبيو عام 2020، دعا فيها إلى دعم الحركات الاحتجاجية الشعبية مثل الاحتجاجات المناهضة لمادورو في فنزويلا، والحركة الخضراء في إيران، وغيرها. بناءً على تعيينه.
ونتيجة لهذا الاختيار يتوقع أن تتبع إدارة ترامب الجديدة نهجًا يهدف إلى استعادة الديمقراطية في فنزويلا، وتعزيز التغيير في إيران من خلال حركات مثل "المرأة، الحياة، الحرية"، وغيرها من الدول التي ترى فيها أمريكا أنظمة شمولية، وفق تعبير الكاتب.
فنزويلا: الحلقة الأضعف
يتطلب إضعاف نظام مادورو أن تعمل الولايات المتحدة على تكثيف الضغط من خلال فرض مزيد من العقوبات على قطاع النفط والبنوك، كونهما يشكلان العمود الفقري للنظام، والنظر في اتخاذ تدابير استثنائية، بما في ذلك العمليات السرية والعلنية، لإضعاف قدرة النظام على الصمود.
ويتوقع أن تعمل إدارة ترامب على تعزيز الدعم السياسي واللوجستي للرئيس المنتخب في المنفى، إدموندو غونزاليس، وللمعارضة المتمثلة في ماريا كورينا ماتشادو، حيث سيمنح الدعم الأمريكي المعارضة شرعية أكبر ويطمئن الفنزويليين بأنهم لن يُتركوا في الفوضى بعد الإطاحة بمادورو.
يضاف إلى ذلك بناء تحالف إقليمي لتعزيز التعاون مع حلفاء أمريكا في المنطقة لتشكيل جبهة موحدة تدعم الانتقال الديمقراطي.
إيران: فرصة جديدة لدعم المقاومة
في الملف الإيراني، انتقد روبيو إهمال إدارة أوباما للحركة الخضراء في عامي 2009 و2010، وهو القصور الذي تكرر في الدعم الفاتر الذي قدمته إدارة بايدن لحركة المرأة والحياة والحرية في عام 2022. وقد تركت هذه الفرص الضائعة الإيرانيين بدون الدعم الأمريكي القوي الذي يحتاجون إليه.
ويتوقع أن يسعى وزير الخارجية إلى تعزيز العقوبات والضغط الشعبي والاستمرار في استهداف مصادر تمويل النظام، مثل قطاع النفط والحرس الثوري.
توفير وسائل اتصال آمنة: دعم الإيرانيين بتوفير الإنترنت المجاني والمستقر، وهو أمر بالغ الأهمية للتنسيق والاتصال بين المحتجين، خصوصًا أن النظام الإيراني يقطع الإنترنت خلال الاحتجاجات.
كما يمكن للولايات المتحدة ملاحقة المسؤولين الإيرانيين الذين يسافرون إلى الغرب أو يمتلكون استثمارات في دول مثل كندا، وفرض قيود على سفرهم أو محاكمتهم.
وتفادي خطوات محبطة للمقاومة، مثل فرض حظر شامل على السفر على الإيرانيين العاديين، والذي قد يثبط معنوياتهم ويُستغل من قبل النظام لتعزيز دعايته المناهضة لأمريكا.
وخلص الكاتب إلى أن تعيين ماركو روبيو يُتوقع أن يؤدي إلى تبني الولايات المتحدة نهجًا جديدًا في سياستها الخارجية، وإذا نُفذت هذه الاستراتيجية بفاعلية، فإن الأولويات الرئيسية ستكون فنزويلا كنقطة انطلاق، وإيران كعدو استراتيجي في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xMzkg جزيرة ام اند امز