إشارات «روبيو».. هل تتخلى أمريكا عن الوساطة بين روسيا وأوكرانيا؟

في خطوة تشي بتعقد مسار المفاوضات، هددت واشنطن بطي صفحة الوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية، ما لم تلوح في الأفق بوادر واقعية لحل سياسي ممكن.
تصريحات تعكس نفاد الصبر الأمريكي من تعقيدات الأزمة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعامل مع الصراع الأوروبي الأكثر اشتعالاً منذ عقود.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، إن الرئيس دونالد ترامب سيتخلى عن محاولة التوسط لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام إلا إذا ظهرت إشارات واضحة على إمكانية تحقيق ذلك.
وأضاف روبيو من باريس بعد اجتماع مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين: "لن نستمر في تلك المحاولة لأسابيع وأشهر دون توقف. لذلك نحتاج إلى أن نحدد بسرعة كبيرة حاليا، وأنا أعني في غضون أيام، ما إذا كان الأمر قابلا للتحقيق في الأسابيع القليلة المقبلة".
وتابع قائلا: "إذا كان هذا هو الحال فنحن مشاركون. لكن بخلاف ذلك فإن لدينا أولويات أخرى للتركيز عليها".
روبيو أشار إلى أن ترامب لا يزال مهتما بإبرام اتفاق لكنه مستعد للتخلي عن ذلك والمضي قدما إلا إذا رأى مؤشرات على إحراز تقدم على الفور.
والخميس، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف؛ لإبلاغه بفحوى مناقشات تجرى في باريس بشأن النزاع في أوكرانيا، مؤكدا أن "السلام ممكن" إذا أبدى كل الأطراف التزاما بالتوصل إلى اتفاق.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو "نقل إلى نظيره الروسي الرسالة نفسها التي نقلها الفريق الأمريكي إلى الوفد الأوكراني وحلفائنا الأوروبيين في باريس: الرئيس (دونالد) ترامب والولايات المتحدة يريدان إنهاء هذه الحرب وقد عرضا على كل الأطراف الخطوط العريضة لسلام دائم".
وأضاف البيان أن "التلقّف المشجّع في باريس لإطار العمل الأمريكي يظهر أن السلام ممكن إذا أبدى كل الأطراف التزاما بالتوصل إلى اتفاق".
وجرت محادثات أولى بشأن أوكرانيا بمشاركة أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين الخميس في باريس قبل اجتماع مزمع عقده في لندن، في حين تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار التي بدأتها واشنطن مراوحة مع إصرار الأوروبيون على الاضطلاع بدور.
وكان روبيو كتب في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "جئنا إلى باريس بهدف واحد: ايجاد حلول ملموسة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ووقف حمام الدم العبثي".
وشارك روبيو في محادثات في باريس رفقة الموفد الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف والمبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ.
وبضغط من واشنطن التي أبدت انفتاحا على موسكو، وافقت كييف على وقف غير مشروط للمعارك لمدة 30 يوما، وهو ما تجاهلته روسيا.
بموازاة ذلك يواصل ترامب توجيه انتقادات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أنه لفت الخميس إلى أنه لا يحمّله "مسؤولية" الحرب.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا في أول 24 ساعة من عودته للبيت الأبيض. وعدل ذلك عندما تولى المنصب، مشيرا إلى إمكانية إبرام اتفاق بحلول أبريل/نيسان أو مايو/أيار مع تنامي العقبات أمام هذا الهدف.
aXA6IDMuMTQwLjI0NC4yMjUg جزيرة ام اند امز